رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: منة شلبى.. "النجومية" كما يجب أن تكون

جريدة الدستور

حينما كتبت من قبل عن الفنانة الشابة منة شلبى وأشرت الى أنها تمتلك مقومات النجمة كنت اعى جيداً كل كلمة قلتها عنها فهى فنانة "معجونة بماء الفن" و تستحق بالفعل أن تكون على هذا النحو من التميز والتألق والنجومية وإحقاقاً للحق فإننى لم أكتب عنها لأننى اعتبرها اخت غالية وصديقة اعتز بصداقتها وإنما لأننى كنت ومازلت وسأظل على قناعة تامة بأن الفنانة منة شلبى تمثل نوعية من الفنانين الذين اعتبرهم بمثابة صمام الأمان للفن المصرى الأمر الذى يدفعنى لأن أطالبها بضرورة التواجد بقوة والبحث عن سيناريوهات لأعمال متميزة والتخلص نهائياً من تلك الحالة من الانطواء والانزواء الفنى التى تقوقعت بداخلها والتى لم ولن تجن من ورائه سوى المزيد من الاختفاء عن الأنظار.. ففى التواجد فرص كبيرة للتأكيد على موهبتها وعلى احقيتها فى ان تتبوأ المكانة المرموقة التى تستحقها، وهو ما شعرت به بل وتأكدت منه خاصة بعد تكريمها فى حفل افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة تقديراً لمشوارها الفنى بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والسفيرة ميرفت التلاوى رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان واللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان.
لقد شاهدت منة شلبى فى هذا التكريم وقد تحولت بالفعل الى فنانة ناضجة استطاعت بمجهودها الفردى وذكائها الفنى أن تحجز لنفسها مكاناً متميزاً فى قطار النجومية السريع وهو ما لمسته بوضوح فى حضورها و"طلتها" البسيطة وسط الاجواء الاحتفالية فى تلك الندوة التى نظمتها لها ادارة المهرجان بمناسبة تكريمها فقد تحدثت منه شلبى بتلقائية شديدة وبشكل عفوى تحسد عليه فجاء حديثها صادقاً ونابعاً من القلب فدخل القلوب وأحس بها الجمهور وتفاعل معها وعلى وجه الخصوص وهى تتحدث عن علاقتها بالفن بقولها إنه خصم من حياتها العاطفية باعتبارها فتاة شابة لأنها حرمت من أن تجد الشخص الذى يقدر اهتمامها الشديد بفنها ولم يتوقف صدق منة شلبى فى حديثها أمام جمهورها عند هذا الحد وحسب بل تتجلى قدرتها على كسب تعاطف الجمهور فى قولها أنه على الرغم من ذلك فإن الفن أضاف لحياتها العامة الكثير والكثير خاصة فيما يتعلق بحب واحترام وتقدير الجمهور لها.
نحن بالفعل أمام نجمة عاقلة ومتزنة فقد كانت وماتزال تتعامل مع الأشياء المحيطة بها بمنطق بنت البلد " الجدعة" التى ركزت على نفسها وعلى فنها فاستطاعت ان تصبح متميزة وسط بنات وأبناء جيلها وأن تكون نجمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لقد أحسنت منه شلبى بقولها أن قيمة الدور واهميته ليست فى حجمه او المساحة الكبيرة التى يحتلها هذا الفنان أو ذاك فى العمل وانما الاهمية الحقيقية لأى دور تكمن فى قدرة الفنان الحقيقى على تقديم نفسه لجمهوره بصدق وببراعة تمنح الدور قيمة مضافة تجعله يحظى بقبول المشاهد حتى وإن كان هذا الدور صغيراً ولا يستغرق سوى بضع دقائق .
لقد اجبرت منة شلبى جميع من شاهدها وهى تتحدث فى ندوة تكريمها بمهرجان اسوان الدولى لسينما المرأة على احترامها والتأكيد على أنها تتربع على عرش النجومية وأنها تسير فى هذا المجال وفق خطط مدروسة بعناية فائقة خاصة أنها تضع لنفسها اولويات حتى لا "تحرق" نفسها كفنانة وحتى لا تفسد بهجة ظهورها من حين لأخر سواء فى السينما أو دراما الشاشة الصغيرة او حتى الظهور فى ندوة عامة أمام جمهورها ومحبيها.
تلك الصورة الرائعة وحالة البهجة التى خلقتها منة شلبى فى ندوة تكريمها فى المهرجان تدفعنى للقول بأننا احوج ما نكون الان الى تلك النوعية من النجمات خاصة أن الساحة الفنية تعيش حالة من الركود الفنى قد يترتب عنها تراجع شديد فى الفن المصرى حيث أننا سئمنا من نفس الوجوه القديمة التى تتصدر المشهد فالغالبية العظمى من النجوم القدامى لم يعد الزمان زمانهم ولا المكان مكانهم مما يتطلب وبشكل عاجل ضخ نجوم جدد من أمثال منة شلبى التى اراها تتميز بخلطة سرية تكمن بداخلها ما يؤهلها لتلك المكانة التى وصلت اليها الآن.
والحق يقال فإن منة شلبى لم تكن فى يوم من الأيام بعيدة عن حياة النجوم ودنيا النجومية فقد ولدت وسط عائلة فنية حيث أن والدتها هي الممثلة زيزي مصطفى لذا فإن منة شلبى التى شاهدتها على هذا النحو من التعقل والاتزان تستحق منا أن نهيئ لها مناخاً صحياً يدفعها لأن تستكمل الطريق الذى بدأته والذى سوف تصل من خلاله وبكل تأكيد لأن تتربع على عرش النجومية التى تستحقها لانها بالفعل استطاعت فى وقت قصير أن تحمل لقب "نجمة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.