رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر ورواندا.. علاقات تاريخية ومصر واحد

 سامح شكري وزير الخارجية
سامح شكري وزير الخارجية

يلتقي سامح شكري وزير الخارجية، اليوم الإثنين، مع ريتشارد سيزيبرا وزير خارجية رواندا، وذلك بمقر وزارة الخارجية المصرية، حيث من المتوقع أن يبحث اللقاء سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية في إطار مجموعة دول حوض النيل، وكذلك في إطار الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

وتكتسب العلاقات بين مصر ورواندا أهمية خاصة لأسباب جيوسياسية لكونهما دولة من دول حوض نهر النيل، فمصر إحدى دولتى المصب بينما تعد روندا الواقعة بالهضبة الاستوائية المنبع الثاني لنهر النيل.

ومن منطلق مبادئ السياسة الخارجية المصرية تجاه دول حوض النيل الساعية لتحقيق المكاسب المشتركة وعدم الإضرار بمصالح أي دولة من الدول المشاطئة للنهر، تقاسم الدولتان العلاقات عبر قطاعات عدة ومنها التجارة والشراكة بالمشروعات التنموية، والرعاية الصحية، والتدريب الفنى من خلال الاستفادة من مقدرات البلدين.

ويربط الدولتين عددٌ من القواسم والاهتمامات المشتركة على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عضويتهما فى عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية ومنها تجمع الكوميسا، ومبادرة النيباد، والاتحاد الأفريقي، ومبادرة حوض النيل، الشراكة المائية لشرق أفريقيا، منطقة للتجارة الحرة بين الدول الأفريقية.

وتُعد رواندا معبرًا تجاريًا ونقطة تواصل مع الدول المجاورة لها، كما أنها تُعد من أكثر الدول الناشئة نموًا حيث تحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم بالنسبة للحكومات الأكثر كفاءة وقدرة على تقليل الفساد وتسهيل إجراءات الاستثمار حيث قامت فى هذا الصدد بتطبيق نظام الحكومة الإلكترونية قبل 10 سنوات، كما أنها من أكثر الدول الأفريقية اهتماما بالتعليم حيث تبلغ نسبة المتعلمين أكثر من 70 %، ويجرى العمل على محو الأمية بالنظام التطوعى، وتعتبر رواندا من أنجح الدول الأفريقية جنوب الصحراء، حيث تحقق معدل نمو اقتصادي ثابت يتراوح ما بين 6% - 9% سنويًا منذ عام 1995، ارتفع الى 7،5% في نهاية 2015.

وتشارك رواندا في ما بين 55 إلى 70 دورة تدريبية تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية، في مجالات عدة من بينها الشرطة والأمن، الدبلوماسية، الزراعة، الري وإدارة الموارد المائية، الصحة، الإعلام، والكهرباء والطاقة.

قامت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بإيفاد قافلتين طبيتين إلى رواندا عامي 2012 و2014، فضلًا عن إيفادها عددًا من الأطباء المصريين المقيمين لتقديم خبرتهم للمستشفيات الرواندية.

ومثّلت ثورتى 25 يناير 2011، و30 يونيو نقطة العودة إلى العمق الأفريقي، وإعادة ترتيب أولويات سياستها الخارجية والسعى لاستعادة دورها الإقليمي، حيث تعد زيارة الرئيس السيسي إلى رواندا خلال مشاركته القمة الأفريقية الـ 27 التي عقدت في «كيجالي» خلال الفترة من 16 حتى 18 يوليو 2016 هي أول زيارة لزعيم مصري لرواندا، وكان الرئيس السيسى هو أول رئيس يستقبله الرئيس الرواندى "بول كاجامى" قبيل تنصيبه رسميًا بعد فوزه بفترة رئاسة ثالثة فى انتخابات الرئاسة الرواندية، كما كان الرئيس السيسى من أوائل المهنئين بفوزه، فيما جاء قرار البلدين بعودة فتح سفارتهما دليلًا بليغًا على حرصهما على مداومة التنسيق المشترك ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية.