رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء التراث يدرسون إمكانية ترميم كاتدرائية نوتردام بالشكل القوطي

جريدة الدستور

يدرس المسؤولون الفرنسيون وخبراء التراث والمهندسون المعماريون إمكانية قيام الترميمات الحالية لكاتدرائية نوتردام على المساعدة في استعادة الشكل المعماري القوطي القديم الذي ميز الكاتدرائية عبر قرون.

والعاملون في عملية الترميم أمام معضلة وتحدى كبير في هذا الشأن، فعملية الترميم لا تستهدف فقط إعادة بناء المبنى وترميم وتقوية الأجزاء المتضررة والمتهدمة منه، بل الوصول إلى أقرب صيغة تكاد تطابق الشكل القوطي للكنيسة للحفاظ على روح الكنيسة التاريخية وعلى أثر ذلك بدأ فريق الترميم في اتخاذ خطوات متأنية في قرارات الترميم بشأن الخامات المستخدمة والأسلوب المعماري.

خلال الجلسات التي تجمع علماء آثار ومعماريون قرروا الاستعانة بأصحاب المهن التقليدية البسطاء إلى جانب المعماريين خريجي جامعات الهندسة في اعتراف بأهمية أصحاب المهن اليدوية التقليدية وقدرتهم على إضفاء الأسلوب القوطي الدقيق الذي يستوجب العمل بمنتهى الدقة والصبر.

كما تم التواصل مع نقابة الحرفيين التاريخية وطلب مشاركتها بآلاف العاملين منهم 200 عامل بناء و150 نجار و100 من نقاشي الحجارة، رغم أن أصحاب هذه المهن كانوا يتلقون أجورا قليلة في أعمال البناء العادية، إلا أن مشاركتهم في أعمال ترميم نوتردام سيمنحهم تقديرا ماديًا ومجدًا مدى الحياة.

بعد حادث نوتردام بدأت الحاجة ملحة لإعادة النظر إلى أهمية أصحاب الحرف اليدوية وتقديرها بشكل أكبر، حتى تم وصفهم بأصحاب المهن النبيلة، وفي المقابل يطمح أصحاب الحرف اليدوية العاملون في ترميم كاتدرائية نوتردام على القيام بأعمال تدوم ل 1000 سنة قادمة.

يذكر أن حريق خطير نشب في كاتدرائية نوتردام في في باريس، منتصف إبريل الماضي، التهمت خلاله النيران الجزء العلوي من الكاتدرائية بما في ذلك برجي الجرس والمستدقة المركزية التي انهارت. ووصفت عمدة باريس آن هيدالغو الحادث بأنه حريق "رهيب". ولقد أخليت جزيرة المدينة التي تقع بها الكاتدرائية. ووعد الرئيس إيمانويل ماكرون بإعادة بناء الكاتدرائية، بدأ الحريق من وسط سقف الكاتدرائية متجهًا إلى قاعدتها، وانهار كل من البرج وسقف الكاتدرائية المكونان أساسا من الخشب، وألحقت النيران أضرارًا بالغة بمحتوى الكاتدرائية، خاصة منطقة الجدران العليا ونوافذ الكنيسة، كما أتت النيران على العديد من الأعمال الفنية. وكان وجود تحصين حجري في المنطقة أسفل السقف ساعد في التقليل من انتشار النيران إلى باطن الكاتدرائية، ومما ساهم بإنقاذ باقي المبنى وتقليل التلف.