رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاملة نظافة تدافع عن زوجها وتموت بطعنتين من مسجل خطر

جريدة الدستور

لم تكن «مؤمنة»، الشابة ذات الـ٢٨ عامًا، تعلم أن نهايتها ستكون القتل على يد أحد البلطجية بشارع كوتسيكا بمنطقة طرة المعادى، حينما حاولت الدفاع عن زوجها، لتنتهى أحلامها الوردية مع الرجل الذى اختارته بمشهد دموى لن ينساه سكان المنطقة بسهولة.

وأمرت نيابة المعادى، برئاسة المستشار تامر عاشور، وبإشراف المستشار سمير حسن، المحامى العام، بحبس المتهم عادل أحمد، ٣٠ عامًا، ٤ أيام على ذمة التحقيق، بتهمة قتل جارته «مؤمنة. ع. ع» عقب نشوب مشاجرة مع زوجها «عماد. ح»، وبتشريح جثة المجنى عليها، وطلبت تقرير الطب الشرعى حول سبب الوفاة، والتصريح بالدفن عقب ذلك، واستعجلت تحريات المباحث حول الواقعة.

بدأت القصة بفتاة من أسرة فقيرة تزوجت شابًا يعمل عامل نظافة بمول فى المعادى، رضيت بأن تعيش معه وتكافح للحفاظ على منزلها الصغير، وساعدها الزوج فى الحصول على فرصة عمل كـ«عاملة نظافة» معه فى نفس المول، وتسلم كل منهما الملابس المخصصة للعمل، وبدآ مرحلة جديدة فى حياتهما، وأصبحا يذهبان سويًا للعمل يوميًا، ويعودان معًا للمنزل وهما يحملان طعامهما.

ولكن ظهر من أفسد لهما كل شىء، وهو نجار- مسجل بلطجة ومدمن مخدرات- يسكن معهما فى نفس البيت، واعتاد التنمر عليهما كلما صادفهما صباحًا أو مساءً، ويصفهما بـ«الخدامين»، وكان الشاب لا يستطيع مواجهته خوفًا على زوجته التى دائمًا ما تكون بصحبته. ويوم الحادث، الأحد الماضى، ومع اقتراب الساعة من الخامسة عصرًا، عاد الزوجان من العمل كعادتهما، وقابلهما الجار بعباراته الجارحة، فتجاهله الزوجان ودخلا إلى بيتهما، قبل أن يكتشف الزوج أنه نسى شراء الخبز، فنزل مرة أخرى لشرائه.

وبمجرد نزول الزوج حاول الجار استفزازه مجددًا، فوجد الشاب الفرصة مناسبة للدفاع عن نفسه وأهل بيته، خاصة أن زوجته لا ترافقه هذه المرة، فحذر الزوج البلطجى، قائلًا: «ابعد عنى وعن أهل بيتى»، ففوجئ بالنجار يجذبه من ملابسه ويعتدى عليه بالضرب، وينادى على الزوجة بصوت مرتفع، قائلًا: «تعالى شوفى جوزك وهو بيتدبح قبل العيد».

سارعت الزوجة بالنزول، وشاهدت البلطجى وقد ترك زوجها مُلقى على الأرض مصابًا بكدمات، وذهب لشقته، وعاد يحمل سكينًا جرح بها الزوج فى وجهه، وهدد أى شخص يحاول التدخل بالقتل، ثم حاول طعن الشاب فألقت الزوجة جسدها ليحول بين السكين وزوجها، لتتلقى طعنتين فى الظهر بدلًا منه، وتلفظ أنفاسها الأخيرة فى الحال.

تعالت صرخات النساء، وثار الأهالى الذين شاهدوا الجريمة، ولأول مرة لم يخافوا من تهديدات البلطجى، والتفوا حوله وسيطروا عليه وطلبوا الشرطة التى حضرت على الفور وألقت القبض على المتهم، ونقلت جثة السيدة إلى المشرحة، وزوجها للمستشفى لتلقى العلاج.

وكشف تقرير الطب الشرعى، الذى حصلت «الدستور» على نسخة منه، أن المجنى عليها مصابة بطعنتين نافذتين من جسم صلب «سكين» فى الظهر، ما تسبب فى اختراق الرئة اليسرى، فتوقف التنفس ثم توقفت جميع وظائف الجسم، عقب حدوث نزيف دموى غزير.

وانتقلت «الدستور» إلى شارع كوتسيكا لكشف ملابسات الواقعة ورصد أقوال الشهود، وقال أحمد محمد، صاحب محل مستلزمات مقاهى، شاهد عيان، إنه خرج من محله فى يوم الواقعة عندما سمع صوت مشاجرة، وشاهد زوج المجنى عليها يتشاجر مع «بلطجى المنطقة»، وتطورت المشادة الكلامية إلى اشتباك بالأيدى، وحاولت القتيلة التدخل لإنقاذ زوجها ولكن القاتل أصابها بطعنتين فى ظهرها فماتت.

وقال أحد العاملين فى مقهى بالمنطقة، شاهد، إن المجنى عليها لم تهتم بتهديدات المتهم التى وجهها للجميع بعدم التدخل فى المشاجرة، ولم تتوقع أنه سينفذ تهديداته.

وقالت السيدة «أم عمر»، جارة المجنى عليها، شاهدة: «مؤمنة كانت غلبانة وطيبة وعلى باب الله، منه لله عادل المفترى»، موضحة: «بعد ما المتهم عور جوزها وقتلها طلع يجرى زى المجنون فى الشارع ويهددنا.. وأنا اللى اتصلت بالشرطة».