رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على سعدة يكتب: لِمَ لَمْ تعلمنى الحياة مع الذئاب؟

جريدة الدستور



فى احتفالات نصر أكتوبر ٢٠١٢ وأمام حشد من المجرمين المفرج عنهم «ومنهم الأكثر إجرامًا قاتلو السادات».. صرخ كبير القافلة فى استاد القاهرة قائلًا: «لبيكِ يا سوريا».. وقام بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ومأمأ خلفه القطيع مباركين ومؤيدين ومهللين، وقام التنظيم الدولى للإخوان بتوجيه الشباب الإخوانى للسفر إلى سوريا للجهاد والمشاركة فى حرب العصابات ضد النظام السورى تحت قيادة جبهة النصرة وغيرها من المنظمات الإرهابية هناك.
تمضى السنوات، وبالأمس القريب أعلن أردوغان بدء عملياته العسكرية ضد الأكراد شمال سوريا باسم «نبع السلام»، وعلى الفور قامت القوات التركية «المسماة بمنتهى البجاحة الجيش المحمدى»، بالهجوم العسكرى الشرس على شمال سوريا، تقتل فيه العرب المسلمين العزل من السلاح وتشرد الأطفال والنساء بوحشية وبلا رحمة.. وانقلب الإخوان كعادتهم لمناصرة زعيمهم التركى وولى نعمهم الذى يؤويهم أردوغان.. ولم نعد نرى على شاشات الجزيرة وغيرها من قنواتهم جثث الضحايا السوريين ولا بشاعة المنظر الذى يتعمدون إذاعته لتحريك المشاعر ثم الاعتذار عنه. القاتل تركى والمقتول عربى والمؤيد للقاتل إخوانى، والتقسيم قادم لا محالة بعد انهيار وتفتت الجيش السورى.
همسة فى أذن الأصدقاء السوريين.. لو سمع المصريون أن هناك اجتياحًا لأراضيهم من أى اتجاه حدودى، ستجدهم بكل ميولهم وعقائدهم نارًا موقدة تأكل المعتدى لتحرر الأرض، وهو ما حدث عبر التاريخ.. تهاونكم فى الجولان والركض وراء الشعارات الجوفاء الرنانة وعدم إطلاق رصاصة واحدة على المعتدى منذ ٧٣ جعلكم مطمعًا لكل من هب ودب من جيرانكم.. اتحدوا خلف جيشكم فهو الملاذ والمأوى والحامى للوطن.
وتحضرنى هنا مقولة شاعرنا الكبير فاروق جويدة: «لمَ لمْ تعلمنى الحياة مع الذئاب؟»
حفظ الله مصر وجيشها العظيم.