رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة: أردوغان يتدخل في ليبيا لتعويض خسائره في مصر والسودان

أردوغان
أردوغان

قالت صحيفة "اراب ويكلي" البريطانية إن التدخل العسكري التركي في ليبيا، بما في ذلك جهودها لجلب الآلاف من المتطرفين إلى البلد الواقع في شمال إفريقيا جاء تعويض الفشل الكبير الذي أصاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مصر والسودان.

وتابعت الصحيفة البريطانية - خلال تقرير نشرته اليوم الخميس - أن أردوغان شعر بالهزيمة المروعة في أعقاب الإطاحة العسكرية بالراحل محمد مرسي في مصر يوليو 2013 التي أسقطت النظام المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، فيما لم تشعر أنقرة في البداية بالأثر الكامل لهذا التحول في مصر لأنها كانت تعتمد على السودان كملاذ للجماعات المتطرفة.

أوضحت الصحيفة: "سقوط نظام الرئيس السوداني عمر البشير قبل عام جاء بمثابة ضربة ثانية أكثر إيلاما، حيث أرسل النظام الجديد في الخرطوم إشارات مباشرة إلى أنقرة بأن العلاقات التي أقامتها مع البشير لم تعد قائمة، والاتفاقات التي أدت تقريبًا إلى السيطرة التركية على جزيرة سواكن في البحر الأحمر أصبحت ملغاة".

وأردفت: "فشلت تركيا في تأمين جزيرة سواكن، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستحتفظ بنجاح بالنفوذ على الجماعات المتشددة في السودان، حيث تركز الحكومة على تفكيك بقايا النظام الذي سقط، موضحة أن أردوغان أدرك أن خسائره في مصر والسودان كانت ضربة كبرى لطموحاته العربية والأفريقية وانتكاسة استراتيجية لمشروعه في المنطقة.

واستكملت: "حاول تعويض النكسات وبحث عن ليبيا، حيث لعب النظام التركي جميع أوراقه في المعارك الأخيرة في غرب ليبيا، بسرعة أكبر من توقيعه على اتفاقيتين بشأن الحدود البحرية والتعاون العسكري مع حكومة الوفاق، كما حاول تصعيد الضغط على مصر وإجبار السودان على الامتناع عن اتخاذ إجراءات إضافية يمكن أن تضر بالمصالح التركية".

-أردوغان يترنح
أشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يحاول تأمين وجود قواته في غرب ليبيا، مما يعرقل العمليات التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي حتى يتمكن من التحرك جنوبًا، موضحة أنه يحاول ممارسة نفوذ على شمال تشاد التي تكافح للتعامل مع جماعة بوكو حرام المتطرفة، والضغط على السودان من الشمال، حيث يمكنها حفر طريق مباشر إلى دارفور قبل أن تتمكن الخرطوم من التوصل إلى تسوية مع الجماعات المسلحة ومنع أنقرة من السيطرة هناك.

-تورط أردوغان في السودان
ونقلت الصحيفة البريطانية القول عن المتحدث باسم الجامعة العربية للسودان سليمان سري، إنه من الواضح أن أردوغان يهرب متطرفين من السودان إلى طرابلس، لافتا أن ليبيا بلد استراتيجي لأردوغان في خططه لتعزيز الثورة المضادة في السودان حيث تقدم الدعم الإعلامي واللوجستي للموالين للبشير.

ولفت الصحيفة أن هناك روابط قوية تربط بين حركة العدل والمساواة في دارفور بتركيا وقطر، هناك أيضًا أدلة تربط بعض مقاتلي حركة العدل والمساواة بالهجمات الإرهابية المزعومة في طرابلس.

فيما قال الناشط السياسي السوداني حاتم إلياس، إن وجود تركيا في ليبيا هو جزء من استراتيجيتها للعودة بعد الإطاحة بالبشير، بينما تستخدم قطر التأثير الإعلامي، وترسل تركيا الأموال والأسلحة إلى أولئك الذين يدعمون النظام السابق في دارفور.

واختتم "إلياس" أن أنقرة تحاول التعامل مع تراجع تأثير الإسلاميين في كل من مصر والسودان من خلال العمل من بلد يشترك في الحدود بينهما، موضحا أنه يعتمد على الميليشيات في ليبيا في محاولة إحياء حركة الإخوان المسلمين وستكون الخطوة الثانية في مشروعه تزويد الحركة الإسلامية في السودان بالمال والسلاح.