رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالحكمة يبنى البيت «نداء عاجل»


بالحكمة يبنى البيت، وبالفهم يثبت، وبالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة ونفيسة. الرجل الحكيم فى عز وذو المعرفة متشدد القوة. من له الحكمة والفهم يشبه من يبنى بيته على الصخر ويزينه بالكنوز، فالحكيم لا يفتقر، والصورة الأخرى لرجل غير حكيم أو أحمق الذى يبنى بيتاً على الرمل، فقد يبنى البيت فى أيام قليلة ويزينه كقصر، لكنه لا يستطيع المحافظة عليه لأنه دون أساس، أى أن أساسه فاسد.

تلك هى الصورة التى رسمها الحكيم سليمان الملك بن داود.

النص يراد به طرح السؤال الآتى: أى نوع من البناء نريد أن نقيمه؟ والمبنى يقصد به المكان الدائم للإقامة المريحة والآمنة من جانب، والمظهر الخارجى الذى يتطلع إليه العابرون فيسرون به. والمبنى تحسب أساساته على قدر الارتفاع المطلوب، فكلما ارتفع المبنى زادت أعماق الأساسات التى لا يؤاها العابرون، وإنما يطلبها المالك والمقيم من المتخصصين فى العمارة وعلوم البناء، ومن الحسابات المطلوبة طبيعة التربة، فالتربة الصخرية غير التربة الرملية أو الطينية، كما يدخل فى حسابات التصميم المناخ السائد فى منطقة البناء، فالمناطق المهددة بالزلازل أو البراكين أو الأعاصير غير المناطق ذات المناخ الجاف نادر الأمطار وقليل الزوابع والتى لا تدخل فى حزام الزلازل أو البراكين.

ومع العلوم المتقدمة بنيت مبان شاهقة يطلق عليها ناطحات السحب فى مناطق معروفة بتعرضها لهزات أرضية وسرعة الرياح وقوة وحجم الأمطار وغير ذلك من تغيرات مناخية مما يستلزم استخدام خامات مقاومة للظروف البيئية والمناخية.

ومن أمثلة الأبنية إلى الحكمة المطلوبة فى مواجهة المواقف التغيرة والاحتياجات اللازم مواجهتها بالحكمة الضرورية، لهذا نقرأ بعض النصائح والنماذج الواجب اتباعها، فيقولون: قبل أن تنتقد مسئولاً عليك أن تسير فى حذائه ميلاً. وبهذا عندما توجه نقداً لمسئول تكون على بعد ميل منه ومعك حذاؤه.

والحكمة المطلوبة هى المهارة والفطنة والتعقل، فبهذه الأسلحة يستطيع المسئول مواجهة ناقديه وما يتعرض له من أزمات، وليس بالبلاغة الخطابية أو التهديد والوعيد، فكل هذا يخرج من دائرة الحكمة والقيادة الحكيمة، فالرجل أو المرأة يبنيان البيت على أعمدة الحكمة.

والسؤال الذى يمكن لقارئى أن يوجهه من أين تأتى الحكمة فى مواجهة الهجوم والادعاء، وقد يكون بعضها أو حتى جلها محض ادعاء وافتراء؟

نجد الإجابة عن هذا السؤال فى الأقوال الحكيمة