رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علا شاهين: «السوشيال ميديا» تصيب بـ«الانعزال والاكتئاب»

علا شاهين
علا شاهين

- أستاذة الطب النفسى تساءلت: كيف نمنح طفلًا أقل من ٥ سنوات «موبايل»؟
- التبول اللا إرادى أهم أعراض الأمراض النفسية للأطفال
- السخرية من اضطرابات النمو تزيد الحالة سوءًا

قالت الدكتورة علا شاهين، أستاذ الطب النفسى للأطفال بكلية طب قصر العينى، إن كثيرًا من الأطفال يعانون الأمراض النفسية، كاشفة عن أنه جارٍ إعداد قواعد بيانات دقيقة حول نسبها أو طبيعة أعراضها. وأضافت، فى حوار مع «الدستور»، أنه يمكن لمعظم الأهالى تشخيص إصابة أطفالهم بأمراض نفسية عبر تحليل التغيرات المفاجئة فى السلوك والنمو والمهارات الاجتماعية، كما يمكنهم أيضًا التعرف عليها عبر ملاحظة الاختلالات الجسمانية التى تظهر عادة عند الأطفال المضطربين، مثل الصداع والقىء والتبول اللا إرادى.

■ ما السبب وراء عدم انتشار العلاج النفسى للأطفال فى مجتمعنا؟
- السبب فى ذلك هو قلة الوعى، بالإضافة إلى عدم قدرة الأهل على تشخيص الأمراض النفسية لأطفالهم. وللأسف لا يوجد مسح قومى قوى على الأرض لمعدلات الأمراض النفسية بين الأطفال، لكن بعض الجهات تعمل حاليًا على وضع قاعدة بيانات شاملة، تمهيدًا للتعرف على النسب الحقيقية فى مجتمعنا التى أعتقد أنها كبيرة.
■ كيف يمكن للأهل التعرف على أعراض المرض النفسى عند أطفالهم؟
- عادة ما يواجه الطفل الذى يعانى الضغوط بعض الاضطرابات النفسية، مثل الخوف، والقلق، والاكتئاب، والفزع، والشعور بالنقص، والغيرة والحقد، والخجل، والاستغراق فى أحلام اليقظة، والشعور بالذنب والانعزال.
والأمراض النفسية عند الأطفال كثيرًا ما تظهر على هيئة أعراض جسمانية، مثل المغص والصداع والقىء والصراخ المستمر، وغيرها من الأعراض التى تظهر مثلًا عند ذهابهم إلى المدرسة فى اليوم الأول، لكونها تجربة جديدة عليهم.
وهناك اضطرابات واضحة تشير إلى وجود معاناة نفسية عند الطفل، مثل فقدان الشهية والاضطرابات المعوية واضطرابات الإخراج والتبول اللا إرادى واضطرابات الحواس والوظائف الحركية والكلام، كما يحدث فى حالات تأخر الكلام والتلعثم والثأثأة، هذا بالإضافة إلى ظهور النزعات العصبية، مثل قضم الأظافر ومص الإصبع وغيرهما.
■ متى يجب على الأهل استشارة الطبيب النفسى بشأن الطفل؟
- عند ملاحظة مشكلات سلوكية، أو تراجع فى علامات النمو مثل الكلام، أو ظهور مشكلات فى الذاكرة، أو تراجع المهارات الكتابية والإملائية، أو تغير العادات والسلوكيات المعتادة عند الطفل، يجب استشارة طبيب نفسى، خاصة إذا ترافقت مع ظهور الأعراض الجسمانية السابق ذكرها.
■ ما أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بين الأطفال فى مصر؟
- الاضطرابات المرتبطة بالنمو التى تظهر على هيئة بطء أو فرط فى الحركة، ما يجعله يعانى مشكلات فى التعلم نظرًا لتأثير الاضطراب على انتباه الطفل ونشاطه. ومن المعتاد أن يتسبب هذا الخلل فى حالة من الإزعاج للأهل، ما يدفعهم لمعاقبة أطفالهم أو إهانتهم أو السخرية منهم، ما يزيد من أوضاعهم سوءًا.
كما يعد التبول اللا إرادى أحد أشهر الاضطرابات النفسية لدى الأطفال، وهو عبارة عن افتقاد الطفل قدرته على التحكم فى الإخراج، وإن كانت بعض حالاته غير نفسية لكونها ترجع إلى اعتياد الأمهات أن يرتدى أطفالهن الحفّاضات حتى سن كبيرة، ما يجعلهم يعتادون الإخراج بمجرد الحاجة إليه دون التحكم فى الأمر.
■ ما الأضرار النفسية الناجمة عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعى؟
- قديمًا قبل هذه الطفرة التكنولوجية، كان التواصل عند الأطفال موجهًا بالكامل نحو الأسرة، ما يساعد فى اندماجهم مع المجتمع، ويقلل من فرص الإصابة بالأمراض النفسية، لكننا نشهد فى الوضع الحالى وجود فجوة كبيرة فى التواصل، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة. وهذه الفجوة تظهر عند الأطفال على هيئة «تلعثم» و«انعزال» وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين وبعض الأعراض الاكتئابية، كما أن المواقع تتسبب فى حالة من الصراع الاجتماعى بسبب تعرف الطفل على ثقافات وتقاليد وعادات مخالفة لواقعه المحيط.
■ كيف يمكن علاج ذلك؟
- الحل فى الوقاية أولًا، فليس من الطبيعى أبدًا منح طفل لم يتجاوز عمره ٥ سنوات جهازًا إلكترونيًا بهدف التواصل الاجتماعى، فعلى الأسر أن تعى أولًا خطورة فقدانها التواصل مع طفلها فى مراحل عمره الأولى. كما أن إدمان المواقع يشبه إدمان المواد المخدرة، ويحتاج علاجه إلى تعديل شامل فى السلوك، لكن يمكن الوقاية منه عبر ملء الفراغ عند الطفل بهوايات ورياضات وأشياء أخرى مفيدة.
■ هل يمكن لهذا الإدمان أن يؤثر على الأطفال فى سن أكبر؟
- المواقع والألعاب الإلكترونية مسئولة بشكل كبير عن زيادة محاولات الانتحار لدى الأطفال فى سن المراهقة، وهو ما عرفناه مثلًا أثناء النقاشات التى دارت حول ألعاب مثل «الحوت الأزرق» و«مومو» وغيرهما.
■ ماذا عن مرض التوحد؟
- التوحد هو أحد الأمراض النفسية التى يعانى منها الأطفال فى سن صغيرة، وهذا المرض بدأت معدلاته فى الازدياد مؤخرًا، وأصبحت تظهر بشكل واضح فى سن ٣ سنوات، على هيئة اضطرابات فى النمو والسلوك.