رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. "صناعة الحناطير" تحارب الإندثار

جريدة الدستور

ورشة قديمة مرت عليها عقود كثيرة، جدران عتيقة، أرض يفترشها جلود وأخشاب مخصصة لصناعة الحنطور، وفى مقدمة المكان كلبين لحراسته من اللصوص، هى ميراث أبناء آل يزيد الوحيد.

تعتبر صناعة الحناطير من أقدم المهن التى عرفها قدماء المصريين، بمنطقة الجمبين، انحصرت المهنة على عدد من العائلات أبرزها آل مجاهد، وعائلة درويش، وآل يزيد.

"الدستور" زارت هذة الورش، وتحدثت مع عدد من المتخصصين الذين كشفوا أسرار المهنة وأسباب إندثارها.

يقول محمد أبو اليزيد، الذي ورث المهنة أبًا عن جد، إن صناعة الحناطير هى مصرية، موضحًا ان فكرة التصنيع تأتى من خلال أشكال العربات الحربية والملكية القديمة بالمتاحف.

تأتى فكرة العربة وشكل تصميمها قبل البدء في تنفيذها، من خلال تحديد فورمة معينة يطلبها الزبون ومن ثم يتم تحديد المقاسات ورسم التصميم والبدء فى التنفيذ، حسبما ذكر "محمد"، مؤكدًا على أن زبائه من أصحاب البزارات والعزب.

تنوعت أسماء عربات الحنطور بين الحربية والملكية، وبدأت من خلال المصريين القدماء، وتطورت لتصبح بأربع عجلات، إلا أن معظم التطورات التى دخلت على المهنة كانت غير مصرية، فهى تعتمد على الابتكار والشغل اليدوى حيث لا تدخل فى صناعتها آلات حديثة.

ويستكمل جمال أبو اليزيد،الذي استهوته المهنة منذ الصغر على يد والده وأخيه الكبرقائلا: عندما يتم طلب عمل عربة، نلجأ للمتاحف ويتم حفر صورة العربة فى أذهاننا بسبب منع التصوير فى المتحف، وعند الذهاب للورشة نبدأ التطبيق، لافتًا إلى أن أسعار العربات تتراوح بين 10 و15 ألف جنية.

وأضاف أن صنع "الكارتة" الخشب يستغرق ما يقرب من 40 يوما، بينما العربة الحديد يتم تنفيذها فى شهر، مُشيرًا إلى أن الإقبال على الشراء أصبح محدودا، إلا أنهم متمسكون بمهنة والدهم.

وحدد أهم العناصر التى تسببت فى إندثار المهنة وهى زيادة أسعار الخامات، قلة الأيدى العاملة، وندرة الزبائن، مُطالبًا بتدريس الحرفة فى المدارس الفنية.