رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميراث ثورة 19 بين الانقطاع والتواصل في مائدة حوارية لأدباء مصر

جريدة الدستور

أقيمت المائدة المستديرة الأولى لمناقشة ميراث ثورة 1919 بين الانقطاع والتواصل، والتي شارك فيها الدكتور شريف محمود، وأدارها ناصر دويدار، في إطار فعاليات الدورة الثالثة والثلاثون للمؤتمر العام لادباء مصر بعنوان "المنتج الثقافي بين حرية الابداع واقتصاديات الصناعة دورة المفكر الاقتصادي، طلعت باشا حرب"، والذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بمحافظة مرسي مطروح، برئاسة الدكتور مصطفى الفقي، ويتولي امانته الشاعر محمد عزيز.

وفي مناقشته أشار الدكتور شريف محمود إلى أن كل الثورات التي قامت في مصر مراحل جنينية لثورة لم تكتمل قياسا للثورات التأسيسية مثل الثورة الفرنسية والإنجليزية والروسية، ومن خلال مشهد ثورة 19 ومذكرات سعد زغلول يشير الدكتور شريف إلى أن القوي الثورية لم تستطع بلورة قيادة تعبر عن طموحها الثوري.

والنتيجة التي أثمرت عنها ثورة 1919 إنتاج دستور 36 مؤكدًا أن هناك فارق شاسع مابين الجماهير والشريحة التي استطاعت الاستفادة من هذا المشهد الثوري بل بلورت قيادة برجوازية تمثلت في الزعيم سعد زغلول باشا الذي كان يعرف باعتداله السياسي قبل ثورة 19 ويعبر عن طبقته البرجوازية وحتى مع ارتفاع المد الثوري لم يخرج بمطالبه عن الطوق البرجوازي ويتبدي هذا في مشروع الاستقلال عام 1917 الذي سلم للجانب البريطاني تواجده في منطقة القناة ومعاهدة دفاعية تسمح لبريطانيا الدفاع عن مصر في حالة حدوث اعتداء عليها، أما عن الملمح الثاني لثورة 19 فهو تحول البرجوازية الزراعية إلى صناعية والتي كانت نواة لنشأة بنك مصر، وأشار إلى إشكالية الشخصنة والحزبية المتسببة في إجهاض الثورات.

وفي كلمته، أشار الدكتور سيد الإمام إلى التأثير الخطير في العقلية العربية المنتمية للإسلام وإحداث الفراغ البنيوي داخل العقل العربي بعد إسقاط الخلافة العثمانية رسميا بعد إعلان كمال أتاتورك رسميا إنهاء الخلافة، كما عبر صلاح نعمان بنادي أدب الإسماعيلية عن وجود أزمة في كتابة التاريخ وطالب بضرورة وجود منظومة عادلة لمراجعة كتابة التاريخ المصري، كما طرح تساؤلا حول غياب كل تلك الحقائق عن المناهج التعليمية.

وأكد الدكتور شريف أن لكتابة التاريخ بطريقة فيها قدر كبير من المصداقية لابد من البعد عن مناطق الخلاف.

عقّب ناصر دويدار مؤكدًا أنه لدراسة تاريخ أمة لا بدّ من دراسة فنونها فثورة 52 جاءت بمشروع ثقافي في القوي الناعمة المتمثلة في الثقافة والفنون.

وأشار الدكتور شريف إلى أن عدم إتاحة الوثائق للباحثين في التاريخ من أهم الأسباب لعدم توافر عنصر كتابة التاريخ بمصداقية.