رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريوهات نفاد الصبر الفرنسي.. فريق الثامن من آذار يقحم لبنان في دوامة سوداء

مصطفى أديب،
مصطفى أديب،

تعذر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب، عن تشكيل الحكومة حتى الوقت الحالي، بسبب تعنت الكثير من السياسيين، ولاسيما إصرار الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) على الاحتفاظ بوزارة المالية في الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى تسمية كافة الوزراء الذين سيمثلون الطائفة داخل الحكومة.

وأجمعت الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء، على أن أديب، يتجه للاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة الجديدة، وأن المبادرة التى سبق وأطلقتها فرنسا لمعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية فى لبنان تشهد حالة من الترنح.

من جانبها؛ أعلنت الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن الأوان لم يفت لتشكيل حكومة جديدة والعمل من أجل مصلحة لبنان، حسبما نقلت وكالة رويترز الإخبارية.

وأعربت الرئاسة الفرنسية عن أسفها لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكان ماكرون قال في آخر زيارة له إلى بيروت في مطلع سبتمبر الجاري إن السياسيين اللبنانيين تعهدوا بإنجاز تشكيل حكومة جديدة خلال مدة 15 يوما، انتهت أمس، وكذلك إنجاز إصلاحات جوهرية خلال 8 أسابيع.

وقال مسؤول فرنسي لـ"رويترز": "تأسف فرنسا لأن الزعماء السياسيين اللبنانيين لم ينجحوا في الوفاء بالتعهدات التي تعهدوا بها للرئيس ماكرون في الأول من سبتمبر 2020 وفقا للإطار الزمني المعلن."

وأضاف: "لم يفت الأوان بعد: يجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم والعمل أخيرا لمصلحة لبنان وحدها من خلال السماح لمصطفى أديب بتشكيل حكومة على مستوى خطورة الوضع".

وحول سيناريوهات تعذر تشكيل الحكومة اللبنانية والرد الفرنسي على هذا الوضع، أكد مصدر لبناني مقرب من الحكومة أن أديب اعتزم أمره في تقديم اعتذاره عن التكليف، بحد أقصى ظهر غد الخميس.

وقال المصدر في تصريح لـ"الدستور"، إن اعتذار أديب جاء عقب الإشكاليات التي واجهت تشكيل الحكومة، بسبب تعنت الأحزاب والسياسيين اللبنانيين.

ومن جانبه؛ اعتبر شارل جبور، مسئول المكتب الإعلامي لحزب القوات اللبنانية، أنه لا يجب على فرنسا أن تخضع لأي ابتزاز سياسي من قبل أي فريق يتعارض مع المبادرة الفرنسية، مؤكدا أن إنقاذ لبنان يتطلب التزام دقيق بمحتوى المبادرة وأي محاولة للقفز فوق مضمونها يؤدي إلى إبقاء الوضع كما هو عليه.

وأضاف جبور في تصريحات لـ"الدستور": "المطلوب ليس تشكيل حكومة نسخة طبق الأصل للحكومة المستقيلة التي فشلت فشل ذريع في مهامها، بل ضرورة تشكيل حكومة تتوافق مع مطالب إنقاذ لبنان"، لافتا إلى شروط فريق (الثامن من آذار) وتحديدا الثنائي الشيعي والتي تكمن في تأليف حكومة على نسق الحكومة المستقيلة.

ونوه جبور، إلى أنه إذا لم تؤلف حكومة على مواصفات المرحلة ومواصفات الإنقاذ سيصبح الوضع أكثر صعوبة، قائلًا: "يجب تشكيل حكومة استثنائية وترك هذه المهمة للرئيس المكلف من أجل تشكيل فريق عمل متجانس بحكومة مصغرة، ولا تكون تسمية الوزراء عائدة لأي فريق سياسي، خلاف ذلك عودة من فشل إلى فشل ولا مصلحة للبنان فالمصلحة تقتضي على العمل بشكل واضح لإنقاذ لبنان".

وأردف: "على فرنسا في حال عدم الالتزام بالمبادرة أن تتحمل مسئوليتها تجاه الشعب اللبناني ضد هذا الفريق الذي يأخذ لبنان إلى الفوضى".

في سياق متصل؛ أشار الكاتب الصحفي اللبناني والمحلل السياسي البارز فادي عاكوم، إلى أن ختام البيان الفرنسي أوضح من خلال عبارة ختامية بأن الأمور لم تنتهى بعد، لافتا إلى أن تلك الجملة تؤكد أن البيان وكأنه الإنذار الأخير وبالتالي فإن الفرصة الأخيرة الليلة أو صباح الغد، وبالتالي الرد سيكون فرنسيًا أمريكيًا.

تابع عاكوم في تصريحات لـ"الدستور": "بالأحرى أمريكيًا إن صح القول، كون فرنسا كانت طلبت مهلة إضافية من الأمريكيين بخصوص حزمة العقوبات التي ربما ستطال العشرات من السياسيين اللبنانيين"، مؤكدا أن الحزمة المنتظرة ستكون قاسية جدا على العديد من أفراد الطبقة السياسية من لبنان.

وشدد على أن الأمر لن يكون مقتصر فقط على جمهور الثامن من آذار بل ستشمل الجميع دون أي استثناء، مضيفًا: "ستدخل لبنان دوامة سوداء كبيرة جدا ستنعكس بالسلب على الوضع الاقتصادي المنهار بالفعل، وستكون حرب سياسية باردة مخفية خلال الفترة المقبلة".