رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب الـ1000 يوم.. دور «الاستنزاف» في تحقيق نصر أكتوبر

تحقيق نصر أكتوبر
تحقيق نصر أكتوبر

حقق جيش مصر في حرب أكتوبر 1973 نصرًا من ذهب بعدما سحقت قواتنا المسلحة العدو الإسرائيلي وكبدته خسائر كبيرة، ولم يكن قرار الحرب وليد اللحظة إذ تم التجهيز للحرب قبلها بسنوات عدة من خلال التخطيط لمعارك متتالية أُطلق عليها «حرب الاستنزاف».

وأطلق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حرب الاستنزاف التي خاضت فيها القوات المسلحة المصرية معارك عسكرية بعد أيام من هزيمة 5 يونيو 1967، حقق فيها الجيش المصري بطولات رفعت من الروح المعنوية للجنود والضباط.

وعقب حرب الأيام الستة التي تُعرف بالنكسة التي انتهت باحتلال إسرائيل الأرض العربية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء، بدأت تُنفذ عمليات عسكرية دارت بين القوات المصرية شرق قناة السويس والقوات الاسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء، وأُطلق عليها "حرب الاستنزاف".

تمثلت حروب الاستنزاف في تنفيذ عمليات عسكرية شاملة بالعمق ومناطق خارج الصراع مثل عملية تفجير الحفار الإسرائيلي في المحيط الأطلنطي وليس الجبهة فقط، وبدأت عقب النكسة في عام 1967.

أبرز العمليات العسكرية التي نفذها الجيش المصري ضمن حروب الاستنزاف كانت معركة رأس العش، وهي قرية صغيرة تقع جنوب بورسعيد بحوالي 14 كم ويحدها من الشرق والغرب قناة السويس وتعتبر معركة رأس العش أولى معارك الاستنزاف التي بدأت قواتنا المسلحة استعادة ثقتها مرة أخرى.

بدأت المعركة في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم 171967 واستمرت حتى 471967، حيث قام مجموعة من ضباط وجنود رجال الصاعقة على مدى 4 أيام من صد هجوم العدو المدرع بسرية دبابات ومنعتها من التقدم ناحية منطقة الحظر وبورفؤاد، وعليه كبدت القوات السلحة المصرية العدو خسائر فادحة في المعدات والأرواح، ورفعت هذه المعركة الروح المعنوية لقواتنا المسلحة.

بعد نجاح معركة رأس العش وتحقيق هدفها في تكبيد العدو الإسرائيلي أكبر الخسائر الممكنة، وجهت القوات المسلحة ضربة ثانية للعدو بسحق المدمرة "إيلات" وهي أشهر معارك الاستنزاف وأهمها؛ إذ نجح رجال البحرية المصرية فى تدمير أكبر مدمرة للعدو الإسرائيلى إيلات.

وجهت القيادة العامة للقوات المسلحة بتكليف رجال الصاعقة بعبور قناة السويس والإغارة على إحدى النقاط القوية بهدف خطف "آدمون مراد أهارون" أسير إسرائيلى، وبالفعل تم تنفيذ العملية ليلة 21 أبريل 69 فى نطاق الجيش الثالث الميدانى نقطة التبة المسحورة جنوبًا من البحيرات المرة الصغرى وكان العدو محصنًا بنقطة قوية بها سرية مظلات وسرية دبابات وتحركات القوة المنفذة نحو النقطة القوية للعدو لمهاجمتها من اتجاه الشرق وتم اقتحام كمين العدو وقتل جميع افراده.

وأنشأت مصر أثناء حروب الاستنزاف سلاح للدفاع الجوي كقوة مستقلة في عام 1969 وتبعه إنشاء حائط الصواريخ الشهير بالاعتماد الكلي على الصواريخ السوفيتية سام، وقد حمى كل السماء المصرية وأضعف التفوق الجوي الإسرائيلي، بعد عملية بحر البقر حيث هاجمت الطائرات الاسرائيلية أهدافًا داخل مصر وقصف فيها الإسرائيليون مدرسة ابتدائية.