رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملحمة الـ10 ساعات.. أطباء «الحسين الجامعي» يزرعون يد مبتورة

جراحة
جراحة

«الناجحون لا يثرثرون كثيرا ولا يتحدثون عن إنجازاتهم لأنها دائما تتحدث عنهم وهم يعملون في صمت».. إنهم أطباء مستشفى الحسين الجامعي الذين أعادوا رسم الفرحة على وجه مريض.

«قصة اليد المبتورة» التي أعاد زراعتها فريق عمل محترف من أطباء التجميل والعظام والتخدير بمستشفي الحسين الجامعي، هي في حقيقة الأمر نقطة في بحر إنجازات هؤلاء الأطباء المهرة، ففي الثانية عشر بعد منتصف ليل الاثنين الماضي، جاء شاب عشريني يدعى محمد صلاح مجاهد في حالة صحية سيئة للغاية حاملا في يده كيس بلاستيك به كف ومعه قطع من الثلج لحفظ دموية اليد.

لحظات واستقبله الدكتور أحمد ذكي البحيري، كبير الأطباء المقيمين بقسم التجميل في المستشفى، وفي خلال دقائق معدودة كان المريض داخل غرفة العمليات لزراعة اليد، واستمرت 10 ساعات متواصلة، خدّره فيها الدكتور محمود ترك والدكتور مصطفى السيد، بمساعدة طاقم التمريض المكون من إيمان فتحي وإبراهيم ميهوب وآية عبدالله.

وقال الدكتور البحيري في تصريحات لـ«الدستور» إن عامل الوقت كان حاسما في هذه اللحظات، لذلك لم ينتظر أي إجراءات وأدخله على الفور لغرفة العمليات واستدعى أطباء العظام وهم الدكتور محمد عامر والدكتور وليد العطار والدكتور أحمد المزين والدكتور محمود العمدة والدكتور عمرو الحليسي، الذين ثبتوا عظام اليد خلال 45 دقيقة، ثم جاء دور أطباء التجميل وهم الدكتور أحمد البحيري ومعه الدكتور أسامة عبد الفتاح والدكتور محمود الجبالي حيث وصلوا وريد بوريد وشريان بشريان وعصب بعصب ووتر بوتر، وهذه الأعضاء قطرها يقل عن المليمتر لذلك تتم تحت الميكرسكوب.

الوقت الذي استغرقته هذه الجراحة لم يكن كبيرا بالمقارنة بجراحات أكثر صعوبة، كما أوضح الدكتور «البحيري» فهناك عمليات تحتاج لـ15 ساعة، لافتا إلى أن المريض سيبقي أسبوع تحت الملاحظة لمتابعة التجلط.

ورغم أن عملية توصيل الأجزاء المبتورة من العمليات شديدة التعقيد ويتطلب إجرائها إمكانيات ومهارات جراحية خاصة، إلا أن ذلك ليس بجديد على قسم جراحة التجميل بمستشفى الحسين الجامعي، حيث يعتبر أطبائه من رواد الجراحات الميكروسكوبية بمصر.

وفي السياق، قال الدكتور أسامة عبد الفتاح المدرس المساعد بقسم جراحة التجميل (أجرى الجراحة) وهو أصغر طبيب سنا بالقسم، إن هذه الجراحة «عادية».

كما أكد الدكتور إسماعيل شتيا، نائب جرحة التجميل أن هذه الجراحة دقيقة وتحتاج مهارات معينة عند الأطباء، لكنهم يجرون هذه الجراحات بشكل دائم بل أن هناك جراحات مشابهة وربما تكون أكثر صعوبة مثل جراحات الإصلاح وزراعة الأنسجة وزراعة الأصابع وزراعة اليد ونقل الأنسجة من مكان لمكان والترقيع وكذلك كسور الوجه والفكين وتجميل الأنف والأذن والتشوهات الخلقية والشفاة الأرنبية وغيرها من الجراحات الدقيقة التي تتم تحت الميكرسكوب، مؤكدا أن قسم جراحات التجميل بالحسين الجامعي يضم أفضل الأطباء في مصر.

وأوضح الدكتور طارق زايد، أستاذ جراحة التجميل والمسئول عن الطوارئ، أن حالات البتر الكامل أقل من حالات البتر الجزئي، وفي الغالب تكون في حوادث متعمدة أو للعاملين بمصانع أو بعض المهن مثل الجزارين والنجارين الذين يعملون على ماكينات حادة، وهذه الجراحات يقوم بها أطباء التجميل وتحتاج لآلات جراحية معينة وخيوط من نوعيات معينة وغالبا يكون فيها نقص ولا تتوافر بجميع المستشفيات.

ولفت إلى أن هذه الجراحات تجرى في نوعيات معينة من مستشفيات القطاع الخاص الكبرى المتعاقدة مع أطباء متميزين بتكلفة 200 ألف جنيه، لكن المستشفيات الجامعية تجريها دون أي مقابل مادي.