رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في شهر التوعية.. استشاري تغذية يوضح علاقة السمنة بسرطان الثدي

الدكتور محمد حلمي
الدكتور محمد حلمي

قال الدكتور محمد حلمي، استشاري علاج السمنة والتغذية، أن البدانة أصبحت في الآونة الأخيرة الخطر الأكبر الذي يمد يد الغدر لكل أجهزة الجسم، ولم يعد هناك مرض إلا وله علاقة بالسمنة، وإن لم تكن السمنة هي السبب الأساسي نجدها من العوامل المساعدة، وإن لم تكن هذا أو ذاك، نجد أن السمنة تزيد مضاعفات كل الأمراض سوءا، وتطيل مدة الشفاء أو تفتح الباب على مصراعيه أمام العديد من المخاطر، ونخص بالذكر هنا علاقة السمنة والأورام السرطانية خاصة أورام الثدي.

وأضاف استشاري علاج السمنة والتغذية، أن جسم الإنسان الذي يعاني من السمنة يفرز نسبة عالية من هرمون الأنسولين، ويتسبب ذلك في ظهور حالة تعرف باسم مقاومة الأنسولين، والتي أثبتت الأبحاث أنها تسهم بشكل كبير في تطوير الأورام.

وبخصوص كيف تتسبب السمنة في حدوث سرطان الثدي، قال الدكتور محمد حلمي، أن الأنسجة الدهنية هي أحد مصادر إنتاج هرمون الاستروجين، وهنا نجد أن ارتفاع هذا الهرمون يتسبب بدوره في ارتفاع خطر الاصابة بسرطان الثدي وكذلك بطانة الرحم، وبعض أنواع أخرى من السرطانات مثل سرطان القولون والكلى وبطانة الرحم وعنقه، كما أن الخلايا الدهنية تنتج هرمونات adipokines التي تقوم بدورها بتحفيز أو منع نمو الخلايا، مثل هرمون اديبونيكتين adiponectin وكذلك اللبتين leptin.

وتابع على سبيل المثال نجد أن نسبة هرمون اللبتين في الأشخاص الذين يعانون من السمنة عادة ما تكون عالية، مما يسبب انقسام الخلايا وتكاثرها، وعلى الجانب الآخر نجد أن نسبة هرمون اديبونيكتين ذو التأثير العكسي، تكون أقل بكثير في أجسام جميع الأشخاص البدناء، موضحا أنه عادة ما ترتبط السمنة مع ارتفاع نسبة الالتهابات الحادة التي تتسبب هي الأخرى في ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان.

وأشار "حلمي" إلى أن هناك عوامل أخرى قد يكون لها دور في حدوث الورم، مثل: تغييرات في الاستجابة المناعية، أكسدة الخلايا الناتجة عن تناول أغذية غير صحية، وفقر الطعام الذي تتناوله للمغذيات الدقيقة التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحافظ على الخلايا، وترفع مقاومتها للأورام السرطانية.

ولفت إلى أن زيادة خطر الاصابة بسرطان الثدي فيما بعد انقطاع الطمث قد يعود إلى زيادة مستويات هرمون الاستروجين، في النساء اللواتي تعانين من مشكلة السمنة، وذلك لأنه بعد انقطاع الطمث تتوقف المبايض عن إنتاج الهرمونات الأنثوية، وقتها تصبح أنسجة الدهون أهم مصدر لإنتاج هرمون الاستروجين، وبما أن النساء البدينات لديهن أنسجة دهنية بكميات أعلى بكثير من غيرهن فإن مستويات الاستروجين بالتبعية تكون هي الأخرى لديهن أعلى، مما يتسبب في زيادة معدل النمو السريع لأورام الثدي.