رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة 4 من رواية «الصديق أبوبكر».. هكذا كان قبل الإسلام

جريدة الدستور

ما زال الأب وشقيقه إسلام يسردان سيرة الصديق أبى بكر لنور ويارا وزياد بالمسجد بين صلاتى الجمعة والعصر فى مسجد أبى بكر الصديق بقريتهم.

يارا: كيف كان حال سيدنا أبى بكر قبل الإسلام؟

الأب: كان أبو بكر الصديق- رضى الله عنه- قبل الإسلام.. تاجرا معروفا فى بلدان كثيرة.. مشهودا له بالأمانة.. وحسن الخلق فى البيع والشراء.. رقيق الحديث وهادئ الطباع.. كريما بين الناس.. يعطى المحتاج ويناصر المظلومين.. يحبه الناس ويوقرونه.. ويشهدون بحسن أخلاقه وصدق حديثه.. لا يتعصب ولا يغضب ولا يسب ولا يلعن.. وقور ومحبوب.. ونظيف الثوب.. جميل الوجه ميسور الحال.

زياد: هل كان سيدنا أبوبكر يعبد الأصنام قبل إسلامه؟

الأب: لم يسجد سيدنا أبوبكر لصنم فى حياته.. وقبل الرسالة أدخله أبوه فى غرفة بها أصنام وقال له: هذه آلهتك فاعبدها ثم انصرف.. فقال أبوبكر للأصنام: إنى جائع فأطعمونى.. إنى عطشان فاسقونى.. إنى عار فاكسونى.. فلم تجبه الأصنام.. لأنها مجرد حجارة.. فانهال عليها ضربا فكسرها.. ولم يسجد لصنم أبدا.

نور: وهل كان الصديق يشرب الخمر؟

الأب: لم يشرب سيدنا أبوبكر الصديق الخمر أبدًا.. رغم أن قريش كانت تدمنه، وذلك لأنه لما أصبح شابا.. مر على رجل سكران.. فوجده يعبث بيده فى بوله.. فنفر منه ومن الخمر التى تذهب العقل.. وكره أن يكون فى يوم ما مثل هذا الرجل.. فلم يذق طعم الخمر أبدا.. حفاظا على وقاره ومكانته بين الناس.

زياد: كل هذه الصفات الجميلة كانت فى سيدنا أبى بكر حتى قبل إسلامه؟

الأب: نعم.. لذا كان رسول الله يتخذه صاحبًا.. قبل الرسالة وبعدها.. فالرسول الكريم الذى أدبه ربه فأحسن تأديبه.. حين يتخذ صاحبًا لا بد أن يكون شبيها له وقريبًا منه فى أخلاقه.

إسلام: لهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله.. فلينظر أحدكم من يخالل. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زياد ويارا ونور: صلى الله عليه وسلم ورضى الله عن صاحبه أبى بكر الصديق.

إسلام: ما شاء الله عليكم.. وأوصيكم بألا تصاحبوا إلا أصحاب الأخلاق الكريمة

زياد: أنا أفعل ذلك.

نور: وأنا أيضا.

يارا: وأنا أيضا.

الأب: بارك الله فيكم سبحان الله، تذكرت موقفا للصديق يدل على أخلاقه الراقية.

نور: ماهو؟

الأب: تبدأ القصة عند امرأة عجوز فى خيمة.. ليس لها أحد يهتم بها.. مر عليها عمر بن الخطاب رضى الله عنه.. وكان وقتها الوزير الأول للخليفة أبي بكر الصديق.. فلما رأى حالها رق لها وأشفق عليها.. فنظف لها خيمتها ورشها بالماء ثم أتى لها بطعام وشراب وأخبرها بأنه سيفعل ذلك كل يوم ولكن طلب منها ألا تخبر أحدا بأنه هو من يخدمها.

زياد: لماذا طلب منها ألا تخبر أحدا بأنه يخدمها؟

الأب: لأنه يفعل ذلك حسبة لله ولا يريد به شكرًا من الناس. واستمر الحال على ذلك لأيام.. وفى يوم ذهب عمر إلى العجوز لكنه وجد الخيمة نظيفة.. وعندها الطعام والشراب فاندهش.. وسألها من فعل ذلك قالت: رجل تقى طلب منى ألا أخبر عنه فانصرف عمر.. وفى اليوم التالى اختبأ خلف صخرة فإذا بالخليفة أبي بكر يدخل الخيمة حاملا طعاما وشرابا للعجوز.

نور: يا الله.. الوزير والخليفة.. يتنافسان على خدمة إمرأة عجوز؟

إسلام: نعم.. فهما كما قال الله تعالى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)

ونكمل غدًا بإذن الله.