رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مَنْ يحسم المعركة؟.. محللون ليبيون يتحدثون عن التطورات العسكرية فى طرابلس

جريدة الدستور

تعيش ليبيا أيامًا صعبة مؤخرًا بعد تحرك قوات الجيش الوطنى، بقيادة المشير خليفة حفتر، نحو العاصمة، لتحريرها من قبضة الميليشيات المسلحة، وهو الأمر الذى قوبل بإعلان المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، المسيطرة على العاصمة بقيادة فايز السراج، النفير العام لصد الهجوم. واكتفى المجتمع الدولى والأمم المتحدة، بدعوة أطراف النزاع إلى ضبط النفس وتجنب أى أعمال عنف أو قتال، خصوصًا مع قرب انعقاد المؤتمر الجامع، المقرر عقده منتصف أبريل الجارى فى مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا. وفى ظل تقدم قوات الجيش وسيطرتها على مناطق مختلفة من العاصمة، وإعلان حكومة الوفاق التحدى لـ«صد العمليات»، بدا المشهد ضبابيًا، ومن ثم تحدثت «الدستور» مع عدد من المحللين والسياسيين الليبيين حول التطورات الأخيرة.

المصراتى: ترحيب كبير من السكان بالجيش.. وبسط السيطرة على العاصمة لن يستغرق وقتًا طويلًا
اعتبر المحلل الليبى محمود المصراتى، أن التحرك العسكرى الذى تشهده العاصمة حاليًا، يمثل بداية النهاية لسطوة الميليشيات على طرابلس، وخطوة نحو إنهاء حالة الفوضى التى تضرب البلاد منذ ٢٠١١.
وقال إن قوات الجيش الليبى هدفها حماية مؤسسات البلاد وتأمين الانتخابات وإرساء دعائم الدولة المدنية التى يطالب بها جميع الليبيين، مشيرًا إلى أن الجيش يخطط للعملية منذ أكثر من عام.
وعن موقف المجتمع الدولى من التطورات الأخيرة، توقع أن تكتفى الدول الكبرى والأمم المتحدة بلعب دور المتفرج، أو تقديم نصائح «ضبط النفس» على أقصى تقدير.
وأعرب مجلس الأمن الدولى، مؤخرًا، عن دعمه الكامل للجهود التى يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، لتسوية الوضع فى ليبيا، ودعا جميع الأطراف إلى مواصلة الحوار.
وعبر المجلس عن قلقه الشديد إزاء العمليات العسكرية الجارية فى ليبيا، معتبرًا أنها تعرّض الحل السياسى للأزمة الليبية للخطر.
ولم توجه البعثة الأممية إلى ليبيا ومندوبها غسان سلامة، إدانة لأى طرف فى أحداث ليبيا الأخيرة، ومعارك الجيش فى طرابلس، واكتفت بتوجيه اهتمامها بسلامة المدنيين وضرورة الاحتكام للحوار بين الليبيين.
ورجح «المصراتى» ألا يواجه الجيش الليبى صعوبات كبيرة فى عملية بسط سيطرته على العاصمة، خاصة فى ظل وجود ترحيب كبير بالقوات بين سكان العاصمة.
وحول توقيت العملية الذى مثل مفاجأة للجميع، قال إن اتفاق أبوظبى بين «حفتر» و«السراج» نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تمهد لإجراء انتخابات عامة فى البلاد، وهذه الحكومة تحتاج إلى قوة شرعية تمكنها من بسط سيطرتها على البلاد وتمهيد الأجواء لإجراء الانتخابات وغيرها من الاستحقاقات، وهو ما لن يتم فى ظل سيطرة الميليشيات على العاصمة.
وقال «المصراتى» إن «السراج» يبدو أنه مغلوب على أمره، وأنه يخشى الصدام مع الميليشيات، لذلك اضطر لإعلان «النفير العام» والإخلال بتنفيذ تفاهمات اتفاق أبوظبى.

معتوق: أتخوف من وقوع حرب حقيقية فى البلاد بسبب الدعم التركى القطرى للميليشيات الإخوانية
رأى الكاتب والباحث السياسى الليبى عبدالحكيم معتوق، أن عملية «تحرير طرابلس» كانت متوقعة، ولكنها صادمة من حيث التوقيت، للكثير من المراقبين العرب والأوروبيين، الذين اعتبروها خطوة باركتها بعض الدول، لأنها جاءت عقب اتفاق أبوظبى.
وقال «معتوق» إن الليبيين أمام مرحلة خطيرة جدًا على المستوى العسكرى، ويمكن القول إننا مقبلون على حرب حقيقية ومفتوحة، لأنه لا يمكن أن نغفل حجم قوة حماية طرابلس المتمردة، وقوة مصراتة أو الزنتان، وانتشار السلاح وكثافته وحداثته.
وأشار إلى الدعم التركى القطرى للميليشيات الإخوانية وغيرها، لافتًا إلى أن مشاورات السفيرين الأمريكى والبريطانى مع «السراج»، تعكس حجم خطورة الوضع ميدانيًا.
وشدد على أن قرار المشير حفتر دخول العاصمة، جاء استنادًا إلى حزمة من العوامل على رأسها الاستجابة لاستغاثات سكان العاصمة وربوع ليبيا من المواطنين السلميين الذين فاض بهم الكيل من ممارسات الميليشيات المسلحة وطغيانها وفسادها.
وأشار الباحث إلى وجود مباركة دولية ضمنية للتحركات الأخيرة، خاصة أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، اكتفى بدعوة «حفتر» إلى أن يحافظ على قواعد الاشتباك والقانون الدولى.
وقال «معتوق» إنه إذا صحت الأنباء التى تشير إلى استخدام طائرات دون طيار فى تصوير مواقع وتجمعات الميليشيات فى العاصمة، تمهيدًا لضربها، فإن العملية العسكرية التى يقودها «حفتر» تحظى بمباركة دولية.

