رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من العرب إلى بيروت».. حملات وتبرعات لنجدة اللبنانيين

طائرة اغاثة
طائرة اغاثة

الساعات الأولى التي تلت انفجار مرفأ بيروت في لبنان، حملت تضامن من حكومات عرب كثيرة، وإرسال إغاثات من دول عربية إلى باريس الشرق، من أجل التضامن مع ضحايا الحادث الذين بلغ عددهم نحو 150 قتيلًا و45 مفقود وقرابة 3 آلاف جريح.

بيد أن التضامن لم يكن على مستوى الدول والحكومات فقط، فلحق به تضامن شعبي أيضًا من شعوب عربية أرسلت تبرعات وإغاثات إلى المنكوبين في بيروت، ورغم بساطة تلك المساهمات إلا إنها كشفت مدى تضامن الشعوب العربية مع بعضها البعض.

- طفلة مصرية تتبرع بمصروفها

كان من بينهم الشعب المصري، إذ خصصت عدد من الجمعيات الخيرية الخاصة أرقام هواتف وحسابات بنكية تخص التبرع لمنكوبي حادث مرفأ بيروت شارك فيها عدد من المصريين، من بينهم شاهندا وابنتها هالة التي تبلغ من العمر 11 عامًا.

تقول شاهندا: "منذ علمي بفتح حسابات بنكية في عدد من الجمعيات الخيرية الموثوق بها من أجل التبرع لنجدة أهالي بيروت، قمت بعمل حملة مع أقاربي وأصدقائي من أجل جمع أكبر قدر من المال وإرساله لأهالينا في مدينة المرفأ بعد الحادث".

تضيف: "ووجدت ابنتي تعطيني 100 جنيهًا تريد المشاركة والتبرع بها في تلك الحملة، كانت قد جمعتها منذ شهور باقتطاع جزء من مصروفها اليومي، وقالت لي إنها كانت تريد شراء أشياء كثيرة تخصها لكن ما حدث في بيروت أهم من تلك الأشياء".

توضح: "قمت بجمع مبلغ من المال من قبل الأقارب والأصدقاء والعائلة، وإرساله إلى بيروت من خلال تلك الجمعية الخيرية باسم الشعب المصري، من أجل التضامن معهم ونجدتهم في تلك الكارثة، فهم الآن يحتاجون للدعم المادي والمعنوي معًا".

- ولفلسطين دور في التبرعات

ليست مصر فقط ولكن فلسطين أيضًا، أطلق بها الشعب حملات من أجل التبرع لإنقاذ بيروت المنكوبة، وهي حملة "إحشاء الرّأفة" لنجدة المنكوبين في لبنان الحبيب، وبالفعل تضامن معها الكثير من الشعب الفلسطيني بالتبرع بالأموال إلى المرفأ.

من بينهم سعيد عثمان، فلسطيني من حيفا، والذي تضامن مع الحملة وقام بالتبرع، يقول: "الحكومات العربية بادرت بإرسال مساعدات وإغاثات كثيرة لحكومة لبنان، لكن ذلك لا ينفي أن هناك دور تضامني لا بد أن تقوم به الشعوب العربية".

يضيف: "الحملة انطلقت من مواطنين في حيفا من أجل جمع التبرعات المالية، لأن الخسائر ليست في الأرواح فقط، ولكن هناك محلات وبيوت دُمرت بالكامل، فالأموات لا يعوضهم المال لكن تلك الأشياء تعتبر مصائب وكوراث لأصحابها".

يوضح: "الحملة نظمت بواسطة أحد الجمعيات الخيرية والتي لن تقوم بإرسال الأموال فقط، ولكن أيضًا ستقوم بإرسال المعونات الطبية للشعب اللبناني حتى يفيق من تلك النكبة التي هزت الوطن العربي بأكمله وتحمى آثارها من الذاكرة".

في العراق لم يكن التبرع لضحايا حادث مرفأ بيروت ماديًا، ولكن عبر التبرع بالدم، فمنذ الساعات الأولى للانفجار الذي لحق بمرفأ بيروت، انطلقت حملات من الصليب الأحمر في العراق من أجل التبرع بالدماء وإرسالها إلى المنكوبين في العراق.

وإلى الآن لازالت مستمرة حملات التبرع، والتي شارك فيها "علي المنصوري" مواطن عراقي من بغداد، يقول: "مجرد ما حدث الانفجار وتم الإعلان عن أعداد الضحايا والتي كانت تزيد بشكل مخيف، أعلن الصليب الأحمر عن حاجته للدماء من أجل مساندة المنكوبين في بيروت".

يضيف: "قمت بالتبرع أنا زوجتي وابني في اليوم الثالث من الحادث، بسبب تكدس فرع الصليب الأحمر بالمواطنين الذي يريدون التبرع لأهالي بيروت، ونعتبرهم أشقاءنا ولا بد لكل الشعوب العربية التضامن والتبرع سواء المادي أو العيني أو بالدماء من أجل نجدة الجرحى والمصابين".