رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"منطقة فوق برميل بارود ساخن" و"الانزلاق للهاوية" أبرز مقالات اليوم

جريدة الدستور

سلط عدد من كبار كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الأحد الضوء على الوضع بالمنطقة العربية في ضوء التلويح الإيراني والأمريكي بالحرب، ما خلق مشهدا ضبابيا يؤشر لمأزق كبير في المنطقة يحتاج إلى تكاتف ووضوح رؤية من الأطراف الفاعلة في المنطقة.

ففي مقاله بعنوان (منطقة فوق برميل بارود ساخن) كتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة (الأهرام) "منذ 29 عامًا، وبالتحديد في فجر 2 أغسطس 1990، كانت البداية للمخطط الشيطاني الرهيب في المنطقة، حينما قام صدام حسين بغزو الكويت بعد أن ظهرت السفيرة الأمريكية معه في بغداد مبتسمة، لتؤكد أن أمريكا لن تتدخل في صراع عربي - عربي، وعلى الفور ابتلع صدام حسين (الطعم)، وقام بغزو الكويت بعد أن هاجمت كتيبة مشاة بحرية عراقية مدعمة بالدبابات جزيرة (بوبيان) من الجنوب، وهاجمت قوات عراقية أخرى جزيرة فيلكا، ودخلت بعدها القوات العراقية العاصمة الكويتية، وسيطرت على الأراضي الكويتية".
وقال الكاتب الصحفي: الغزو الأمريكي للعراق جاء متوافقا مع نظرية (الفوضى الخلاقة) الأمريكية، وإشاعة الفتنة والفوضى بين أبناء الشعب العراقى الواحد، وزرع التفتيت داخل الدولة الواحدة وتقسيم الشعب العراقى إلى 3 طوائف (سنة وشيعة وأكراد)، وتوزيع المناصب الرئيسية فيما بينهم في إطار ما يعرف بـ "سياسة المحاصصة".
ورأى الكاتب أن الغزو العراقى للكويت، والغزو الأمريكي للعراق هما الموجة الأولى من المخطط الشيطاني الرهيب للعصف بالمنطقة وتدميرها من خلال زرع الفتن الطائفية والمذهبية، ولقد استغرقت تلك الموجة الأولى نحو 13 عاما منذ بدء الغزو العراقى للكويت في 1990 حتى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وتابع: منذ قرابة 9 سنوات بدأت الموجة الثانية من ذلك المخطط الشيطاني فيما عرف بثورات الربيع العربي التي اندلعت في المنطقة، وبدأت في 17 ديسمبر عام 2010 فى تونس، ثم انتقلت بعدها إلى مصر وليبيا، واليمن، والآن في الجزائر والسودان.
واعتبر الكاتب أن الموجة الثانية استغلت حاجة الشعوب إلى الحرية والديمقراطية والعدالة، لتندلع الثورات التي تحولت من الربيع إلى الخريف الحارق الذي كان يستهدف تدمير تلك الدول.
ونوه الكاتب بنجاح مصر في هذا السيناريو اللعين، بعد أن قام الشعب المصري باسترداد ثورته فى 30 يونيو، وأعاد بناء مؤسساته - مرة أخرى - في وقت لا تزال الدول الأخرى تعانى ولا يزال أمامها مشوار ليس بالقصير للخروج من المشهد المأساوى المعقد بها مثل سوريا واليمن وليبيا.
وتساءل الكاتب "هل تبدأ الموجة الثالثة من مسلسل تدمير المنطقة بإشعال الحرب في منطقة الخليج وحدوث مواجهة عسكرية بين القوات الأمريكية والإيرانية، وهل يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ من ذلك أم تنجح جهود احتواء الأزمة؟"
واستطرد الكاتب: للأسف فقد بلعت إيران "الطعم" الأمريكي، كما بلعه صدام حسين من قبل، وبدأت محاولاتها للهيمنة والسيطرة والتدخل في شئون الدول الأخرى، وتورطت بشكل مباشر أو غير مباشر في أزمات اليمن وسوريا ولبنان والعراق، والآن هي في وضع "حرج" بعد أن تصاعدت المواجهة مع أمريكا، وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، ثم بدأت لغة التصعيد فيما بينهما دون وجود سيناريو واضح حتى الآن للتصعيد أو للتهدئة.
ورأى أن المشهد "ضبابي" - حتى الآن - لكنه في كل الأحوال يشير إلى مأزق كبير تقع فيه المنطقة يحتاج إلى تكاتف ووضوح رؤية من الأطراف الفاعلة في المنطقة، ولعل هذا هو ما يفسر تلك الجولات والمباحثات التي شهدتها القاهرة أخيرا خلال زيارتي ملك البحرين الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وكذلك زيارة الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي أكدت - خلالها - مصر التضامن الكامل مع الإمارات والسعودية في التصدي لكل محاولات النيل من أمن واستقرار البلدين الشقيقين، وتأكيد الموقف المصري الثابت باعتبار أمن منطقة الخليج جزءا لا يتجزأ من أمن مصر القومي.
وحث الكاتب الصحفي إلى إعادة ترتيب أوراق كل الأطراف المعنية خاصة إيران والكف عن محاولاتها التدخل في شئون الآخرين من دول الخليج أو من الدول الأخرى من أجل تجنب السيناريو الأسوأ وحتى لا تتكرر مأساة العراق مرة أخرى، لأنه سوف يكون السيناريو الأسوأ ليس لإيران فقط، وإنما لكل دول المنطقة بلا استثناء، ولا يصب إلا في مصلحة دولة واحدة فقط وهى "إسرائيل".


