رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تصالح مع القتلة والخونة


صباح الخير يا حمزة .. صباح الخير يا كوكى.. ازيك يا ساشا، رشا بتقول انك تعبانة ولا تأكلين شيئا، أنا أعرف يا ساشا سر تعبك أنى لم ترينى منذ أكثر من أسبوعين، لذا ساءت حالتك النفسية ولم تتناولى شيئا من الطعام لأنك تعرفين مدى حبى لكى وأننى سأحضر سريعا كى أراك وأطمئن عليك أليس كذلك يا قطتى؟

ها قد حضرت اليوم رغم انشغالى بالعديد من القضايا لأنكم وحشتونى جميعا.. ازيك يا ليلى.. ازيك يا يارا سلامتك يا يارا، أعرف أنك كنت مريضة ولم أستطع الحضور لأراكى ولكننى كنت أطمئن عليك من والدتك.. اعذرونى يا بناتى ويا حفيداتى ويا حفيدى نحن نمر الآن بمرحلة انتقالية بها تحديات كبيرة ضد الخلايا الإرهابية فى سيناء التى تريد تدمير أمن بلادنا على الحدود وتقتل كل يوم جنودنا وتعتدى على المنشآت العسكرية وأقسام الشرطة بل والمواطنين الأبرياء من أبناء الوطن فى رفح والشيخ زويد والعريش.

والشعب المصرى يقف وراء الجيش الوطنى ويسانده ويدعمه فى تطهير سيناء من هذه البؤر الإرهابية والتى ترعرعت ونمت فى ظل نظام الرئيس المخلوع الذى اعتبرها هو والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين الذراع المسلحة يستخدمها لإرهاب الوطن والمواطنين لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب دم الشعب المصرى وأرض مصر وحدود مصر وأمن مصر، إنها تهمة الخيانة العظمى التى يجب أن توجه إلى الرئيس المعزول.

وتحديات أخرى من الدول التى تبنى مصالحها على الاعتماد على هذه الأنظمة الاستبدادية والإرهابية ومنها أمريكا وتركيا بل ودول أوروبية تسير على خطى أمريكا ويهمها استمرار النظام المعزول لتحقيق مصالحها.

وإذا انتقلنا إلى الداخل يا حمزة نجد أننا أمام عصابة تتاجر بالدين والوطن والشعب عصابة تحرض هى والجماعات الإسلامية المتشددة والمتطرفة، تحرض على قتل أبناء الشعب المصرى وتحرض على العنف وتعتصم فى الميادين وتقوم بمسيرات تقول إنها سلمية ثم نجد من يحملون الأسلحة النارية والخرطوش والأسلحة البيضاء من سنج ومطاوى وزجاجات المولوتوف للاعتداء على المنشآت العسكرية والاعتداء على أبناء الوطن - أى سلمية هذه التى يتحدثون عنها؟ جماعة الإخوان المسلمين يا حمزة لا وطن لها فقيادات هذه الجماعة فى حزب الحرية والعدالة والتنظيم الدولى لم تتورع عن النداءات المستمرة باستدعاء التدخل الأجنبى من حلف الناتو والقوات الدولية والقيادات الإرهابية فى تنظيم «حماس» من أجل حماية مشروعهم ورئيسهم المعزول.

أليست هذه هى الخيانة العظمى؟ هذه التنظيمات المسلحة لابد من حلها وفقا للقانون الذى لا يسمح بقيام تنظيمات لها ميليشيات مسلحة أو قيام أحزاب على أساس دينى طائفى يحرض على الفتنة والقتل ويصف أبناء الوطن كل يوم من على منصة رابعة العدوية بأنهم كفرة وصليبيون ويهدر دمهم، إن وجودهم فى الشارع معناه مزيد من سفك الدماء ومزيد من التخريب وقطع الطرق ألا يعرف هؤلاء المتأسلمون أن الحديث الشريف يقول «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، أى أن من يجعل الطريق آمنا ولا يسبب أذى للناس أو ضررا يجازيه الله خيرا، ولإعادة الأمن والأمان للشارع المصرى لابد من سرعة إلقاء القبض على كل من خالف القانون وإيداعه السجن ومحاكمته بالقانون.

فالتحريض على الفتنة والقتل والعنف وسفك الدماء جريمة يعاقب عليها القانون، إننا لا نتكلم عن اعتقالات أو محاكمات استثنائية ولكننا نتكلم عن تطبيق القانون على كل مجرم وقاتل وسفاح وخائن، هل تعرفين يا ليلى أن هؤلاء الذين يفتقدون لمبادئ الرجولة والشهامة، هؤلاء لا يتورعون عن الزج بالنساء فى مقدمة المسيرات هم والأطفال وهم يعلمون أنهم معرضون للخطر، إن فى هذا الفعل الخسة والندالة، تجلس القيادات مختبئة وسط المعتصمين وتحرض على العنف والقتل كل يوم ولا يهمهم مصير هؤلاء المعتصمين، القيادات مختبئة كالفئران وسط النساء والأطفال هل هذا من سمات الإسلام؟!

لابد من محاكمة كل المجرمين، لابد من القصاص العادل من كل القتلة منذ حادث كنيسة القديسين فى 31 ديسمبر 2011 وحتى الآن لا مصالحة بين أبناء الوطن قبل القصاص، لا قصاص دون محاكمة.

لابد من تطبيق قانون العدالة الانتقالية بالمحاكمات العاجلة، لابد من حل الجماعات والأحزاب الدينية التى تحرض على العنف والفتن والقتل ولها أجنحة مسلحة بعدها يجلس أبناء الوطن بكل خيوط نسيجه للحوار بمسلميه ومسيحييه وتياراته السياسية والفكرية، الحوار لبناء الوطن ولابد من أن يأخذ الأزهر دوره فى نشر صحيح الدين الإسلامى المعتدل المتسامح حتى لا يقع فرد من أبناء الوطن فريسة للمتشددين المتطرفين الذين يلقون أبناء الوطن إلى التهلكة باسم الدين، يأخذ الأزهر الشريف دوره ومعه كل أجهزة الدولة من الإعلام والتعليم ودور الثقافة فى نشر قيم التسامح والتصالح والمحبة.

إن ما حدث خلال سنة حكمت فيها جماعة الإخوان المسلمين مصر كان كفيلا بالكشف عن عورات وسوءات هذه الجماعة بالكشف عن أخذها للدين ستاراً لتحقيق المصلحة الخاصة فى الاستيلاء على الوطن وثرواته واقتسامها مع أعضاء التنظيم الدولى للإخوان المسلمين تحت زعم الخلافة الإسلامية.

إن ما حدث خلال سنة كشف عن فشل قيادات هذه الجماعة فى إدارة شئون البلاد فشلاً ذريعاً جعل الشعب المصرى بجميع طوائفه «عدا تيار الإسلام السياسى المؤيد لهم» ينتفض فى 30 يونيو لاستكمال ثورة 25 يناير وبداية تحقيق ما تمناه الشعب من دستور جديد لكل المصريين، ثم انتخابات برلمانية تليها انتخابات رئاسية لتحقيق مجتمع الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

■ ناشطة سياسية