«فراخك عندنا».. كيف وفرت الحكومة الدعم لمشروعات الإنتاج الداجني؟

على مدار الفترات الأخيرة تحاول الحكومة جاهدة تقديم الدعم الأمثل لمشروعات الإنتاج الداجني، وتقديم مختلف التيسيرات لأصحاب مزارع الإنتاج الداجني للارتقاء بالخدمة، ولتفادي أي أزمات خاصة بارتفاعات الأسعار أو عدم توفير اللازم من احتياجات الدواجن.

"بقالنا 7 سنين مهضوم حقنا، وكل المنتجين متضررين وعليهم ديون".. بهذه الكلمات بدأ عبدالخالق النويهي، أحد أصحاب مزارع الدواجن بطنطا٬ موكدا أن مدخلات الإنتاج غالية، والأمصال والأعلاف حيث أن مستلزمات التشغيل عالية، البيض والفراخ بسعر غالي قائلا: "هما بيبيعوا بحاجة وتلاتين جنيه واللي بيستفاد بائعي الأدوية والأعلاف والمنتج بيخسر".

وأوضح أنه يخسر 100 ألف جنيه كل 3 شهور، ويجب الدعم للمنتجين من الحكومة٬ لأن ليس لديهم أى دعم والأمصال والأدوية أغلبها مضروبة، وتأثر على المنتج وبيخسر المزارع فى كل كرتونة بيض 9 جنيه، والتاجر هو الفائز بالربح، مترددا حزينا على وضع أصحاب مشاريع الدواجن الان.

وقال الحاج علي، أحد أصحاب مزارع الدواجن بشبين القناطر بالقليوبية إن قرار دعم مشروعات الإنتاج الدواجن من الحكومة جاء فى الوقت الصائب، ولم يتحمل المستثمرين الديون الواقعة عليهم، وما يتحملوه من أعباء غلاوة الأسعار.

وتابع علي أن ضرورة توفير الأمصال واللقاحات البيطرية لمواجهة الأمراض الوبائية فى الدواجن والتوسع فى إقامة مزارع الدواجن فى الظهير الصحراوى للمحافظات، والعمل على نقل المزارع الموجودة فى العشوائيات، مع تطوير منظومة إنتاج الأعلاف التى تشكل 70% من صناعة الدواجن، من أجل التوسع فى المزارع.

وأردف محسن أحمد، أحد أصحاب مزارع الدواجن بسوهاج أن المتحكم فى الدواجن حاليا سماسرة وليست بورصة الدواجن، وأن السبب في ارتفاع الأسعارغلاء الأدوية والأعلاف الخاصة بالدواجن، موضحا أن هناك العديد من الأدوية المعشوشة التى تسبب وفاة للعديد من الدواجن، وتعود عليهم بالخسارة.

"الدواجن من أرخص مصدر للبروتين الحيواني" بهذه الجملة بدء أشرف سعيد، حديثه لـ "الدستور" قائلاً، إن صناعة الدواجن منتعشة بسبب أن الدواجن من أرخص بروتين حيواني في مصر مقارنة بلحوم الأبقار والأغنام، ومما ساعد في انتعاش هذه التجارة المكاسب الكبيرة ورائها والعائد الجيد على المستمرين صغار السن، اما السبب الأكبر فهو دعم الحكومة بتوفير الأراضي الصالحة لمثل هذه المشاريع والمياه الجوفية وغيرها من الخدمات.

وتابع سعيد، أن أزمات الدواجن السابقة في مصر، كانت سببها الرئيسي ضعف البيئة الصحية وانتشار الأمراض الفتاكة مثل الإنفلونزا، وهذا تم القضاء عليه بالمعرفة والوعي بين المربين للدواجن، وزيادة الامصال والنظافة للحفاظ على الطيور من أي شيء.

وطالب سعيد، أن الدولة واجب عليه عدم التوقف في دعم المشاريع الخاصة بإنتاج الدواجن، منبهًا على ضرورة زيادة البحث العلمي حول المخاطر التي تحيط بالصناعة خصوصا الامصال واللقاحات المختلفة، والاهتمام بالخدمات البيطرية والتوسع في إقامة مصانع الأدوية؛ لخفض نسبة الفقد السنوية حفاظًا على صناعة الدواجن.

وأردف سعيد كما أن مشاريع الإنتاج الداجني قليلة الاستخدام للمياه على عكس المشاريع الأخرى وهذا يدعم اتجاه الدولة القائم بضرورة الحفاظ علي المياه والعمل علي ترشيدها

تعتبر الأنشطة الانتاجية الزراعية من أهم الركائز الرئيسية في تحقيق الأمن الغذائي باعتبارها مصدرًا للبروتين الحيواني، مضيفًا أن معدل الاستهلاك السنوى للفرد من الدواجن وصل إلى حوالي 13.7 كجم مقارنة بـ 4.5 كجم عام 1989.

قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين إن ارتفاع أسعار الأعلاف بصورة كبيرة تمثل أحد العوائق لدى أصحاب مزارع الدواجن، لأن الاعلاف تمثل 70% من الإنتاج الداجدني، قلة وجود الأمصال المقاومة لأمراض الدواجن وارتفاع اسعارها تجعل مشروعات الإنتاج الداجني تندثر، صعوبة إعطاء التراخيص لإنشاء مزرعة دواجن وارتفاع أسعار الكتاكيت، والتصاريح الخاصة بمشاريع الدواجن تفوق عدد كبير من الدواجن.

وتابع أبو صدام خلال تصريحاته لـ"الدستور" عن أن الدولة حاليا تقوم بإنتاج ما يقرب من مليار طائر حاليًا، والإكتفاء الذاتي يصل إلى 95 % والإستيراد يصل إلى نسبة 5%، وتم منع تداول الدواجن الحية، ويطالب بإنشاء مصانع للأعلاف، ودعم المزارعين وتحفيزهم على زراعتها.

وأردف محمد سعد تمراز، عضو لجنة الزراعة واستصلاح الأراضي بالبرلمان أن هناك الكثير حاليًا يعمل فى مجال الاستثمار الداجني، وأن الوزارة تقوم بزيادة حجم الإنتاج المحلي من الدواجن عن طريق تنفيذ المشاريع التي تعمل على الزيادة، ويعملوا حاليًا على إقامة مشروعات جديدة في قطاع الإنتاج الداجني.

وأوضح تمراز خلال تصريحاته لـ"الدستور" أنه تم التوصل لعدد من التوصيات التي تسهم في حل وإزالة أي معوقات كانت تواجه البدء في تنفيذ المشروعات، ويتم حاليًا العمل على إصدار الموافقات المطلوبة للتسهيل على أصحاب مشروعات الدواجن ومضاعفة الإنتاج.