رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف سيساعد اتفاق السلام مع الإمارات فى حل القضية الفلسطينية؟

نتنياهو
نتنياهو

الاتفاق مع إسرائيل لا يضر الفلسطينيين، بل على العكس من ذلك، إنه يخدمهم بالفعل وقد يعزز ممارسة حقوقهم، حيث يضع إطارًا جديدًا للضغط على إسرائيل لتغيير مواقفها وسياساتها، فمقابل الاتفاقية وافقت إسرائيل على وقف عملية ضم الأراضى، والسماح باستمرار حل الدولتين، وهو ما يعنى أنه من المحتمل المزيد من الخطوات الإيجابية للفلسطينيين مقابل المزيد من الاتفاقات في المنطقة.

التفسير بسيط: إنه في لحظة الحقيقة ستكتشف إسرائيل أن علاقتها بالدول العربية والإسلامية أكثر فائدة لها من الاحتلال.

وبالنسبة لمنتقدي الاتفاق مثل قطر وتركيا، فهم أنفسهم كانوا على علاقة بإسرائيل حتى قبل الإمارات العربية المتحدة، بل على العكس اقتربوا منها وتعاونوا معها وأقاموا علاقات متبادلة وفتحوا أبوابهم على مصراعيها أمام إسرائيل دون أي فائدة حقيقية للقضية الفلسطينية، لكن الإمارات فعلت ذلك بمقابل للفلسطينيين.

بنظرة استشرافية للمستقبل، فإنه من المتوقع أن تتحول الإمارات إلى شريك آخر في العملية السياسية عندما تُستأنف، ويمكن بوجودها أن تسجل إنجازات، وتتمكن من الضغط على إسرائيل التي ستفحص خلال الفترة المقبلة فرص تعميق نفوذ اتحاد الإمارات في الساحة الفلسطينية، وخصوصًا في الضفة الغربية، وفي الأساس من خلال الدفع قدمًا بمشاريع مدنية.

المشكلة التي لم تُحل حتى الآن هي الأزمة الحادة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي اتخذت شكل انقطاع مطلق تقريبًا للعلاقات بين الطرفين منذ 19 مايو، في خطوة أقدم عليها أبومازن ردًا على إعلان إسرائيل نيتها تنفيذ الضم، علاوة على ذلك، فإن الوضع من الممكن أن يتعقد أكثر بعد الاتفاق الذي يعد نجاحًا لاستراتيجية إسرائيل أن في الإمكان الدفع قدمًا بالتطبيع مع العالم العربي من دون التسوية الشاملة مع الفلسطينيين، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.

في هذه المرحلة، يتعين على إسرائيل العمل على مختلف الأصعدة (العلنية والسرية)، وبواسطة كل اللاعبين الإقليميين والدوليين من أجل إفهام الفلسطينيين أن موضوع الضم قد استُبعد عن جدول الأعمال اليوم، وإقناعهم بالعودة إلى التنسيق الكامل مع إسرائيل، والموافقة على الحصول على أموال الضرائب التي تشكل مكوناً مركزياً في قدرة عمل السلطة.

جزء من الغضب في رام الله، يتعلق بشكل أساسي بمحمد دحلان بعدما أفادت أنباء أنه شريك في الخطوة وهو العدو لمحمود عباس، الذي يرى أن "دحلان" بتلك الخطوة يتزايد تعزيز وضعه مقابل ضعف السلطة الفلسطينية.