رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل فكرت إسرائيل في ضرب مصر نوويًا في حرب أكتوبر؟

جريدة الدستور

كشفت صحيفة إسرائيلية عن وثائق سرية بخط اليد، بعد مرور عشرات السنين على كتابتها، تتضمن هذه الوثائق نشأة البرنامج النووي الإسرائيلي وتأثيره على وضع الدولة وجيرانها، لا سيما مصر، وأشارت إلى وقت كان من المحتمل فيه استخدام القنبلة الذرية في حرب 1973.

وحصلت على 100 وثيقة مختلفة، بما في ذلك قصاصات ورقية ومذكرات ومسودات بخط اليد، بشأن أكثر الاجتماعات سرية في تاريخ إسرائيل النووي، وفق ما ذكرته صحيفة "هآرتس".
وكتبت الوثائق بخط يسرائيل غاليلي، الذي كان يشغل وزيرا دون حقيبة ومستشارا مقربا لرئيسي الوزراء ليفي إشكول وجولدا مائير، فيما تناولت مسودات أخرى كتابات بأيادي كبار القادة العسكريين.

وتطرقت العديد من الفقرات في هذه الوثائق إلى اجتماعات سرية عقدت خلال عامي 1962 و1963، جرت فيها مناقشة مستقبل المشروع النووي وتأثيره على جيران إسرائيل، وخاصة مصر.

أما ما يجعل هذه الوثائق غاية في الأهمية، أنه لم يكن لتلك الاجتماعات محاضر رسمية حفاظا على سريتها.

وبحسب ما ذكرته هذه الوثائق، فقد دار جدل بين المسئولين الإسرائيليين بشأن تاريخ تشغيل مفاعل ديمونا، وكيفية إخفاء المشروع النووي عن المفتشين الأجانب، والأموال التي يتعين توفيرها لهذه المشروع الضخم.

وكان القلق يساور المسئولين بشأن تسرب معلومات عن المشروع الذي جرى تشغيله سرا عام 1958، بعيدا عن علم الحكومة والكنيست بفضل اعتماده على التمويل من مصادر أجنبية.

الغموض النووي
وكانت الظروف المحيطة بالمشروع النووي بالغة الحساسية، فالاستمرار فيه يتطلب موارد مالية ضخمة، كما أن أي تطور نووي سينجم عنه تداعيات على اندماج إسرائيل في شبكة العلاقات الدولية خلال الحرب الباردة.

ومن جهة أخرى، فإن مواصلة البرنامج النووي الإسرائيلي سيدفع بلدانا أخرى في المنطقة، خاصة مصر، إلى تطوير برنامجها النووي.

وقال كل من أرنان أزارياهو، الذراع الأيمن لغاليلي والقائد العسكري إيغال آلون، بعد عدة سنوات، إن هذه الاجتماعات خرجت بأكثر القرارات أهمية في تاريخ إسرائيل، عندما تم الاستقرار في نهاية الأمر على اعتماد سياسة الغموض النووي، وذلك عكس ما طرحه "ديان - بيريز" بشأن الإعلان عن قدرات إسرائيل وتحويل معظم ميزانية الدفاع إلى مفاعل ديمونا.

وكانت سياسة الغموض النووي توفر ميزة كبيرة لإسرائيل، فقد قللت من دافع الدول المجاورة للشروع في المسار النووي، كما وفرت على إسرائيل اتخاذ خطوات كانت شائعة آنذاك من أجل إعلانها دولة نووية، مثل الإفصاح عن قدراتها النووية وإجراء اختبارات وتفعيل السلاح النووي.

وكان من شأن هذه الإجراءات أن تفسد الجهود الدولية التي كانت تقودها الولايات المتحدة ضد الانتشار النووي.