رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد منير.. ابن الأرض السمراء يعصر قلوب المحبين «عشقًا»

محمد منير
محمد منير


بشرة سمراء داكنة، حين تنظر إليه ترتاح، ويرجع حنينك للأرض الطيبة «النوبة»، عيناه لامعتين، ابتسامته صافية تخترق القلوب دون إذن، أضف لهذا، صوت ساحر، نجح صاحبه على ما يقرب من 40 عامًا أن يصبح صوتًا للمصريين، يشاركهم أحزانهم قبل أفراحهم.

محمد منير، لوحة فنية مصرية أصيلة، اشترك في تكوينها أحمد منيب، صلاح جاهين، فؤاد حداد، بليغ حمدي، عبدالرحمن الأبنودي، والعظيم يوسف شاهين، والكثير من عمالقة الفن الذين شكلوا «الكينج» منذ وصوله للقاهرة قادمًا من الجنوب.

صعب أن تجد مناسبة وطنية أو أزمة تعرضت لها مصر، دون أن تجد صوت «منير» موجودًا، يرفرف في السماء، يعصر قلبك حبًا لمصر، بل عشقًا فيها، «حدوتة مصرية» ليست أغنية، بل حالة تقع فيها، وستجد نفسك مصريًا حتى النخاع.

محمد منير أبا زيد جبريل متولي، من مواليد قرية منشية النوبة بأسوان، هاجر مع أسرته للقاهرة بعد غرق قرى النوبة، عشق الغناء منذ صغره، تخرج في قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون من كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، واستمع إليه الأديب والشاعر النوبي زكي مراد فأوصى عبد الرحيم منصور، الشاعر المعروف آنذاك، بالاستماع إليه، بعدها تعرف على أحمد منيب الذي دربه على أداء ألحانه النوبية، والتي غناها «منير» بعد ذلك.

ألقاب عدة حصل عليها منير، ابن النيل، صوت مصر، مطرب الثورة، بوب مارلي الشرق.

«مربي أجيال»
«منير علمني كأمي وأبي» هكذا قال يوسف محمود، البالغ من العمر 21عامًا، فأرجع يوسف كافة الخصال الطيبة والدروس في الحياة تعلمها من محمد منير من خلال أغانيه وضرب أمثلة على هذا قائلًا علمني منير في «حدوته مصرية» أن المعاملة بالفعل وليس للون الشخص أو جنسه، وأعطاني في «كل المفروض مرفوض» أملًا في الحياة.

أما محمد علي، 30عامًا، من ضمن ألتراس منير يؤكد أن جمهور الكينج بالملايين وهم الجمهور الوحيد الذي كرم مطربة المُفضل من خلال إنشاء «ستورز» في عدد من المحافظات من بينها القاهرة والسويس لبيع منتجات تحمل صورة واسم محمد منير.

«تربع على قائمة الأفراح النوبية»
«نعناع على الجنينة، شمندورة» تعتبر هذه الأغاني وغيرها ضمن القائمة الرئيسية للأفراح النوبية سواء في النوبة أو محافظة القاهرة، فهي تعتبر من الأغاني التي تبعث البهجة والسرور في نفوسهم هذا ما أكدته لنا دعاء أحمد 26 عامًا، مضيفة أننا نفخر بكون محمد منير من النوبة فهو يعشق أسوان ويأتي لزيارتها بصورة دائمة.

وقال منير عن أسوان:« زُرت مدن كثيرة حول العالم، ولكن لم أرى أفضل من أسوان، وشاهدت عدة ملاعب رياضية لكن ملعب أسوان اليوم مليء بالطعامة المحلية».
«قصة حبي على ايده»
«ياااه..ذكريات جميلة مع أغاني الكينج الليلة يا سمرا، أحب أقول الشعر في الحلوين «المريلة الكحلي»، حرية، لما النسيم» هكذا بدأ محمد علي 35عامًا حديثه معنا قائلًا:« دائمًا ما كنتً أرسل لحبيتي أغنية لما النسيم وبالفعل شهدت العديد من المناسبات التى جمعتنا فكانت أول أغنية في الفرح»، وقائمة الأغاني بأكملها في فرحي كانت لمنير، فجميعها تعبر عما بداخلي من مشاعر وأحاسيس أريد أن أفصح عنها لحبيتي بشكل يحمل معنى ويحمل إحساس.

«إيمانه بأصوات شبابية»
منير حالة تُدرس بالفعل، فنحن نتعلم منه على المستوى الشخصي على رأسها «التواضع» تعلمنا منه التواضع وعدم التكبر، وذلك ظهر من خلال إيمانه بالأصوات الشبابية الجديدة بل رافقوهم لمنزله في حفلة أونلاين مايو الماضي وهم المطربتان دينا الوديدى ونوران أبوطالب، فحرص على تقديمهم للجمهور في حفلة مدتها 90 دقيقة فالبرغم من ظروف فيروس الكورونا ولكنه لا يبخل من وقته لإمتاع جمهوره،هكذا قال ناصر محمد 31عامًا.
«قالوا عن منير»
- الناقد طارق الشناوي:
ظهر منير فى نهاية السبعينيات، وخلال فترة قصيرة استطاع أن يترك بصمة ويصل إلى الناس، لأنه حالة خاصة جدا.

- الناقد أحمد السماحي:
"محمد منير حالة فريدة ومن الصعب تكرارها، إذ اجتمع على صوته الكبار والشباب لأنه تمرد على القوالب الثابتة، وقدم أفكارا مجنونة، هو مطرب متمرد وعاشق للتجديد".

- الموسيقار محمد سلطان:
محمد منير فنان ذكي إلى حد كبير، وأرى أنه احترم الجمهور جيدا ولم يقدم أي تنازلات، لذا انحاز له الجمهور ووقف خلف ظهره.