رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة 15.. عبد الله بن مسعود "القارئ الأول" 1-2

يسري ابو القاسم
يسري ابو القاسم

يارا ونور وجنة، يدخلن مكتب والدهن لترتيبه وتنظيفه. فإذا بـ "نور" تلتقط أوراقا تتناثر على سطح المكتب، مكتوبا عليها: القُرّاء الأربعة. فسألتها يارا من هم القرّاء الأربعة؟
نور: لا أعرف، والسؤال هنا لماذا اكتفى والدُنا بالعنوان فقط؟

دخل الأب وهو مبتسم فقال سأجيبكما، اجلسي يانور، اجلسي يا يارا، اجلسي يا جنة. فجلسن.
الأب: القرَاء الأربعة هو عنوان مقالتي القادمة بالجريدة، أما لماذا اكتفيت بكتابة العنوان فقط، ذلك لأنني أدون الأفكار على الورق ثم أكتب المقال على اللاب توب.

نور: ومن هم القرّاء الأربعة؟
يارا: هل تقصد الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي؟
الأب: رحم الله هؤلاء القرّاء المبدعين، ولكن مقالتي عن الأربعة الأوائل، من القراء المبدعين في عهد النبى صلى الله عليه وسلم.
نور: من هم؟

الأب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقرئوا القرآن من أربعة. عبد الله بن مسعود وأبى بن كعب، وسالم مولى أبى حذيفة، ومعاذ بن جبل.
يارا: إذن فلتخبرنا بهم وبإبداعهم الذي جعل النبى صلى الله عليه وسلم، يشهد لهم ويوصى بسماع الناس اليهم.
الأب: سأفعل بإذن الله ولنبدأ بمن ذكره النبى أولا.
نور: سيدنا عبد الله بن مسعود.
الأب: نعم. يانور. في البداية أعرفكن به. نشأ عبد الله بن مسعود المعروف بعبد الله بن أم عبد في مكة. وأسلم بطريقة تشبه طريقة بلال بن رباح رضى الله عنه، حيث التقاه النبى وهو يرعى الغنم لعقبة بن أبى معيظ، وسأله أن يشترى منه لبنا، فدرت الشاة لبنا كثيرا ببركة النبى. فكان عبد الله بن مسعود من المسلمين الأولين فهو سادس رجل في المسلمين. لذا عانى أشد معاناه، وذاق الأمرين على يد كفار قريش.
يارا: صف لنا ياأبى شكل الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود.
الأب: كان عبد الله بن مسعود قصير ونحيل، حتى انه لما اعتلى شجرة ذات يوم، فظهرت ساقيه وكانتا دقيقتين أى رفيعتين جدًا، ضحك الصحابة. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: إن ساقى ابن مسعود أثقل عند الله من جبل أحد.
نور: رضى الله عنه.
الأب: هاجر عبد الله بن مسعود إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر إلى المدينة، وشارك النبى كل غزواته، وكان شجاعًا رغم ضألة جسمه، وكان من ضمن الأربعة الذين ثبتوا حول النبى يوم أحد.
وكان ملازما للنبى هو وأمه أم عبد، حتى قال أبو موسى الاشعرى، كنت أظن أن عبد الله ابن مسعود وأمه من أهل بيت النبى، من كثرة دخولهم بيته.