رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطولات خاصة.. حكاية فريق كاراتيه ذوي الهمم بالإسكندرية (صور)

البطولات
البطولات

اتحد الإصرار في حلقة تشبثت الأيادي ببعضها البعض محدثة حالة من الأمل، مكونة جيشًا لهزيمة اليأس، على ضفاف البحر الأبيض، فرش فريق الكاراتيه لذوي القدرات الخاصة بالإسكندرية أحلامهم، شكلوها على كراسيهم المتحركة، لتتحول حياتهم الصغيرة إلى نبراس أمل ينير طريق الضالين والغافلين عن سبل النجاح.

ضربوا بالحياة العادية عرض الحائط، مقررين الانتصار على الأصحاء في حرب تحقيق الذات على الكراسي المتحركة، حاورت «الدستور» أبطال فريق الكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة لعروس البحر المتوسط.

يمنى: بحلم برفع راية مصر في بطولة العالم للكاراتيه

"كنت فاكرة إن الكرسي نهاية الدنيا وخلاص مفيش أحلام".. كلمات جاءت على لسان فتاة في عقدها الخامس والعشرين، من أبناء محافظة الإسكندرية، لقبت بأميرة الكرسي المتحرك، عانت في طفولتها من مرض التهاب النخاع الشوكي، مما أفقدها الحركة بين ليلة وضحاها.

سعت يمنى طارق، جاهدة أن ترتقي على سلم الدراسة، الرياضة، دون تعويل الفشل على إعاقة حركة قدميها وجلوسها على الكرسي المتحرك، الذي توقعت في بداية الأمر أنه سيكون قاتل أحلامها، تخرجت في مايو 2018، من كلية الهندسة قسم حاسب آلي واتصالات.

مارست يمنى الكاراتيه، منذ نعومة أظافرها، لتشارك في عدد من بطولات الإسكندرية، الجمهورية، قبل أن ترقد على عرشها متوجة إلى الأبد، ليتحول إلى أقرب الأقربين إليها، غابت عن الساحة الرياضية حتى عام 2016.

"روحي كانت بعيدة عني لما سبت الكاراتيه".. بهذه الطريقة عبرت يمنى عن تعلقها الشديد برياضة الكاراتيه، التي عادت إليها لتحصد المركز الأول ببطولة الجمهورية خلال أربع سنوات متتالية، لتكمل مسيرتها كلاعب ضم المنتخب المصري، حاصدة المركز الخامس في بطولة العالم التي أقيمت في العاصمة الإسبانية - مدريد-.

وتضيف يمنى أنها تستعد خلال الفترة الراهنة لحصد المركز الأول في بطولة العالم للكاراتيه 2020، المقرر إقامتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، قائلة: "نفسي أجيب الميدالية الذهبية.. وارفع علم مصر".


دعاء: الكاراتيه حياتي وبطولة العالم هدفي

خاضت دعاء صلاح، شابة في عقدها الثالث، حربًا شرسة مع الإكتئاب الذي سقطت في براثنه خلال أعوام طويلة بعد أن فقدت مستقبلها التعليمي منذ الصغر بسبب إصابتها بشلل الأطفال، إلا أنها قررت الهروب منه، مرتدية وشاح الأمل، العناد، المصابرة، لتلتحق بفريق الكاراتية الخاص بمحافظة الإسكندرية خلال عام 2016.

تراكمت المعارك بين دعاء وذويها على الذهاب إلى مقر النادي لخوض التدريبات التي كانت بعيدة عن المنزل، إلا أنها تمسكت بحقها في الحصول لنفسها على حلم طالما جال بخاطرها محلقًا إلا أن المرض كان يقف حائلًا أمام عينيها.

تغير كل ذلك بعد أن شاركت دعاء في بطولة الجمهورية لثلاث سنوات متتالية، مقررة أن تكون خطوتها التالية هي بطولة العالم للكاراتيه، واضعة أمام عينيها الحصول على أي من المراكز الثالثة الأولى، معلقة: "الكاراتيه غير حياتي".


عمر: "بصبر نفسي بالكاراتيه.. بعون الله هشارك في بطولة العالم 2020"

شاب في العشرين من عمره، اتخذ من الحلم وشاحًا، ومن الأمل طائرة لتوصله إلى أحلامه، بعد أن ضاع في دوامة المستشفيات أملًا في أن يجد سبيلًا جديدًا لعلاجه، ذاع صيته في ربوع عروس البحر المتوسط، بعد أن حقق نجاحًا مبهرًا في رياضة الكاراتيه لذوي الاحتياجات الخاصة.

عمر إبراهيم، في عقده الثاني، نجح خلال الأيام القلائل الماضية في الشهادة الإعدادية، لينتقل إلى الشهادة الثانوية، حاملًا على كتفيه حلم أن يصبح مهندس تكنولوجيا معلومات.

اتخذ عمر، من كرسيه المتحرك رفيقًا لدربه الطويل الذي قرر أن يسكنه في حياته العملية والرياضية، بعد أن اتخذ قراره بالالتحاق بمنتخب مصر خلال بطولة العالم للكاراتيه القادمة، موضحًا أنه يخضع لتدريب كثيف حتى يطور من مهاراته.

"بقوي عضلاتي اللي بتتحرك علشان تكون بديل".. هذا كان الهدف الأول الذي دفع عمر إلى ممارسة الرياضة؛ لتكون سبيلًا له لتسهيل حياته من خلال تقوية أطرافه العليا، كبديلًا عن قدميه، إلا أنه فور أن دخل أجواء رياضة الكاراتيه، حتى وجد ذاته بين التدريبات، والبطولات، والتكريمات، والميداليات.