رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمباركة أمريكية.. خطة أردوغان لتأمين"داعش" لتحقيق أطماعه

جريدة الدستور

الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا هو بمثابة إعلان تقاطع المصالح الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية، فلم تعد تلك المصالح قائمة، وبالتالي أن تحالفهما انتهى وفق رغبة واشنطن.

الأكراد بالمنطقة كانوا بحاجة لدعم واشنطن لتقوية وجودهم فيها، وحمايتهم من أي تدخل تركي، وواشنطن كانت تحتاج لحليف في ذات المنطقة للقضاء على تنظيم داعش فمع الولايات المتحدة سحب قواتها من المناطق السورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا، تكون واشنطن قد تخلت عن حليف لها، المتمثل في قوات سوريا الديمقراطية، والذي دعمته ضمن تحالف دولي للقضاء على تنظيم داعش فلماذا تخلت أمريكا عن حليفها الكردي، وتركته وجها لوجه أمام القوة العسكرية التركية، علما أن أردوغان أعلن شن عملية عسكرية في المنطقة.

وبعد الانسحاب الأمريكي وجدت قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري نفسها وجها لوجه أمام التهديد العسكري التركي، إثر بدء الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا وإعلان أردوغان شن عملية عسكرية في المنطقة.

لتتخلى واشنطن بذلك عن حليف مهم لها في المنطقة، وفرت له كل الدعم في السنوات السابقة في حربها ضد تنظيم داعش، واستعملت واشنطن الأكراد كورقة ضغط على أردوغان.

فالأكراد دفعوا ثمن اختلاف الولايات المتحدة وأوروبا حول استقبال جهادي تنظيم "اداعش" المعتقلين في السجون لدى الأكراد لأن الدول الأوروبية لا تزال تتردد في استقبال مواطنيها من الجهاديين رغم الدعوات الأمريكية المتكررة، فالخطوة الأمريكية، ينظر لها أيضا كـ"رسالة من واشنطن للأوروبيين بخصوص هذا الملف.

وجد أردوغان الفرصة سانحة كي يستفيد من هذا الوضع سياسيا، ويعيد القليل من الحياة لشعبيته في الداخل، وبهذه العملية العسكرية، فهو يعاقب الأكراد الذين صوتوا ضده في الانتخابات الأخيرة، وإرضاء أطراف في المنظومة السياسية التركية لها مواقف معادية للأكراد.

كل العوامل توفرت لإشباع أردوغان لأطماعه السلطوية في القضاء على خصومه السياسيين وهم الأكراد وكذلك التمدد في الأراضي العربية السورية، بعد خروج أمريكا من الشمال السوري اتجه أردوغان إلى مساندة الأكراد والمواطنين، ضد العناصر المتبقية من داعش في المنتجه، اتجه إلى أهداف سلطوية أخرى، تجسدت في شن حرب عسكرية.