رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسرى أبوالقاسم يكتب: صحابة مبدعون «بلال سيد المؤذنين 1_2»

جريدة الدستور

همّ الأب أن يقوم من مجلسه، بعد أن حكى لزوجه وبناته يارا ونور وجنة، عن سيدنا جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه.. إلّا أن يارا استوقفته وقالت: أولم يكن بلال رضى الله عنه من بلاد النجاشى فقال الأب: بلى
يارا: إذن لماذا لم يهاجر إلى الحبشة كما هاجر جعفر ورفاقه، وهو أولى بالهجرة منهم ؟
فجلس الأب وقال بعد أن ظهرت على شفتيه ابتسامة عريضة: بلال كان حبشى الأصل مكى المنشأ.. فبلده التى أحبها هى مكة التى يسكنها حبيبه رسول الله.. وما كان له أن يتركها ولو أن أهل الحبشة جاءوا لقتال أهل مكة لحاربهم.
نور: احكى لنا عن بلال أولم يكن سيدنا بلال مبدعًا ؟
الأب بلى كان بلال مبدعًا.. انعم الله عليه بجمال الصوت، لذا اختاره النبى ليكون مؤذنه
يارا: كيف جاء اختيار بلال ليكون مؤذن الرسول؟
الأب: ساخبرك يا يارا
نور: بل احكى لنا عن بلال منذ ولادته حتى وفاته، مرورا باختيار النبى له ليكون مؤذنه من بين المسلمين.
الأب: حسنا يانور سأقص عليكن قصة الصحابى الجليل بلال بن رباح، الذى كان سيدنا عمربن الخطاب رضى الله عنه حين يذكره يقول سيدنا بلال.. وكان يقول أبوبكر سيدنا وأعتق سيدنا..
يارا: عمر أمير المؤمنين يقول عن بلال وهوعبد حبشى سيدنا ؟
الأم: إنه الإسلام الذى يجعل الناس سواسية كأسنان المشط، حيث لا فرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى
الأم: نعم فالله يقول ( وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
الأب: صدق الله العظيم.. ولد بلال بعد عام القيل بثلاث سنوات.. لأب يدعى رباح وأم تدعى حمامة.. وهما عبدين من عبيد بنى الجمح..أتخيل بلال وهو طفل نحيل الجسم يلعب مع العبيد فى شوارع مكة..ثم يصل إلى مرحلة الصبا، فيزداد طولا ونحافة مع شعر كثيف فوق رأسه.. يقوم على رعى غنم سيده أمية بن خلف.. ثم يشب بلال..وهو على هذه الحال يرعى الغنم ويحمل الدلاء ليأتى بالماء لسيده..وأل بيته..ولما نزل الوحى على المصطفى صلى الله عليه وسلم..وفى بداية الدعوة إعتزل النبى وصاحبه أبو بكر الناس فى غار بمكة.. وهنا لا اقصد غار الهجرة، فمر عليهما بلال وكان يرعى غنم عبد الله بن جدعان..فسأله النبى عن لبن..فقال مالى فى هذا الغنم إلا واحدة، منها قوتى فان شئتما أثرتكما على نفسى.
يارا: رضى الله عنه وأرضاه.