رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إيوارت".. قصة أمريكي خلد حبه لمصر بقاعة تاريخية في الجامعة الأمريكية

جريدة الدستور

تُعد قاعة إيوارت التذكارية «Ewart Memorial Hall» الواقعة في الجانب الشمالي للحرم الجامعي الرئيسي بالجامعة الأمريكية في محيط ميدان التحرير في القاهرة، أحد المنابر الفنية التاريخية الضاربة بعمق في تاريخ الفن المصري، إذ تضم قاعة تذكارية ومسرح كبير وقف فوق خشبته التاريخية مبدعين كُثر علي رأسهم سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم.

يقع في مواجهة قاعة إيوارت التذكارية في مطلع شارع الشيخ ريحان مبني المجمع العلمي المصري، هو المبنى المصري الأعرق من ناحية المؤسسات العلمية؛ إذ مر على إنشائه أكثر من مائتي عام، في مطلع شارع القصر العيني.

وتعود قصة بناء قاعة إيوارت التذكارية إلي ما قبل العام 1925، آنذاك كان يزور القاهرة في رحلة علاجية رجل أعمال وعالم مخترع أمريكي يدعي «ويليام دانا إيوارت»، وتأثر بالمعالم التاريخية والعادات والتقاليد والمناخ المصري وما له من أثر طيب علي الحالة المزاجية للزائرين الأجانب، فحمل انطباعته وعاد بها إلى وطنه يحكي عن القاهرة وجمالها الخلاب للأبناء والأحفاد، وعندما رحل الأمريكي الثري، قررت حفيدته أن تهب الجامعة الأمريكية في القاهرة في العام 1925، 100 ألف دولار أمريكي، وطلبت أن يُشيد بهذا المبلغ قاعة تتبع حرم الجامعة تحمل اسم جدها الراحل «ويليام إيوارت»، وقد كان.

كان مبلغ الـ 100 ألف دولار آنذاك كفيل أن يشيد قصور في أكثر المواقع تميزًا في مصر، لذا كان اختيار المهندس المعماري الذي قام بتنفيذ القاعة يتم بعناية فائقة، ولقد وفع الاختيار على المهندس المعماري البريطاني الشهير «إريستون سانت جون دايامانت»-Ariston St. John Diamant-، ومن أشهر أعماله في مصر مكاتب وغرف سافوي من شارع قصر النيل، مبني البنك الزراعي، عمارة شركة جريشام للتأمين من ميدان سليمان باشا، القاعة الشرقية فى الجامعة الأميركية فى القاهرة، مبنى بنك باركليز، ومباني حي الموسكى.

جمعت قاعة إيوارت التذكارية «Ewart Memorial Hall»، في تصميمها المعماري بين طقوس معمارية عدة، عُرفت بالطراز المملوكي الجديد، الذي يظهر أساليب وتقنيات البناء الحديثة والزخارف الشرقية التقليدية، وتميزت القاعة باتساع صحنها وشُيدت علي دورين لتتسع لاستقبال ألف زائر.

وأكتسبت قاعة «ويليام إيوارت» شهرتها العالمية من شهرة ضيوفها التي استضافتهم على مدار سنوات حتي تسعيينات القرن الماضي، وكان أبرز الشخصيات العالمية والمحلية الذين ارتبط اسمهم بالقاعة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، إذ قدمت العديد من الحفلات كل شهر علي مسرح قاعة «ويليام إيوارت»، ويليها كل من عميد الأدب العربي طه حسين، والأديب والمفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد، والأديبة الأمريكية هيلين كيلر، والفيلسوف الأمريكي ناعوم تشومسكى، والحائزين على جائزة نوبل نجيب محفوظ، وجيمى كارتر، وكوفى عنان، وآل جور، وأحمد زويل، بالإضافة إلى كونداليزا رايز، وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاُ، وهيلارى كلينتون، وشخصيات أخرى.