وفي السياق نفسه، كتب محمد بركات عموده (بدون تردد) في صحيفة (الأخبار) تحت عنوان (الانزلاق للهاوية)، قائلا: " يرى الكثير من الخبراء والمتخصصين في الشئون الإقليمية والدولية أن، لا أمريكا تريد الحرب مع إيران، ولا إيران تسعى للحرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤكدون أن تلك هي الحقيقة شبه المؤكدة التي يمكن أن ينتهي إليها أو يخرج بها أي متابع أو مراقب مدقق لما جرى ويجري، على الجانبين الأمريكي والإيراني طوال الأسابيع والأيام الماضية وحتى أمس".
وأضاف الكاتب: يقول هؤلاء أنه رغم كل التصريحات الساخنة، وبالرغم من التهديدات العدائية الصادرة عن الإيرانيين، ابتداء من المرشد ومن حوله من آيات الله، وانتهاء بقائد الحرس الثوري، وكذلك أيضا التصريحات والتهديدات المقابلة الصادرة عن الصقور في الإدارة الأمريكية وعلي رأسهم جون بولتون‬ مستشار الأمن القومي، إلا أن كلا منهما لن يقامر ولن يجرؤ على شن الحرب رغم كل هذه الضجة وكل هذا الضجيج.
وتابع: ويؤكدون (الخبراء) أن هذا هو ما تفصح عنه الأخبار المتواترة والتصريحات الواردة من العاصمة الأمريكية واشنطن، وأيضا ما تؤكده الأنباء الصادرة عن العاصمة الإيرانية طهران، رغم حدة التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وبالرغم من التصريحات العنترية الصادرة عن قائد الحرس الثوري الإيراني.
وأشار الكاتب إلى أن إبلاغ ترامب، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران، يؤكد البحث عن مخرج أو حل دبلوماسي للأزمة.
ولفت إلى أن الخبراء يؤكدون أن ما جرى ويجري من تصعيد من الجانب الأمريكي، يتوافق مع الأسلوب الذي يتبعه ترامب دائما، وهو ممارسة أكبر قدر من الضغط على الخصم، بالدفع بالأمور إلى "حافة الهاوية" للحصول علي أكبر قدر من التنازلات من الطرف الآخر.
واختتم الكاتب بالتساؤل "ماذا لو انزلقت الأمور إلى الهاوية نتيجة أي فعل طائش أو غير محسوب علي الجانبين؟! ومن سيدفع ثمن هذا الانزلاق؟!


وفي صحيفة (الجمهورية) كتب ناجي قمحة عموده (غدا.. أفضل) تحت عنوان (هدف ترامب إسرائيل.. أولا!) وقال: " يتصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن كل الطرق مفتوحة والوسائل مشروعة لتحقيق مقولته (أمريكا.. أولا) التي تعهد بها للناخبين الأمريكيين قبل دخوله البيت الأبيض مدينا بقوة لقوى الضغط اليمنية المتطرفة والصهيونية المتجذرة في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف الكاتب الصحفي: "لا أحد يلوم ترامب على اختياراته لما يراه في صالح شعب الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن اللوم - كل اللوم - على من يساعدونه - بالفعل أو بالصمت - في اتخاذ قرارات تلحق الضرر - بل الدمار - بشعوب أخري، وتتناقض مع المواثيق الإنسانية ومقررات الشرعية الدولية.
وساق الكاتب مثالا على ذلك حيث انسحاب ترامب الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني؛ مما خلق أزمة دولية تتصاعد خطورتها - يومًا بعد يوم - وبلغت حد إعادة حشد القوات الأمريكية في الخليج الذي لم تكد مياهه تتطهر من دماء آلاف القتلي في حروب لم يكن للشعوب العربية فيها ناقة ولا جمل بل خرجت كلها خاسرة ما بين قتيل وجريح ومشرد ومفلس ومدين.
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة الأمريكية ربحت تأكيد هيمنتها على المنطقة العربية بأسرها، وتمكنت إسرائيل من كسر شوكة التضامن العربي الذي حقق النصر عليها في أكتوبر 73، بعدما أسفرت الحروب الأهلية العربية عن إخراج الجيوش العراقية والليبية والسورية من المعركة الحقيقية مع العدو الحقيقي وهو إسرائيل، بينما صاحب مقولة (أمريكا.. أولا) يعد العدة لحرب خليجية أخرى تحرق ثروات وموارد شعوبها وتدمر ما تبقي من جيوش المنطقة لتبقي "إسرائيل.. أولًا"!!