رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إعادتهم إلى مصر.. "الدستور" تحاور الحجاج ضحايا التأشيرة الفعالية

جريدة الدستور

بين ليلة وضحاها، وجد 30 مصريًا أنفسهم ممنوعون من دخول أراضي المملكة العربية السعودية، رغم حملهم تأشيرة تسمح لهم بالدخول وأداء فريضة الحج كاملة، فعادوا إلى أراضي الوطن بعدما دفعوا أموالًا طائلة للحصول على تلك التأشيرة وأداء فريضة الحج.

الأمر لم يكن غريبًا أو بلا تبرير، فالسبب أن هؤلاء المصريين وقعوا ضحية نصب شركة سياحة عليهم، أعطتهم تأشيرة غير مسجلة لأداء فريضة الحج، دفعت السلطات السعودية إلى منعهم من دخول أراضيها لعدم تسجيل تلك التأشيرة لديها، ما دفع السلطات المصرية بدورها إلى إعادتهم للوطن.

وبالأمس، أوقفت سلطات مطار القاهرة الدولي سفر أي راكب يحمل التأشيرة الفعالية، الخاصة بدخول السعودية؛ بغرض السياحة وحضور الحفلات التابعة لهيئة الترفيه وأداء فريضة الحج.

جاء ذلك عقب منع السلطات السعودية دخول حوالي 30 مصريًا من حاملي هذه التأشيرة؛ لأنها غير مسجلة على أنظمة الجوازات الخاصة بتفويج الحجاج، وتمت إعادتهم مرة ثانية لمطار القاهرة الدولي، وتحقق سلطات الأمن معهم لمعرفة الشركات التي استخرجت لهم التأشيرات.

"الدستور" حاورت عددًا من المصريين ضحايا النصب عليهم بسبب تلك التأشيرة الفعالية، لكن في البداية تجدر الإشارة إلى أن التطبيق الفعلي لها بدأ في مارس الماضي، وتعطَى للراغبين في حضور الفعاليات التي تقام على الأراضي السعودية، سواء حفلات ترفيهية أو أداء فريضة الحج وغيرهما.

وكانت السعودية هي صاحبة اقتراح تلك التأشيرة للراغبين في حضور الفعاليات المقامة داخل الأراضي السعودية، وفق إعلان مجلس الوزراء السعودي، التي حدد فيها العديد من الآليات التي تنظم العمل بها.

ولا تتم التأشيرة بشكل عشوائي ولكن لها شروط وآليات محددة، فلا يتم الحصول عليها إلا من خلال رئاسة أمن الدولة "مركز المعلومات الوطني السعودي"، بالاتفاق مع وزارة الخارجية بتأسيس رقم تعريفي للتأشيرة.

وتقوم الجهات الحكومية المرخصة للفعاليات بتزويد وزارة الخارجية ورئاسة أمن الدولة بقائمة الفعاليات بشكل دوري، بمدة لا تقل عن شهرين، وذلك لإضافتها في الأنظمة الآلية للتأشيرات، ويجرى إصدارها خلال 24 ساعة من تسلم جواز طالبها من خلال وزارة الخارجية السعودية «سفارات وقنصليات المملكة في الخارج».

"محمود"، 30 عامًا، أحد المصريين الذين تم النصب عليهم بسبب تلك التأشيرة، الذي ابتاعها من إحدى شركات الطيران في منطقة التحرير، بعدما رأى إعلان الشركة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأنها توفر التأشيرة الفعالية، والتي تبيح حضور كل الفعاليات داخل أراضي المملكة.

وبالفعل دفع لها ما يقرب من 2000 ريال سعودي، رسوم الحصول على التأشيرة، لكن لم يكن لديه علم بأن شركات الطيران أوقفت العمل بتلك التأشيرة الفعالية، منذ فترة وتم إبلاغهم بذلك.

يقول: "في المطار، تفاجأت مع عدد من المصريين بأن تلك التأشيرة تم إلغاؤها وغير مسجلة داخل الأراضي السعودية، ولا تسمح لحاملها بالدخول إلى أرضها، وتم التحقيق معنا للتعرف على الشركات، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها".

وتسمح تأشيرة زيارة الفعالية لحاملها دخول مناطق محددة والتحرك فيها بشكل حر بالأراضي السعودية، إلى جانب الدخول والاستمتاع بالفعالية، وذلك خلال إقامة فعاليات الحدث وقبله وبعده بفترة محددة حسب مدة التأشيرة أو الحدث نفسه.

وسبق وأعلنت السلطات السعودية وقف العمل بالتأشيرة الفعالية خلال موسم الحج، وتم إبلاغ شركات الطيران الخاصة بنقل الحجاج، خلال الموسم الحالي، لمنع أي مسافر إلى المملكة بهذه التأشيرة، ولا يتم العمل بها مرة أخرى إلا بعد إعلان الجانب السعودي عودتها.

مجدي سالم، الخبير السياحي، يؤكد أن وجود تلك الشركات التي تستغل أي فرصة للنصب على المواطنين يضر بشكل وسمعة السياحة في مصر، ويعطي انطباعًا بأن جميع الشركات السياحية تقوم بالنصب على المواطنين وهو أمر مخالف للحقيقة.

ويضيف أنه لا بد من وجود رقابة مشددة على تلك الشركات، وأن يتم تحديد عقوبة للنصب السياحي خاصة، بعيدًا عن النصب في العموم، حتى لا يتم تصدير صورة خاطئة عن السياحة في مصر.

"عاشور"، 45 عامًا، الذى كان ضمن المصريين الذين تم النصب عليهم من الشركات السياحية باسم الحج والسفر إلى السعودية، يؤكد أن الشركة هي من تواصلت معه دون أن يعلم من أين أتت برقم هاتفه الخاص.

يقول: "المسئولة قالتلي إنهم معاهم عروض للحج والسفر، ومعاهم داتا بأرقام ناس كتير، وبيتصلوا يسوقوا العروض دي، ومنها التأشيرة الفعالية، ولما حسّيت أن الموضوع مفيد، اشتريت تأشيرة".

يوضح أنهم في المطار اكتشفوا أن تلك التأشيرة غير مُسجلة من قبل الشركات السياحية لدى السلطات السعودية، مبينَا أنهم حاليًا ينتظرون حقوقهم وأن تعود إليهم أموالهم أو يتم تسفيرهم لأداء فريضة الحج.

يذكر أن مصر متصدرة قائمة حجاج بيت الله الحرام منذ عام 2018، والذين أدوا مناسك الحج بـ89.426 ألف حاج، من أصل 375 ألف حاج عربي، أدوا المناسك من 19 دولة، وجاء العراق في المرتبة الثانية بـ41553، والجزائر ثالثًا بـ36314، فيما حل السودان رابعًا في أعداد الحجاج العرب لهذا الموسم بـ34999 حاجًا.