رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مونديال 2018: البرازيل تواصل الزحف والمكسيك تسعى لفك النحس

جريدة الدستور

يسعى المنتخب البرازيلي لكرة القدم إلى مواصلة زحفه نحو اللقب السادس في تاريخه عندما يخوض، يوم الاثنين، الدور ثمن النهائي لمونديال روسيا أمام منتخب المكسيك الطامح إلى فك نحس المباراة الرابعة في آخر ست مشاركات لها في كأس العالم.

وأنهى المنتخب البرازيلي الدور الأول بعرض جيد وفوز مقنع أمام صربيا بهدفين للاعب وسطها باولينيو وقطب دفاعها تياغو سيلفا، بعدما استهل البطولة بتعثر أمام سويسرا (1-1) وفوز بشق النفس على كوستاريكا (2-صفر) في الوقت بدل الضائع.

وتعول البرازيل كثيرا على "صحوة" نجمها "المدلل" نيمار الذي لم يظهر حتى الآن بالوجه المنتظر منه واكتفى بهدف وتمريرة حاسمة، والكثير من الدموع التي طرحت أكثر من علامة استفهام حول قدرة نجم باريس سان جرمان الفرنسي على رفع السيليساو نحو القمة واستعادة اللقب العالمي الغائب عن الخزائن منذ 2002، وخصوصا محو الخروج الكارثي من النسخة الأخيرة التي استضافها على أرضه بسقوط مذل أمام المانيا 1-7 في نصف النهائي، ثم أمام هولندا صفر-3 في مباراة المركز الثالث.

ويأمل البرازيليون في أن يسلك نجمهم ومنتخبهم طريق اللاعبين الكبار والمنتخبات ذات الخبرة في النهائيات والتي دائما ما تبرز في الأدوار الاقصائية.

فالإيطالي باولو روسي لم يهز الشباك في الدور الأول لمونديال 1982 قبل أن يقود منتخب بلاده إلى اللقب، ويتوج هدافا للبطولة مع ستة أهداف (بينها ثلاثية في مرمى البرازيل 3-2 في الدور الثاني)، وتوج بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في العام نفسه.

أما الارجنتيني دييجو مارادونا فاكتفى بهدف واحد في الدور الأول لمونديال 1986، قبل أن يتألق ويقود بلاده إلى لقبها الثاني في تاريخها، والأمر ذاته مع الفرنسي زين الدين زيدان الذي زرع الشك في بداية مونديال 1998 قبل أن يمنح فرنسا لقبها التاريخي الأول بثنائية في مرمى البرازيل (3-صفر) في النهائي.

ويعد نيمار أغلى لاعب في العالم، وغاب قبل النهائيات لثلاثة أشهر نتيجة خضوعه لعملية جراحية إثر كسر في مشط قدمه، يحاول الجميع تخفيفها عنه وفي مقدمهم مدربه تيتي الذي أشار إلى أن نجمه "في مرحلة التعافي ويحتاج إلى المزيد من الوقت ليستعيد مستواه السابق".

وشدد تيتي على أن نيمار "لاعب موهوب لكنه بعيد عن معاييره الاعتيادية، وإلا لم نكن لنراه يلعب بهذه الطريقة. هو في مرحلة التحسن. لا يجب أن نضع كامل المسؤولية على كتفيه".

ولحسن حظ البرازيل أن صفوفها مدججة بالنجوم واللاعبين القادرين على قلب نتيجة المباراة في أي وقت على غرار لاعب وسط برشلونة الإسباني فيليبي كوتينيو الذي سجل ثنائية وصنع تمريرتين حاسمتين من أصل الأهداف البرازيلية الخمسة حتى الآن.

كما أن تيتي يملك فريقا متوازنا ومنضبطا، فالجميع يدافع ويهاجم في الوقت نفسه، والدليل أن مسجلي هدفي الفوز على صربيا لاعب وسط مدافع (باولينيا) وقطب دفاع (تياغو سيلفا).

ويقول المدرب المساعد للمنتخب الياباني سابقا جاكي بونيفاي "لم أر أبدا البرازيل بهذا الانضباط الدفاعي (...) إذا حافظوا على ذلك فسيكون لهم شأن كبير بغض النظر عن الأسماء التي تضمها صفوفهم".

لكن البرازيل تدرك أن مهمتها لن تكون سهلة أمام المكسيك التي وقفت ندا أمامهم في النسخة الأخيرة 2014 عندما أرغمتهم على التعادل السلبي في الجولة الثانية من دور المجموعات، كما أن ممثل الكونكاكاف فجر مفاجأة من العيار الثقيل في النسخة الحالية بتغلبه على ألمانيا حاملة اللقب 1-صفر في المباراة الأولى.

عامل آخر يصعب مهمة السيليساو هو أن المكسيك تأمل في فك لعنة فشلها في بلوغ الدور ربع النهائي (المباراة الخامسة) في النسخ الست الأخيرة وتحديدا منذ مونديال الولايات المتحدة عام 1994.

ولم تتجاوز المكسيك الدور ثمن النهائي منذ 1986 على أرضها حين تغلبت على بلغاريا 2-صفر قبل الخروج من ربع النهائي على يد ألمانيا الغربية بركلات الترجيح، وكانت المرة الثانية في تاريخها التي تبلغ فيها ربع النهائي بعد الأولى على أرضها أيضا عام 1970 عندما خسرت أمام إيطاليا 1-4.

وللمصادفة؛ فالمكسيك تواجه البرازيل في النهائيات العالمية للمرة الخامسة، حيث خسرت 3 مرات مقابل تعادل واحد صفر-صفر في النسخة الأخيرة، وبالتالي فإنها تسعى لتكون الخامسة ثابتة أيضا في تاريخ مواجهاتها للسيليساو في العرس العالمي وتحقق الفوز الأول.

وربما يتحقق ذلك هذا العام بقيادة مدربها الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو الذي يرى الكثير من المراقبين المكسيكيين أنه يملك "جيلا عظيما" من اللاعبين "على الأرجح هو الأفضل" في التاريخ.

وتعول المكسيك على نجومها الذين صقلوا موهبتهم في القارة العجوز، وفي مقدمتهم القائد خافيير هرنانديز "تشيتشاريتو" الذي تألق في صفوف مانشستر يونايتد الانجليزي وريال مدريد الإسباني وباير ليفركوزن الألماني، وكارلوس فيلا مع أرسنال الانجليزي وريال سوسييداد الإسباني، والقائد اندريس غواردادو (فالنسيا وريال بيتيس الإسبانيان وايندهوفن الهولندي وباير ليفركوزن).

يضاف إليهم الجناح هيرفينغ "تشاكي" لوسانو (22 عاما)، المتوج بطلا للدوري الهولندي مع ايندهوفن في أول موسم له في أوروبا (17 هدفا).

وحيا أوسوريو شجاعة لاعبيه قائلا "إن أحد أهم مميزات لاعبي كرة القدم المكسيكيين هي أنهم يتمتعون دائما بالشجاعة في اللعب، إنها هوية أسلوب لعبنا". أما القائد رافايل ماركيز الذي يخوض المونديال الرابع في مسيرته الاحترافية فقد تجرأ على القول قبل انطلاق المونديال ان المنتخب المكسيكي "لن يذهب إلى روسيا بفكرة الوصول إلى المباراة الخامسة ولكن لكتابة التاريخ، وهذا يعني أن ينهي المسابقة بطلا للعالم".