رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العقوبات الأمريكية.. كيف تساعد «الجماعة» إيران في الالتفاف عليها

الإخوان
الإخوان

كشف تقرير نشره مركز «بيسا» للدراسات الاستراتيجية في إسرائيل، عن إمكانية استمرار النظام الإيراني رغم وطأة العقوبات الأمريكية القاسمة، لافتًا إلى أن النظام الإيراني يلتف على العقوبات من خلال مساعدات أعوانه القدماء، أبرزهم جماعة الإخوان الإرهابية.

ويقول الدكتور رضا برشيزاده المحلل السياسي الإيراني المقيم بالولايات المتحدة، إن نظام إيران، وتنظيم الإخوان الإرهابي يتشاركان رؤية متماثلة لنهاية العالم، فكلاهما يؤمن بالأيديولوجية «الإسلاموية» الاستبدادية، ويتجاهلان الحدود الوطنية، ويسعيان لغزو العالم بفكرهم المتطرف.

وأوضح برشيزاده في تحليله، أن سيد قطب العضو البارز في جماعة الإخوان خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، هو من فتح أعين المتطرفين في إيران على إمكانية قيام دولة إسلامية شاملة.

كما أن كلا الطرفين، طبقًا للمحلل الإيراني، يكره الحضارة الغربية، والولايات المتحدة، وإسرائيل، ودول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء قطر، وهذا التقارب الأيديولوجي الجوهري يجمعهما رغم الاختلاف المذهبي الواضح.

ولفت المركز إلى أن جماعة الإخوان كانت واحدة من القوى الرئيسية التي دفعت الشيعة للوصول إلى السلطة في إيران، وعلمتهم كيف يظهرون أنفسهم أمام الغرب، ويتسللون إلى المؤسسات الثقافية والأكاديمية، فضلًا عن تعليمهم كيفية توجيه الرأي العام.

ويرى برشيزاده أن الإخوان، قاموا بتدريب قادة إيران لكي يصبحوا جنودًا، وتم تدريبهم داخل معسكرات تابعة للجماعة،لكن لاحقًا، انتقلوا إلى لبنان لتأسيس حركة أمل الشيعية، التي سبقت حزب الله، لقلب اللبنانيين على إسرائيل والغرب، وتعاونت الحركة مع الإخوان لدفع البلاد ناحية الحرب الأهلية.

وأضاف المحلل الإيراني، أن جماعة الإخوان دعمت بنشاط النظام الإيراني في التهرب من العقوبات الدولية بعد "الثورة الإسلامية" وخلال الحرب الإيرانية العراقية، لافتًا إلى اعتراف يوسف ندا، الممول الذي يعرف بأنه وزير خارجية الإخوان، حول مساعدة الجماعة، لطهران فيما يتعلق باستيراد الصلب والحبوب.

واستشهد برشيزاده أيضا بما قاله السياسي الإيراني إبراهيم يزدي، بشأن "دار المال الإسلامي" التابعة للإخوان، ومقرها جنيف، والتي لعبت دورًا أساسيًا في شراء الموارد العسكرية التي غيرت قواعد اللعبة بالنسبة للنظام الإيراني على مدار الحرب.

وفي المقابل، كانت جماعة الإخوان موضع ترحاب دائم في طهران، فكما يقول ندا في مذكراته، حافظ نظام إيران، والإخوان على علاقات ودية تمتد لما بعد فترة الثمانينيات.

وأشار المحلل الإيراني إلى أنه بعد الإطاحة بمحمد مرسي من حكم مصر، عملت جماعة الإخوان، والنظام الإيراني معًا، فطبقًا لمعلومات مسربة، اجتمع ممثلون من الجماعة والحرس الثوري العام 2014 في أحد فنادق تركيا من أجل التخطيط للمؤامرات.

واتفق الطرفان حينها على أن يقدم الحرس الثوري القوة الصلبة، بينما تستخدم جماعة الإخوان تنظيماتها الشاسعة الموجودة في 85 دولة، لتوفير الغطاء للعمليات الإرهابية.

وأشار المحلل الإيراني في ختام تحليله إلى أن النظام الإيراني كان يستخدم المؤسسات المالية في تركيا وقطر، التي تحتفظ فيهما جماعة الإخوان بوجود كبير، في عمليات غسل الأموال، وخرق العقوبات، وبالتالي قد تكون الجماعة عنصرًا فاعلًا في الالتفاف على العقوبات المفروضة على طهران، وهو أمر يستحق التحقيق فيه بشكل مكثف.