رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"طريق الحقول".. لماذا أصبحت غزة على رأس أولويات الجيش الإسرائيلى فجأة؟

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، صباح اليوم الثلاثاء، حدود مستوطنات "غلاف غزة" بشكل مفاجئ، ووفقاً للتقارير فإن غرض الزيارة هو فحص آخر الأعمال الهندسية للجيش على "حدود غزة".

ليس هذا هو التحرك الأول. فخلال الأيام الأخيرة شهدت بلدات غلاف غزة تحركات مفاجئة للجيش الإسرائيلي، فيما وصفت الصحف العبرية التحركات بأنها مجرد قرار للعودة للروتين، واستئناف العمل الزراعي، في المناطق المحاذية للسياج الحدودي الفاصل مع القطاع، وفي السياق، ذكر موقع "واللا" العبري، أنه تقرر رفع الحواجز التي كانت قد وضعت على الطرق الرئيسية في غلاف غزة.

بينما كشفت القناة السابعة الإسرائيلية، عن أن "زيارة كوخافي" جاءت على خلفية تخوفات لوقوع عمليات أمنية هناك، وذلك بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي نفقا لحركة حماس، يمتد من وسط القطاع إلى داخل الحدود الإسرائيلية وهو ما أثار المزيد من التوتر.

مقارنة بالتقارير التي صدرت الأيام الماضية، والتي تتعلق بالمشروعات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في غلاف غزة، يمكن التكهن بغرض زيارة "كوخافي". فبحسب ما كشفه المحلل العسكري "متان تسوري" في تقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن قسم التحصينات في المنطقة العسكرية الجنوبية بالجيش الإسرائيلي بدأ مشروع شق عشرات الكيلومترات من الشوارع في منطقة "غلاف غزة" ، والتي من المتوقع أن تتحرك فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية وهي في طريقها نحو القطاع وأُطلق على هذا المشروع اسم "طريق الحقول"، ومن المتوقع أن ينتهي العمل في هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته مليون شيكل في غضون عام واحد.

وسيجري شق هذه الشوارع بهدف تقليص الأضرار التي يمكن أن تلحق بالحقول الزراعية التابعة للمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. واتُّخذ قرار تنفيذ هذا المشروع كجزء من استخلاص الدروس من عملية "الجرف الصامد" التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها ضد القطاع في صيف 2014، إذ قامت الآليات العسكرية الإسرائيلية بتخريب مئات الدونمات الزراعية في أثناء تحركها وهي في طريقها للمشاركة في القتال داخل القطاع. فمثلاً بعد تلك العملية العسكرية تم دفع مبلغ 30 مليون شيكل كتعويضات للمزارعين في المستوطنات الإسرائيلية الذين لحقت أضرار جسيمة بحقولهم نتيجة تحرك الدبابات وحاملات الجنود المدرعة التي شاركت في المعارك.

ويشمل مشروع "طريق الحقول" إقامة تحصينات للقوات ومناطق للآليات العسكرية كي تكون جاهزة للعمل في حال صدور أوامر لها بذلك، وهو ما يرفع التوقعات التي تشير إلى أن إسرائيل تستعد لجولة عسكرية جديدة.

إجمالاً يمكن فهم التحركات الأخيرة، بأنها تمثل عودة مفاجئة لغزة على رأس سلّم الأولويات الإسرائيلي، والذي يمكن تفسيره بأنه بسبب عدم التوصل لتسوية حقيقية ومستقرة مع حماس، مما يجعل القطاع قابلًا للانفجار في أي وقت.

فبحسب التقديرات، فإنه إذا لم يتم التوصل لتسوية تحويل مال قطري لمدة عام، وعمل لعمال من غزة في إسرائيل، وتحلية مياه، وإقامة منطقة صناعية، وحل مشكلة الأسرى والمفقودين، من المتوقع أن يتدهور الوضع لجولة عسكرية جديدة.

ورغم أن إسرائيل و"حماس" لا ترغبان في معركة كهذه، لكن مثلما كان الوضع باستمرار منذ سنوات، قد يجد الطرفان نفسيهما داخل حدث أمني قد يخرج عن السيطرة ويتحول لمعركة عسكرية بسرعة.