الحلقة 20.. معاذ بن جبل "فقيه الأمة"

دخلت الأم على يارا ونور وجنة والأب، بعد أن فرغ من الحديث عن أُبيّ بن كعب، وسألته يارا عن المبدع الرابع من قُرّاء القرآن الكريم، في عهد النبي وهو معاذ بن جبل.

فقال الأب: في البداية أعرفكن من هو معاذ بن جبل رضى الله عنه.
يارا: تفضل.
الأب: هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، من الأنصار، أسلم في الثامنة عشر من عمره. وشهد العقبة وكان من السبعين الذين بايعوا النبى صلى الله عليه وسلم.
نور: رضى الله عنه.
الأب: ولما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم، كان معاذ يتلقى القرآن بأذُن واعية ويحفظ ما نزل منه عن ظهر قلب. فكان من بين الأربعة الذين شهد لهم النبى بالإجادة في الحفظ والقراءة الصحيحة، لكتاب الله عز وجل. ولم يكن معاذ حافظا لكتاب الله وقارئًا فقط، بل كان فقيهًا وعالمًا جليلا. لذا قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم أعلم أمتى بالحلال والحرام معاذ بن جبل.
الأم: ولهذا قال عمر الفاروق من أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ.
الأب: ويقول معاذ رضى الله عنه: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى فقال لي: يامعاذ والله إني لأحبك. فقلت: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، والله إنى لأحبك. فقال: يامعاذ إني أوصيك، لا تدعنّ أن تقول دبر كل صلاة، اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

الأم: ولما أرسله النبى صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليعلمهم دينهم، قال له: وكان معاذ راكبا والنبى بجواره ماشيا: يامعاذ إنك عسى ألّا تلقانى بعد عامى هذا، ولعلك تمر على مسجدى وقبرى. فبكى معاذ لفراق النبى فقال النبى: إن أولى الناس بى المتقون من كانوا وحيث كانوا.
يارا ونور: أبكانا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
الاب: صلى الله عليه وسلم
الأم: ولما أصيب أبو عبيدة بن الجراح بطاعون عمواس بالأردن، استخلف معاذ مكانه، فأصيب زوجتيه بالطاعون وماتا، ثم مات ولديه، ثم مات هو، وكان ذلك في العام الثامن عشر للهجرة، وكان عمره ثمانى وثلاثين سنة.
الأب: رحم الله معاذ بن جبل الفقية العابد الحافظ لكتاب الله.
يارا: لقد ذكرت لنا أكثر من حديث للنبى صلى الله عليه وسلم، بخصوص معاذ بن جبل، رواهم عنه أنس بن مالك، فمن هو أنس بن مالك وهل كان مبدعا؟