رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سيول على الحدود».. كيف استعدت المحافظات لاستقبال موسم الشتاء

جريدة الدستور

مرتفعات، هضاب، وجبال تحيط بالمناطق السكنية، لاسيما في المحافظات الحدودية، عوامل بيئية قاسية، شتاء قارص، أمطار غزيرة تضرب المحافظات، جعلت الجبال منها سيول تجتاح المدن والمناطق السكنية، وتدمر الأخضر واليابس.. هذا هو حال المحافظات الجبلية في موسم الشتاء، والتي يأتي عليها بخسائر جمة إذا ما تم الاستعداد له.

قبيل موسم الشتاء "الدستور" حاورت أبناء المناطق الجبلية، ومعرفة مدى جهود واستعدادت المحافظات وإداراتها لاستقبال موسم الشتاء هذا العام.

نرمين سيد، 20 عامًا، من أبناء محافظة الوادي الجديد، تقول: في محافظتنا، البيوت الهشة أكثر عرضة للهلاك، فأنا من أبناء واحة الخارجة وأعيش هناك، وتحاوطنا الجبال من كل مكان، وعندما يأتي السيل تجعله منحدرات الجبال أكثر قوة وتدميرًا لبيوتنا، خاصًة وأن معظها من الطوب اللبن، كما أن هناك بيوت من العشش، ولكن هذه البيوت يمكن لرياح خفيقة أن تدمرها، ليست في حاجة إلى سيول.

" موسم الشتاء عندنا في المحافظة مختلف تمامًا عن بقية محافظات الجمهورية؛ بسبب وقوعنا على أطراف الجمهورية وكوننا محافظة حدودية، أي أن كل عام اعتدنا غرق بيوتنا في الأودية وأراضينا الزراعية؛ بسبب ضعف الإمكانيات في المحافظة، ونتمنى الاهتمام هذا العام بإنشاء سدود أو بحيرات؛ لتقليل حجم الخسائر" بحسب نرمين.

رفعت الوادي الجديد درجة الاستعدادات على مستوى مراكز ومدن المحافظة، من خلال تطهير جميع مخرات السيول على مستوى قرى ومراكز المحافظة، والتأكد من عدم انسداد مخرات السيول، وتجهيز معدات التدخل لمجابهة الأمطار ومهمات الإغاثة، بالإضافة إلى عمل جسور حماية في المواقع الأكثر عرضة لخطر السيول.

ويتم تشكيل لجنة من إدارة الأزمات والكوارث بمحافظة الوادي الجديد، بالاشتراك مع مديريات الخدمات لدراسة إمكانيات الخدمات في جميع المراكز؛ لتوفير البدائل في حال اجتياح السيول المحافظة، لاسيما في المناطق المتطرفة بمراكز الفرافرة والخارجة والداخلة.

لطفي حسين، موظف، يعيش في منطقة رأس غارب التابعة لمحافظة البحر الأحمر، يقول: "دائمًا ما تجتاح مدينتا سيول بشأنها تدمير مناطق كاملة كبيرة، وتضرب البيوت وتشرد أهاليها؛ إذ أننا نعيش في طبيعة قاسية بحكم سقوط كميات كبيرة من الأمطار، تشرد أهالي المنطقة والمناطق المجاورة.

وتابع "حسين"، اختلف الوضع كثيرًا في المدينة بعدما قامت المحافظة بإنشاء سدود وبحيرات للحماية من السيول التي تضرب المدينة؛ لأن تلك السدود أو القنوات تساهم بشكل كبير فى درء أخطار السيول وتغيير مجراها بعيدًا عن المناطق السكنية، حتى يمكن الاستفادة منها فى أعمال الزراعة وعمل مخزون مياه جوفية.

استعدت محافظة البحر الأحمر لهذا الشتاء بالانتهاء من انشاء 28 سدًا، وبحيرة صناعية، وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للمياه الجوفية بالمحافظة؛ لضمان مواجهة موسم الشتاء وهبوط الأمطار والسيول بشكل آمن.

كما أعلنت أنه تم حماية المحافظة من أخطار السيول والأمطار بداية من قرية الزعفرانة شمالا، حتى رأس حدربة جنوبًا نهاية المحافظة، فتم تجهيز 16 سد حماية، و12 بحيرة صناعية، و11 حاجز ترابى وقناة صناعية.

"ليس هناك حول من دون سيول"، تقولها سمية محمد، 45 عام، من محافظة جنوب سيناء، موضحة أنهم اعتادوا سقوط أمطار غزيرة تصل إلى حد السيول؛ بسبب الطبيعة المناخية التي تتميز بها المحافظة، بيد أن حتى الآن لم نشهد أي تقلبات مناخية قوية.

تابعت السيدة: في العام الماضي شهدنا سيول جارفة ضربت وديان جبل سانت كاترين، ولكننا ننتظر هذه السيول والأمطار؛ لأنها تأتي بالخير على أراضينا ونفرح بها؛ كون محافظتنا صحراوية وتتسم بالجفاف معظم شهور العام.

واختتمت: هناك من السدود ومخرات البحيرات الجبلية ما يحمي مناطقنا ومنازلنا من السيول؛ لأنها عادًة تضرب منطقة جبال سانت كاترين وتشتد مع انحدارات هذه الجبال، وعندما تنزل السيول في البحيرات والسدود تُخزن ونستفيد منها في الزراعة وغيرها وقت الحاجة.

وفقًا لخطة وزارة الري لاستقبال موسم الشتاء والسيول، والتي تضمنت حزمة من الإجراءات الاحترازية في جميع محافظات الجمهورية، من بينها تطهير مخرات السيول، وإزالة أي معوقات بها وتنظيف الترع والمصارف من الحشائش، مع التأكد من مدى صلاحية معدات التعامل مع الأمطار والسيول وكفاية مهمات الإغاثة.

وشددت الوزارة على صيانة شبكات الصرف الصحي وتجهيزها، فضلًا عن متابعة مخرات السيول بجميع المحافظات؛ لضمان جاهزيتها لاستقبال أية سيول محتملة أو أمطار، وتقييم الوضع الحالى للمخرات من حيث صيانتها وتطهيرها.