رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ظهوره في 15 مايو.. هل انتشر التوكتوك في المدن الجديدة؟

جريدة الدستور

يرتبط في أذهان البعض، أن وسيلة النقل المعروفة باسم «التوك توك»، لا تظهر سوى في الأحياء الشعبية المتطرفة في المحافظات، كونها بعيدة إلى حد ما عن أعين الرقابة أو رؤساء الأحياء، لكن الأغرب أن تظهر تلك الوسيلة غير المرخصة في المدن الجديدة.

ذلك ما حدث في مدينة الشروق، بعدما استغاث سكانها من ظهور «التوكتوك» لديهم، دون مجيب لشكواهم، ليعاود الظهور مرة أخرى في مدينة جديدة، وهي 15 مايو، ولكن في صورة ربما تكون أكثر رقيًا عن شكل «التوكتوك» المعروف.

«الدستور» اقتربت أكثر من تلك الظاهرة، التي تشكل خطر أيضًا على باقي المدن الجديدة، والذي قد يظهر فيها «التوكتوك» أيضًا دون رقيب، من خلال سائقين له فى مدينة 15 مايو، وبعض الأهالي.

«محمود» 22 عامًا، أحد الشباب الذين ابتاعوا ذلك «التوكتوك» من أجل العمل عليه، يؤكد أنه يسير في مناطق مدينة 15 مايو وحلوان والمعصرة والتبين وضواحي حلوان، وبعض المناطق الجانبية.

يوضح أنه ليس «توكتوك» بالمعنى المنتشر، ولكن عربة بثلاث عجلات، تسير بالكهرباء، وسعرها يبدأ من 50 ألف جنيه إلى 80 ألف جنيه، مشيرًا إلى أنه يعتبر بديلًا لـ«التوكتوك» وأكثر آمانًا عنه، لكنه لديه باب يغلق به.

يشير إلى أنه ضمن مواصفاته كي يختلف عن «التوكتوك» العادي، أن لونه أبيض وليس أسود، ويحمل كشافات عريضة على جانبيه، مؤكدًا أنه قانونًا لا بد من ترخيصه حتى يستطيع أي شاب أن يسير به.

يحظر سير «التوكتوك» بلا ترخيص، حسب المادة رقم 74 من قانون المرور رقم 66 لسنة 1973، التي نصت على: «مصادرة مركبات الدراجات النارية والتوكتوك حال تسييرها دون ترخيص أو حال عدم حمل هذه المركبات للوحات المعدنية أو استعمال لوحات معدنية غير خاصة بها».

أما «إيمان إبراهيم»، 50 عامًا، إحدى سكان مدينة 15 مايو، رفضت وجود تلك العربات التي تشبه «التوكتوك» العادي، مرجعة ذلك إلى أن تقفيلها من خلال باب يجعلها فرصة كبيرة لخطف الأطفال، ولا يستطيعون الاستغاثة.

تضيف: «مفيش توكتوك مرخص، لا الأبيض ولا الأسود، لكنه هيزيد نسبة البلطجة، والتشاجر مع الأهالي، لاسيما في التسعيرة، التي لن تكون محددة كونه غير مرخص من الأساس».

وترى أن الأزمة ليست في وسيلة النقل ذاتها، ولكن في السائقين، مضيفة: «لازم يكون فيه نمر لكل توكتوك، وملف سواء في المرور أو القسم أو الجهاز حتى لا تصبح موتوسيكل بلا نمر».

الأرقام الرسمية الصادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تقول إن هناك في مصر 3 ملايين توكتوك فى مصر، تم ترخيص 250 ألف منها فقط، فيما يبلغ عدد مستقلي التكاتك فى جميع المحافظات حوالى 20 مليون مواطن يوميًا، و90% من سائقيها من خريجى المدارس الصناعية والفنية.

«إسلام حافظ» 32 عامًا، أحد قاطني منطقة المعصرة، والتي من المقرر أن يسير «التوكتوك» فيها، رفض أيضًا وجوده في المدن الجديدة بأي صورة، مؤكدًا أنه لا فارق بينه وبين «التوكتوك» العادي.

يقول: «الأزمة أنه فى متناول الفئة تحت السن القانونية، وهم صغار السن، ويستعملونه بلا تراخيص أو نمر، وإذ وقع حادث لن يستطيع المجني عليه أخذ حقه، ويبقى مشروع بدون رخصة قيادة ولا شروط ولا قوانين ولا سن معينة».

ويوضح أنه لا بد من وجود تسعيرة له، في حال إقراره أمرا واقعا منهم، حتى لا يتم النصب على المواطنين، ويكون كل سائق بتسعيرة مختلفة، مشددًا على ضرورة إجراء كشف طبي ومخدرات لكل السائقين، لأن الصورة المأخوذة عن تلك الوسيلة سيئة.

ورغم بدء انتشار تلك المركبات في الشوارع، إلا أن جهاز تنمية مدينة 15 مايو، أعلن عن غرامة 3 آلاف جنيه، في حال سير المركبات الثلاث، وسيتم تركيب لافتات تحذيرية بعدد من المداخل والطرق الرئيسية للمدينة لمنعها.

«مصطفى محمود» 22 عامًا، طالب يقطن في مدينة حلوان، يرى أنه لا فارق بين «التوكتوك» العادي والجديد، سوى أن الجديد يسير فقط بالكهرباء، لكن عوامل الآمان ليست متوفرة أيضًا.

ويشير إلى أن أخطار «التوكتوك» كثيرة، بداية من خطف الأطفال، كونه بلا نمر أو رخص، نهاية بحوادث الطرق التي يتسبب فيها بسبب سيره إلى جانب السيارات الكبيرة والمسرعة.

سامي حسن، 30 عامًا، مهندس مدني، وأحد سكان مدينة 15 مايو، يؤكد رفضه انتشار الـ«توكتوك» في المدن الجديدة، كون سائقيه يقومون بسلوكيات لا تتناسب مع المظهر الحضاري للمدينة.

كذلك، يقول أحمد إسماعيل، 40 عامًا، موظف، وأحد سكان المدينة، يؤكد أن الأهالي يحاربون ظهور "التوكتوك" بشدة في المدينة؛ إيمانًا منهم بأنها ستتحول إلى مدينة عشوائية وهو ما يرفضه الجميع.