رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحش آخر العمر.. دراسة: القراءة والرياضة تقللان فرص الإصابة بـ«ألزهايمر»

جريدة الدستور

ذكرت دراسة أعدتها جامعة كامبريدج البريطانية أن ممارسة الرياضة والهوايات فى منتصف العمر من الممكن أن تساعد على تقليل فرص الإصابة بألزهايمر فى الشيخوخة، حيث يؤدى المجهود الذى يبذل فيها إلى تقوية الذاكرة الاجتماعية داخل خلايا المخ، إلى جانب الحفاظ على القدرات العقلية والذهنية.
أكد علماء كامبريدج أن نتائج تلك الدراسة من الممكن أن تنقذ ملايين البشر من ذلك المرض اللعين، حيث تبين أن القراءة ولعب الرياضة لهما قدرة هائلة على الحفاظ على قوة الدماغ، مشيرين إلى أن ذلك الاكتشاف ستكون له آثار ضخمة على منظومة العلاجات النفسية والعقلية.
وأوضحت الدراسة أن هناك خطأ فى الفهم الطبى لمرض ألزهايمر، بسبب اعتبار حدوثه أمرًا طبيعيًا فى مرحلة الشيخوخة، مشيرة إلى أن الإصابة بالمرض ليست أمرًا مسلمًا به، وإنما مجرد احتمال يحدث فى المراحل المتقدمة من العمر.
وتابعت: «على الرغم من أنه مرض لا شفاء منه، فإن هناك علاجات قد تحسّن جودة حياة من يعانونه، ويعتقد الخبراء أن ظاهرة الاحتياطى المعرفى يتم تعزيزها فى الدماغ خلال فترة الشباب، وأن ممارسة الهوايات فى منتصف العمر قد تساعد على تجنب الخرف فى سنوات آخر العمر».
وأشارت الدراسة إلى أن أنشطة مثل القراءة وممارسة الرياضة والتواصل المجتمعى تسهم بقوة فى الحفاظ على درجات اليقظة والإدراك فى الشيخوخة، لأنها تضيف مخزونًا من التفاعلات والذكريات داخل خلايا المخ.
وذكرت صحيفة «الديلى ميل»، البريطانية، أن دراسة جامعة كامبريدج لها آثار هائلة على الخدمات الصحية حول العالم، التى تواجه تكاليف باهظة لرعاية الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل ألزهايمر.
وأردفت: «يرى العلماء أن العقول تصبح أصغر كلما تقدمنا فى العمر، ولكن بعض الناس قادرون على الحفاظ على ذاكرتهم وذكائهم كلما تقدموا فى السن، ويعتقد الخبراء الآن أن هذه المرونة- التى يطلق عليها اسم الاحتياطى المعرفى- يتم تعزيزها باستخدام الدماغ قدر المستطاع خلال فترة الشباب».
وحسب الصحيفة، فقد أظهرت الدراسات أن الذين لديهم معدل ذكاء أعلى، والذين قضوا فترة أطول فى التعليم، أو الذين لديهم مهن تستوجب إعمال العقل، لديهم مخاطر أقل فى حدوث الخرف، بفضل العوامل التى تنميها ظاهرة الاحتياطى المعرفى.
وخلال التجارب العملية، أجرى الباحثون استبيانًا على المصابين بالمرض، حول ما إذا كانوا يمارسون الرياضات فى شبابهم أم لا، الأمر الذى من شأنه تعزيز «الاحتياطى المعرفى» لديهم.
وأجرى الباحثون فحصًا دماغيًا على نحو ٢٠٥ أشخاص متطوعين، أعمارهم ما بين ٦٦ و٨٨ عامًا، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسى، وطلبوا منهم إجراء اختبارات الذكاء وإكمال استبيان حول هواياتهم، والأنشطة الفكرية والمادية والاجتماعية.
واكتشف الباحثون أن هذه الأنشطة فى منتصف العمر ساهمت فى تعزيز معدل الذكاء الذى استقر فى الشيخوخة، وكانت هذه الهوايات تمارس بخلاف المجهود الذى يُبذل خلال مراحل التعليم أو العمل المهنى، فيما وجد الباحثون أيضًا أن الذين لديهم درجات أعلى فى النشاط فى منتصف العمر، قد اكتسبوا ذلك عن طريق «الاحتياطى المعرفى» المتزايد لديهم، بما ساعدهم على الحفاظ على قدراتهم الفكرية على الرغم من انكماش المخ فى مراحل آخر العمر.
وقال الباحث الدكتور دينيس تشان: «الأشياء التى نقوم بها فى منتصف العمر يمكن أن تجعل الأدمغة أكثر قوة، وهذه هى الظاهرة المسماة بالاحتياطى المعرفى، ولا يوجد منهج واحد يناسب الجميع، لكن الثابت هو أن ما تفعله بين سن ٣٥ و٦٥ قد يقلل فرص التعرض لخطر الإصابة بالخرف بعد عمر الـ٦٥».
وذكر تشان: «نحن متحمسون جدًا لنتائجنا، ويمكن للجميع زيادة مستويات نشاطهم، فالأنشطة مثل الدردشة إلى جانب الزيارات العائلية أو القراءة مفيدة جدًا للعقل». وأضاف: «هذه الدراسة لها آثار هائلة على مرض ألزهايمر، حيث يمكن للأنشطة الطبيعية وغير المكلفة، فى وقت مبكر من العمر، أن تُبقى الناس بعيدًا عن المستشفيات فى وقت الشيخوخة».