رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تهزم المجر بثلاثة أهداف نظيفة و"حجازي" يحقق رقما قياسيا

جريدة الدستور

في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم السبت الرابع عشر من شهر مايو عام 1924، تم افتتاح دورة باريس الأولمبية في استاد كولومب٬ بحضور دومرج رئيس الجمهورية الفرنسية٬ وعدد من حكام وقادة العالم، ومسؤولين وممثلين لأربع وأربعين دولة مشاركة، وأربعين ألف متفرج. وفي مقصورة الاستاد جلس محمود باشا فخري، الوزير المصري المفوض في باريس وبعض أعضاء البرلمان المصري٬ وعدد غير قليل من المصريين المقيمين في باريس٬ أو الذين جاءوا لمشاهدة الدورة الأولمبية.

وفي طابور العرض سار أعضاء البعثة المصرية٬ برئاسة الأمير "عمر طوسون"، وهم يضعون الطرابيش فوق رؤوسهم٬ وفي المنصة الرئيسة وقف الرئيس الفرنسي لتحيتهم رافعا قبعته.

وفي الساعة الثالثة والنصف عصرًا٬ أمام ثمانية آلاف متفرج في الملعب الرئيس لمدينة باريس٬ تقدم الجمهور المصري في الملعب محمود باشا فخري الوزير المفوض٬ وجاءت الأميرة فوقية بصحبتها عدد من السيدات المصريات وأفراد الجالية المصرية في باريس، وانتهت المباراة بفوز مصر علي المجر بثلاثة أهداف نظيفة.

وفي وصفها لأحداث المباراة، قالت جريدة الأهرام: "بعد خمس دقائق من البداية كبس المصريون فجأة نحو مرمي الهنجاريين (المجريين)، وكان إبراهيم يكن أول من أصاب المرمي برمية عظيمة٬ فكان أن تهيج الهنجاريون وهجموا هجمات كانوا فيها موضع (شرود)؛ "أي تسلل بلغة تلك الأيام"٬ لكن حكم المباراة لم يكن يري أعمال الشرود الهنجارية٬ ويؤخذ عليه أنه احتسب ضربة جزاء علي الفريق المصري٬ لولا أن الله سلم وصدمت الكرة عامود المرمي المصري وخرجت عن حدود الملعب. وفي الشوط الثاني انفتحت شهية المصريين فتمكنوا من إحراز هدفين متتاليين في بداياته٬ حجازي هدفا والسيد إسماعيل هدفا آخر بعد طلعة سريعة، وانتهت المباراة بفوز مصر بثلاثة أهداف نظيفة".

واختتمت جريدة الأهرام وصفها بتأكيد أن "الأحد عشر مصريا قد تنافسوا في إظهار الحمية والمهارة٬ لكي تفوز راية مصر المستقلة لأول مرة في الألعاب الأولمبية٬ ولم يكن انتصارا تحقق بهدف طائش إنما بثلاثة أهداف جميلة. ومن الواضح أنه كان انتصارا استحق أن تكتب عنه جريدة "لوفيجارو" الفرنسية لتصف دهشة الجمهور الفرنسي من المستوي الذي ظهر به المنتخب المصري٬ حتي إن المصريين نجحوا في إقناع الفرنسيين بتشجيعهم ضد المجر.

كما شهدت هذه المباراة أمام المجر انتصارا آخر٬ كان عبارة عن رقم قياسي للنجم المصري "حسين حجازي"، الذي أصبح بعد انتهاء هذه المباراة ومشاركته فيها٬ هو أكبر لاعب يشارك مع منتخب بلاده الكروي في الدورات الأولمبية. فقد لعب حجازي هذه المباراة وهو يقارب الثامنة والثلاثين من عمره٬ وبقي هذا رقما قياسيا للمصري حسين حجازي٬ منذ دورة باريس الأوليمبية 1923 حتي جاءت دورة لندن الأولمبية 2012؛ أي بعد 92 عاما٬ حين أن شارك الويلزي "ريان جيجز" مع المنتخب البريطاني في هذه الدورة٬ وقد تخطي الثامنة والثلاثين من العمر. وهكذا كسر جيجز الرقم القياسي لحسين حجازي٬ كأكبر لاعب أوليمبي في التاريخ٬ ولكنه لم يلغ نجاح حجازي في أن يكون أول لاعب ومدرب في وقت واحد في كل التاريخ الكروي الأوليمبي. ففي مباراة مصر أمام المجر كان حسين حجازي هو نجم منتخب مصر وقائد المنتخب أيضا٬ إضافة إلى أنه كان المدير الفني للمنتخب نفسه.