رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل إطلاق حزبه بأيام.. تفاصيل مواجهة أردوغان وحليفه السابق

جريدة الدستور

شهدت السياسة الداخلية التركية نزاعًا مكثفًا خلال عطلة نهاية الأسبوع بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، الرجلين الذين كانا من قبل حلفاء مقربين.

وقال صحيفة "آراب نيوز" البريطانية، اليوم الاثنين، إن أردوغان، وصف حليفه السابق داوود أوغلو الذي يستعد لإطلاق حزب معارض، بأنه "محتال".

واتهم أردوغان حلفائه السابقين، ومنهم داوود أوغلو وكذلك نائبي رئيس الوزراء السابق علي باباجان ومحمد سيمسيك، بالخداع على بنك خلق الذي تديره الدولة من خلال عدم سداد المدفوعات في الوقت المناسب وبتخصيص الأراضي العامة بشكل غير لائق لجامعة شهير، وداود أوغلو هو من بين مؤسسي الجامعة في إسطنبول ويمتلك نسبة كبيرة من أصولها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه المتوقع أيضًا أن يبدأ باباجان وسميسك حزبًا معارضًا آخر بحلول نهاية العام، والذي يعتقد أنه سيكون له ميول ليبرالية.

واستمر أردوغان في هجومه على حلفائه السابقين وقال "إنهم ليسوا أناسًا صادقين، لقد خصصنا الأرض للجامعة لمجرد أننا نهتم بهم، كيف يمكنني تخصيص مثل هذه الأرض الثمينة بخلاف ذلك؟ "

وبعد تصريحات أردوغان العدائية، أصدر داود أوغلو بيانًا صحفيًا شديد اللهجة يرد على أردوغان ودعا البرلمان التركي للتحقيق في ثروة الرئيس وأسرته فضلًا عن منافذ ثروات كبار المسؤولين.

وبحسب محللين، يُنظر إلى المواجهة بين أردوغان وداود أوغلو وحلفائه السابقين، على أنها انتقام سياسي من أردوغان، وليست صراعًا قانونيًا على الجامعة أو أصولها، خاصة أنه من المتوقع الإعلان عن حزب داود أوغلو الجديد خلال أيام.

وتم تجميد أصول جامعة شهير مؤخرًا بأمر من المحكمة بعد أن زعم خلق بنك المملوكة للدولة والذي يمتلك أردوغان وعائلته نسبة فيه، أن الجامعة قد لا تكون قادرة على سداد مبلغ الـ 70 مليون دولار الذي حصلت عليه.

جامعة شهير التي تضم أكثر من 7000 طالب، ومعظمهم أجانب وليسوا أتراك، سيتم تسليمها إلى جامعة مرمرة الحكومية، وسوف مع مستقبلهم على المحك.

ومن المقرر أن يبدأ حزب داود أوغلو المنشق ضد أردوغان في غضون أيام في مؤتمر صحفي في أنقرة.

وينوي الحزب، الذي لم يتم الإعلان عن اسمه، أن يناشد بعض الناخبين المحبطين من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وكذلك شرائح أخرى بما في ذلك الأكراد والعلويين.

وقد زاد داود أوغلو مؤخرًا انتقاداته للحكومة، مع التركيز على التراجع عن حكم القانون والحريات والحقوق.

ووفقًا لمسؤول رفيع المستوى من مجلس مؤسسي حزب داود أوغلو الجديد، فإن الخلاف الأخير بين أردوغان وداود أوغلو سيفيد الأخير.

وقال مسؤول تركي مطلع في تصريحات لصحيفة "آراب نيوز"، "لقد خلق أردوغان شعورًا بالتعاطف مع داوود أوغلو بين الرأي العام وبدأ الكثير من الناس في السؤال عن توقيت هذا الاتهام ولماذا لم تتصدر قضية الجامعة عناوين الصحف من قبل"، وأضاف أن ما يقوم به أردوغان هو "انتقام سياسي".

وتابع "إذا اتهم أردوغان حلفائه السابقين بالفساد والاحتيال، فلماذا أصر على بقاء باباجان في الحزب عندما كان عازمًا على المغادرة وإقامة حزبه؟ من المؤسف أيضًا استهداف مؤسسة تعليمية لمحاولتها إضعاف حزب سياسي جديد".

وأُجبر داود أوغلو، وهو أكاديمي سابق، على الاستقالة من منصبه في عام 2016 بسبب خلافاته مع أردوغان، وسيكشف داود أوغلو ومجلس المؤسسين عن ثروتهم بالأساس القانوني للحزب، ومن المتوقع أن تجلب لهم هذه الخطوة المزيد من الدعم من الشعب التركي، الأمر الذي يولي أهمية للشفافية في السياسيين.

ووفقًا لمسح أجرته شركة الاقتراع التركية متروبول خلال الفترة من 20 إلى 26 أكتوبر عبر مقابلات مع 1666 شخصًا في 28 مقاطعة، قال 74 % من ناخبي حزب العدالة والتنمية عن أنفسهم أنهم "موالين" لأردوغان، ولكن على مدار العام الماضي، فقد حزب العدالة والتنمية 10% من أعضائه، حسب الأرقام الرسمية.

وأظهر استطلاع آخر أجرته شركة الأبحاث ORC التي تتخذ من أنقرة مقرًا لها أن 8.5% من المشاركين في الانتخابات العامة سيؤيدون داود أوغلو في أي انتخابات عامة مقبلة.

ووفقا للقانون، فإنه للحصول على مقاعد في البرلمان، تفضل الأحزاب الجديدة تشكيل ائتلافات مع الأحزاب الأخرى الأكثر رسوخًا لتجاوز الحد الأدنى البالغ 10%، التقى داود أوغلو مع السياسيين خلال الأشهر الأخيرة، وخاصةً تيميل كرم الله أوغلو، رئيس حزب السعادة الإسلامي المعارض، والممثل في البرلمان.