رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيدة تطالب بنفقة نجلها من والده المصاب بـ ألزهايمر بالخليفة

جريدة الدستور

على مقعد من مقاعد محكمة الأسرة بالخليفة تجلس سيدة ثلاثينية ترتدى نظارة سوداء لتخفى معالم حزنها عن المارة وبحوزتها نجلها "عبدالرحمن"، 13 عامًا، الذى يبدو على ملامحه الضيق والحزن الشديد.

تقول "رشا" فى مستهل حديثها لـ"الدستور": تقدمت لرفع دعوى نفقة تحمل رقم «18532» لسنة 2019 أحوال شخصية، لأطالب فيها زوجى "طلعت" بنفقة نجلنا "عبدالرحمن" بعدما رفض الإنفاق عليه بعد مطالبتى له بالطلاق بالمعروفو إلا أنه رفض واضطرنى للجوء لمحكمة الأسرة والانفصال عنه بأمر من المحكمة، بعدما ثبت لهيئة المحكمة مرضه بـ ألزهايمر ورفضه تلقى العلاج وتعريض حياتى وحياة نجلنا للخطر الدائم.

تقول "رشا": تزوجت منه منذ 14 عامًا وكان زواجًا تقليديًا جدًا، فكان صديق أحد أشقائى، وطلب منى التعرف ودخل المنزل من بابه، لم أعترض عليه نظرًا لحديث شقيقى عنه بكل خير، ولأننى كنت ملتزمة ولم يكن فى حياتى أى شخص، شعرت بالارتياح له وتمت خطبتنا واستمرت لمدة أربع أشهر فقط وسريعًا أعلن الزفاف وتم الزواج وسط حضور حافل بين الأهل والأصدقاء.

واستكملت "الزوجة": بعد زواجنا مباشرة تلقيت خبر حملى بنجلى الوحيد "عبدالرحمن" كنت فى غاية السعادة واستمرت سعادتى كذلك حتى أنجبت ابنى وبدأ يكبر أمامنا، وبعد 3 سنوات فقط من زواجنا أصيب زوجى بمرض ألزهايمر، فكنت أظن فى بداية الأمر بأنه يمثل النسيان، أو يتناسى كنوع من المزاح، لكن كانت المصيبة الكبرى عندما نسى ابننا وهو بعمر الثلاث سنوات فى المسجد وغادر ونسى أنه برفقته، وبعد عودته للمنزل وبسؤاله عن الطفل اكتشفت أنه تركه فى المسجد ولولا أن إمام المسجد ظل برفقة الطفل حتى حضرنا وأخذناه لا أعلم ما كان سيحدث له.

واستطردت "الزوجة": ولم تكن حادثة ترك ابننا فى المسجد الحادث الوحيد، فسافرنا لقضاء إجازة صيفية بمحافظة الإسكندرية وخرجوا لشراء بعض المتطلبات فتركه فى إحدى السيارات الأجرة وبحثنا عنه لمدة 3 أيام حتى تمكنا من العثور عليه مع أسرة السائق الذى تركه بسيارته، وهذا بخلاف هاتفه ومفاتيحه دائم النسيان لهما في كل مكان يجلس به، طلبت منه الذهاب للعلاج مرات عديدة لكنه كان ينهال على بالضرب المبرح إذا حاولت مفاتحته في هذا الموضوع.

واستمرت حياتنا مليئة بالمشاكل بسبب مرضه ومطالبته الدائمة لى بالإنجاب مرة أخرى لكنى كنت رافضة الإنجاب مرة أخرى، كان ذلك وراء إحساسى الدائم بأن حياتنا لن تستمر طويلا.

وقبل فترة بسيطة من تركى للمنزل استيقظ فى الساعة الخامسة فجرًا ووضع إناء لسلق بيض وتركه وخرج، كنت أنا وابنى مستغرقين فى النوم، استيقظنا على دخان شديد يملأ الشقة وأصبنا باختناق لتركه الإناء حتى احترق وتفحم وقمت بنقل ابني للمستشفى فكاد أن يموت.

وبعد يومين من هذه الحادثة ترك "كَتل" مياه يغلى دون أن يفصله حتى ذابت الفيشة الكهربائية وتسببت في عمل ماس كهربائى بكل الشقة، فاض بى الكيل وشعرت بأن حياتنا أصبحت فى خطر بسبب رفضه تلقى العلاج وقررت ترك المنزل والذهاب لمنزل أهلى وطلبت منه الطلاق بالمعروف، لكنه رفض فلجأت لرفع دعوى التطليق خلعًا تحمل رقم «5875» لسنة 2019 وحكمت المحكمة لى بالخلع بعدما تأكدت هيئة المحكمة من صحة مرضه وطلبت منه الإنفاق على نجله لكنه رفض لذلك لجأت لرفع دعوى نفقة ضده.