رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤرخ فرنسى يفضح الإخوان: مجموعة من القتلة.. والقرضاوى صنيعة أمريكية

 تيري ميسان
تيري ميسان

أكد المؤرخ والكاتب والصحفي الفرنسي المشهور عالميا تيري ميسان في كتابه "Before Our Very Eyes، Fake Wars and Big Lies: From 911 to Donald Trump" (أمام أعيننا، حروب مزيفة وأكاذيب كبرى: من 11 سبتمبر إلى دونالد ترامب) الذي صدر العام الجاري باللغتين الفرنسية والإنجليزية، لدار النشر "بروجريسف برس" في 312 صفحة، أن جماعة الإخوان مجموعة من القتلة.

ويروي ميسان في كتابه كيف استقر في الشرق الأوسط في ذروة الصراع خلال ثورات الربيع العربي، إذ كان يشغل في تسعينيات القرن الماضي منصب سكرتير وطني لحزب فرنسي شغل مقاعد في الحكومة إلى أن أسس شبكة فولتير وهي وكالة أنباء دولية كبرى

ويقول إنه شهد على التاريخ إذ إنه كان المراقب الغربي الوحيد الذي ظل في الساحة في ليبيا وسوريا خلال فترة الصراع بأكمله في عام 2011، وكان شاهدا على القصة الداخلية لحروب تغيير النظام في القرن الحادي والعشرين التي سميت ثورات "الربيع العربي"، وكان شاهدا على الصعود السريع للوحش "تنظيم داعش"، وجماعة الإخوان المسلمين.

ويوضح ميسان في كتابه في الفصل الخاص بالإخوان وصعودها، أن تعطيل العالم العربي وإصابته بالشلل تمامًا كان الهدف عندما تم وضع الدول العربية تحت سيف الإخوان والتنظيمات المنبثقة منه مثل القاعدة وداعش، وظهرت دول أخرى كانت تريد أن تسيطر على الشرق الأوسط والشعوب العربية ومنها تركيا وقطر، ولذلك دعمت الدولتان وجهات أخرى معها الإخوان في كل من مصر وليبيا وسوريا وتونس وغيرها من دول الربيع العربي، فضلا عن تمويل الإرهابيين في ليبيا وسوريا بوسائل خادعة وذلك كمحاولات من أنقرة والدوحة للظهور بمثابة قوى إقليمية بديلة عن مصر في المنطقة وهو ما لم يحدث.

وأوضح ميسان في كتابه، الذي تضمنه الكثير من الوثائق واعترافات شهود، أن الإخوان وضعوا أنفسهم في خدمة مخططات الغرب منذ البداية.

ووصف عملية إنشاء جماعة سرية وهي الإخوان بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الأجهزة السرية البريطانية، واستخدام عناصر الإخوان من قبل MI6 لتنفيذ الاغتيالات السياسية في مصر التي كانت تحت الاستعمار البريطاني.

وقال إنه في عام 1951، كونت أجهزة المخابرات البريطانية مجتمعا سياسيا سريا يسمى الإخوان المسلمين، وفي البداية استخدموه كأداة للقتل واغتيال الشخصيات التي قاومتهم، ثم ابتداءً من عام 1979، عمل الإخوان كمرتزقة ضد السوفييت.

وكشف أنه في بداية تسعينيات القرن العشرين، دمجت المخابرات البريطانية والأمريكية معا جماعة الإخوان في الناتو، وفي عام 2010 حاولوا دعمها للوصول إلى السلطة في الدول العربية، وقد تم تمويل جماعة الإخوان المسلمين بمبلغ لا يقل عن 80 مليار دولار سنويًا مما جعلها واحدة من أقوى الجماعات في العالم، وينتمي جميع القادة بالإخوان، بمن فيهم قادة داعش، إلى الهيكل العسكري للإخوان الذي تم تصميمه للقتل.

ويرى ميسان في كتابه أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين كان مرتاحًا تمامًا لفكرة أن يصبح سيد العالم الإسلامي، وهذا كان هدف الجماعة السياسي الرئيسي حكم العالمين العربي والإسلامي رغم أنها خدعت المصريين، حيث عبرت عن نفسها من ناحية دينية ظاهرية، وكان من الواضح أن المصريين الذين أيدوا جماعة الإخوان في البداية لم يروا حقيقتها لأنهم تبعوها لأنها ادعت أنها تتبع الله، ولكن كانت عقيدة جماعة الإخوان المسلمين الحقيقية، والتي اتضحت وتكشفت فيما بعد، هي أيديولوجية "الإسلام السياسي"

وأشار إلى أن جماعة الإخوان لم تكن في الواقع سوى مجموعة من القتلة الذين كانوا يأملون في الاستيلاء على السلطة عن طريق إخفاء طموحهم وراء الدين.

وأوضح أن صعود الإخوان كان بقرار من واشنطن والتي قررت تقديم مساعدة غير محدودة للإخوان المسلمين، وكانت تريد اختيار شخصية داخل جماعة الإخوان يمكن أن تلعب في العالم العربي، دورًا مساويًا لدور القس بيلي جراهام في الولايات المتحدة، ولم يتم العثور على واعظ من ذلك العيار حتى الثمانينيات من القرن الماضي وكان الاختيار على الشيخ المصري يوسف القرضاوي الذي ما زال أداة للغرب الذي يسعى من حين لآخر لدعم الإخوان.