رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فى يومها العالمى".. القصة الكاملة لاكتشاف القهوة وانتشارها

فنجان قهوة
فنجان قهوة

"يا قهوة تذهب هم الفتى.. أنت لحاوى العلم نعم المراد" بهذه الكلمات تغزال الشاعر جعفر الخرسان في مشروب "لقهوة"، ذاك المشروب الذي حاز على إعجاب الكثير من الناس منذ قرون، ولازال الكثير يذوب في عشقه، وفي يومها العالمي الذي يوافق 29 سبتمبر من كل عام، يحتفل الناس بهذا المشروب فى جميع أنحاء العالم، ويتم استغلال هذا اليوم للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة، وزيادة الوعى حول مشاكل مزارعى البن، بالإضافة إلى تقديم العديد من شركات القهوة أكواب مجانية ومخفضة للمشروب العالمي.

وعن تاريخها قال الباحث حسام شاكر المنسق الإعلامي لجامعة الأزهر: "أن هناك أقوال تذهب إلى أن مكتشفها هم أٌناس من قاطني أرض الحبشة، فقد لاحظو وجود شجرة لا يستخدمها الناس، فقدموها للماعز كغذاء، لكنهم لاحظو أنّ الماعز أصبحت شديدةَ النشاط ولم تنم الليل بعد الأكل من شجرة البن، وبالفعل وبعدَ مُلاحَظته ثأثيرها، قامو بصنع شراب منها، ومن هنا بدأت في الانتشار.

وفي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي سافر جمال الدين الذبحاني من اليمن إلى الحبشة، وتعرف على مشروب القهوة، وارتاحت لها نفسه، وبعد عودته أصيب بمرض جعله يتذكر مشروب القهوة، فقام بشربها فشفي، فقام بصناعتها وسقيها لأهل بيته، ومن ثم قامت بالانتشار في اليمن والجزيرة العربية وكان أول من أدخل هذا المشروب إلى الجزيرة العربية.

وفي مصر حملهٌ الطلاب اليمنيون الذين كانوا يتعلمون في الأزهر معهم، وبدأ يشربو منه مع زملائهم المصريين، حتى انتشر بينهم، وكانوا ينظمون جلسات خاصة لشربها، تشبة جلسات شرب الخمر، مما حدث نوع من الشبهة والريبة، وخاصة عندما أشيع أنها تؤثر على العقل، وذهب البعض إلى تحريمها، وفى عام ١٥٧٢ قام أحد فقهاء المذهب الشافعى ويدعى أحمد بن عبد الحق السنباطى بالإفتاء بتحريمها، فقامت ردود فعل سلبية من الشعب، وعارضها تجار البن، وحدث على إثرها أزمة كبيرة، حيث حدثت مشدات بين مؤيدى رأي الشيخ والتجار، مات على إثرها واحدًا من الرافضين لفتوى تحريم القهوة، فحاصر التجار ومؤيديهم المسجد وبداخله الشيخ وتلاميذه، وفي المساء جلبوا "البطاطين" وصنعوا بها خيم كبيرة بأعمدة خشبية أشبة بالسرادق ووزعوا مشروب القهوة بدون سكر على المعتصمين، فقيل أتخذت منهم هذة العادة في شرب القهوة السادة في المناسبات الحزينة، لاسيما في العزاء.

ووصل الأمر إلى السلطان العثماني، فطلب من أحد الفقهاء إعادة النظر في حرمة الخمر، فجلب مجموعة من الطلاب وأسقاهم القهوة فلم يلحظ أي تغير حدث لهم ولم تذهب عقولهم فأفتي بجواز شربها.

وأما عن صناعتها قال "محمد أبو السعود" أحد العاملين في مجال تجهيز القهوة بأحد المطاحن، أن البن يختلف طرق تجهيزه بإختلاف انواعه، ويعتبر البن اليمني هو "ملك البن" على حد وصفه، حيث أن تم خلطة بأي أنواع أخري فيكون هو الغالب في رائحته ومذاقه، أما البن الأندونيسي هو المنتشر لرخص ثمنه، والبن الأصلي هو الإثيوبي والبرازيلي واليمني والكولومبي والأندونيسي والفيتنامي، وما دون ذلك يكون مصتنع أي مزروع بواسطته "الصوب الزجاجية".

وعن مراحل صناعته أضاف أبو السعود: "يتم إستيراد البن أخضر ومن ثم يتم تحميصه ويتحكم في درجة "الغمقان" حسب درجة حرارة التحميص، ثم مرحلة الطحن، والمرحلة الأخيرة وهي غير أساسية التحويج، ويتم تحويجة باستخدام العديد من البهارات أبرزها حبهان، قرنفل، جوز الطيب، وورد.

البن العربي يختلف بأنه لا يحمص إلا بشكل ضئيل، ورغم ذلك فهو غير مضر للصحة بالدرجة الكبيرة كالبن العادي.