رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الألوان في شعر نازك الملائكة

الشاعرة العراقية
الشاعرة العراقية "نازك الملائكة

لم تحد الشاعرة العراقية "نازك الملائكة"، التي رحلت في مثل هذا اليوم في 20 يونيو 2007، عن أقرانها من الشعراء في استخدام الألوان وتوظيفها في الشعر، لأن الألوان تعطي دلالات مباشرة وغير مباشرة في تجسيد المعنى، ولكن يتضح من شعر نازك أن اعتمدت على اللونين الأحمر والأخضر بالأخص في شعر، ويمكن أن نوجز هنا دلالات تلك الألوان في شعرها.

فعن دلالات اللون الأحمر المباشرة في شعر نازك، نجدها تقول في قصيدتها "مر القطار": "ألقت عليه حرارة الأحلام آثار احمرارا"، وهنا الدلالة على بعث الحيوية والنشاط، أما عن الدلالات غير المباشرة للأحمر في شعرها، نجدها حينما تصور فلسطين خالية من القيود والمحتلين تستعين لوصفها باللون الأحمر قاصدة بث الحياة فيها، فتقول: "أغرس عند بيت المقدس الدامي قرنفلة كبيرة.. وأحيلها في عرض بحر من زهور الماء والدفلى جزيرة".

وعن دلالات اللون الأخضر المباشرة في شعر نازك، نجد أنها تمنت في قصيدة "إن شاء الله"، بزوغ الفجر باللون الأخضر الذي يرمز إلى الأمل، قائلة: "فجرت العالم بالخضرة.. إن شاء الله وجاش البحر وأعطانا".

وعن دلالات اللون الأخضر غير المباشرة، نجد أن نازك قد عانت من هموم أمة فلسطين، وهي تلجأ إلى الهوية التي تجعلها تبقى في ثبات ومقاومة، وتكون هذه الهوية متجذرة من كل ذرة تراب في فلسطين، ومن كل شجرة في فلسطين، من التين والزيتون، وهما شجرتان خضراوان وخاصة شجرة الزيتون دائمة الخضرة، فهي تمثلت أمجادها وثبات فلسطين وصمودها أمام الاستعمار قائلة: "أتذكر.. أتذكر.. كل أمجاد القرون.. كل زيتوني، وبيارات أحبابي، وطيني؟"

يُذكر أن ما سبق ورد ذكره في مقال لـ "علي بيراني شال".