رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأسماك" الأكلة المُفضلة للمسيح وتلاميذه

جريدة الدستور

قسمت الكنيسة القبطية الارثوذكسية أصوامها من جهة النسك إلى درجتين، سمحت بتناول المأكولات البحرية وعلى رأسها الأسماك في أصوام الدرجة الثانية منها وهي صوم الميلاد، صوم الرسل، صوم السيدة العذراء.

الا ان السؤال الدراج بين أروقة الكنائس المصرية، هو لما سمحت الكنيسة بأكل السمك دون غيره من المأكولات ولما لم تسمح بأكل اللحوم الحيوانية او الطيور مثلا او الالبان.

قال البابا الراحل شنودة الثالث، في كتابه سنوات مع أسئلة الناس، إن صوم الأقباط هو صوم نباتي كما يعلم الكل، يمتنعون فيه عن اللحوم، وعن كل طعام من مصدر حيواني، ولا شَك أن الأسماك لحوم، إذن أكلها لا يتفق مطلقًا مع الصوم، اذن القاعدة العامة هي عدم أكل السمك في الأصوام.

واضاف: "ولكن لما كانت الأصوام كثيرة جدًا في الكنيسة القبطية، حوالي 200 يومًا في السنة، أي أكثر من نِصف السنة صومًا.. لذلك سُمِحَ بأكل السمك في بعض الأصوام التي هي أصوام من الدرجة الثانية، تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم".

وتابع:" ولكن لا يُسْمَح بأكل السمك في الصوم الكبير وفي الأربعاء والجمعة، لأنها أصوام من الدرجة الأولى".

من جانبه، قال الشماس عزت اسحق، عضو النادي المخصص لمحترفي هواية الصيد بكنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الأرثوذكس بمنطقة المعادي، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حينما سمحت بأكل السمك دون عن غيره من لحوم الحيوانات والطيور كان لها غاية وهدف.

واشار "اسحق" الى انه على الصعيد البشري فلحوم الاسماك ليست في دسم اللحوم الحيوانية ولحوم الطيور، فهي إن كانت تمنح الطاقة الوفيرة، لكنها لاتعطي رغبات جسدانية وشهوانية كاللحوم الاخرى، موضحًا انه لايعني ذلك ان تناول اللحوم الاخرى غير لائق بل ان الافراط منها لا يصيب البدن فقد بالاذى بل يصيب الروح ايضًا بل ان الافراط منها يصيب البدن بالكسل اداء الصلوات مما يصيب الروح بالخمول كذلك وهو مالا يحدث عند تناول الاسماك.

من جهة اخرى، قال "اسحق" ان السمك يتناسل بشكل "مقدس" ويبعتد تمامًا عن ممارسة العلاقة الحميمة كبقية الحيوانات والطيور، فتقوم الانثى بوضع البويضات اولا، ثم يأتي الذكر ليلقح تلك البويضات، فيحدث انجاب دون عملية جنسية بين الذكر والانثى.

على الصعيد الكنسي قال "اسحق" ان السمك كان الأكلة المُفضلة للسيد المسيح والدليل على ذلك انه قضى فترة كبرى بتنقل مع تلاميذه الاربع الاوائل – بحسب نصوص الانجيل- وهم بطرس واندراوس اخاه ويعقوب ويوحنا ابنا زبدي، والذين كانت محطته الاولى معهما معجزة صيد السمك الكثير مما يدل ان الاربعة كانوا يمتهنون مهنةالصيد.

يُضاف الى ذلك- بحسب "اسحق" ان السمك المشوى كانت اكلة المسيح الاولى مع تلاميذه عقب قيامته من بين الاموات- بحسب الايمان المسيحي.

واوضح ان للسمك علاقة تاريخية بالكنيسة التي كانت تتخذ من رسمة "السمكة" رمزًا لها في عهد التلاميذ والسل وايام الاضطهاد الروماني للكنيسة الاولى، حيث ان المؤمنين الاوائل كانوا يتعرفون على بعضهم البعض بتلك الرسمه حيث كان احدهم يرسم نصفها إذا أكملها الأخر تعرفا على بعضهما البعض أنهما مسيحيين.