التكبالى: الحل السياسى لم يعد يجدى نفعًا الآن.. المريمى: نبارك التحرك.. والحامدى: أزمة الدولة أمنية
قال عضو لجنة الدفاع فى مجلس النواب الليبى، على التكبالى إن «الحل السياسى «لا يجدى نفعًا مع الليبيين»، مؤكدًا أن إنهاء الصراع فى البلاد يكمن فى انتصار الجيش، لأنه الضمانة الوحيدة لإنقاذ ليبيا من الانجراف إلى مصير مجهول.
وأضاف «التكبالى» أنه لم يعد هناك معنى لانتظار الحل السياسى فى ظل صمت المجتمع الدولى، وتغاضيه عن بطش الإرهابيين وسيطرتهم على مقدرات الشعب، مؤكدًا أن جميع الليبيين الشرفاء مع الجيش الوطنى، وفى انتظار «لحظة النصر الذى ستكون ضربة موجعة للمجموعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا.
من جهته، بارك المستشار الإعلامى لرئيس مجلس النواب، فتحى المريمى، تحرك الجيش اللليبى تجاه العاصمة طرابلس، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية المفاجئة لا تتعلق باقتراب موعد «الملتقى الوطنى»، أو مخرجات اتفاق أبوظبى، أو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المحتملتين.
واعتبر «المريمى» أن التحركات عسكرية بالدرجة الأولى، وأنها تأتى من أجل «تحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية والإخوانية التى تخطفها، وتعيث فيها فسادًا وتسرق مقدراتها وتتقاسمها، منذ فبراير ٢٠١١، وحتى الآن»، على حد تعبيره، مؤكدًا أن «الشعب الليبى كله يتمنى أن تتحرر طرابلس، ويثق فى أن الجيش الوطنى على أتم الاستعداد لهذا الأمر».
وتوقع أن يحقق الجيش انتصارًا كبيرًا فى وقت مبكر، لأنه يحظى بدعم وتأييد مكونات كل المجتمع الليبى.
ورحب الدبلوماسى الليبى السابق، أمين عام المجلس القومى للثقافة العربية، السفير عمر الحامدى، بدخول قوات المشير «حفتر» إلى العاصمة طرابلس، لبسط اﻷمن فيها وتخليصها من التشكيلات الإجرامية، مؤكدًا أن «أنصار الجماهيرية الليبية ليسوا طرفًا فى الصراع، لكنهم مع الجيش الوطنى».
ودعا «الحامدى» الشعب الليبى إلى التحرك لتصحيح الأوضاع، لإنقاذ وطنهم وحماية العاصمة طرابلس، معتبرًا أن أزمة البلاد أمنية قبل أن تكون سياسية، وأنه لن يكون هناك حل سياسى قبل استتباب الأمن وتطهير البلاد، خاصة العاصمة، من الإرهاب والفساد وفوضى السلاح.

قزيط: الشرعية الوحيدة فى ليبيا لحكومة الوفاق.. والورفلى: لا للخيار العسكرى وإراقة دماء المواطنين
أرجع عضو المجلس الأعلى للدولة الليبية، أبوالقاسم قزيط، تحركات الجيش الوطنى نحو طرابلس إلى دوافع سلطوية- على حد قوله، مشددًا على أن حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج هى «الحكومة الشرعية الوحيدة فى ليبيا، حتى وإن اختلف معها المجلس الأعلى الذى يسعى لتغييرها».
ورفض «قزيط» أى هجوم على العاصمة تحت شعار محاربة الإرهاب، أو إنهاء سيطرة الميليشيات، معللًا رفضه بأن البلاد ستدخل نفقًا مظلمًا، لافتًا إلى أنه يجب أن تكون الحرب على الإرهاب وليس بين الليبيين.
وقال رئيس مؤتمر شباب ليبيا، رامز الورفلى، إنه «ضد التدخل بالقوة فى العاصمة طرابلس، وإراقة دماء الليبيين من الطرفين».
وشدد على ضرورة الحل السلمى فى العاصمة، وإتمام الملتقى الجامع للفرقاء الليبيين، المقرر له الانعقاد قريبًا، بحسب تصريحات المبعوث الأممى لليبيا، غسان سلامة، مؤكدًا ثقته فى نتائج هذا الملتقى، الذى سيحل مشكلات ليبيا عبر إنهاء النزاع، والانقسام السياسى، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وفق قوله.