رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هاوٍ بعمر الـ81 يحقق نجاحا أدبيا بفضل تغريدة على "تويتر"

جريدة الدستور

بعمر 81 عاما انقلبت حياة الكاتب الهاوي أميليو أورتيجا رأسًا على عقب، في أعقاب النجاح الأدبي الذي حققه بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الكاتب قد أخفق في بيع نسخة واحدة من كتاب مذكراته، عندما التقى بأحد الشبان، الذي شعر بأن المصاعب التي مر بها أورتيغا خلال الحرب الأهلية في إسبانيا تستحق أن يراها الجمهور، وبعد تغريدة منه على موقع "تويتر"، بيعت على الفور كل نسخ الكتاب.

وكان الكاتب الهاوي قد نشر سيرة ذاتية بعنوان "العالم كما يراه الذين بعمر الثمانين"، فلم تبع نسخة واحدة في أي من متاجر الكتب في المدينة. ثم في أوائل مايو، حضر معرضا للكتب في "الميريا" لرؤية ما إذا كان بإمكانه العثور على بعض المشترين، فلم يجد أحدًا، لكنه تخلى عن نسخة مجانية لشاب أعرب عن اهتمامه بالكتاب، وكان الشاب شديد التأثر بقصة أورتيغا، فقرر مشاركتها على موقع "تويتر".

فانتشرت التغريدة على الفور، وقرر مستخدم آخر شراء نسخة من الكتاب، وكان هو الزبون الأول. وفي موجة من التضامن، بيعت نسخ الكتاب في غضون أسبوع.

وتعليقًا على الأمر، قال أورتيغا في حوار مع صحيفة "الباييس" الإسبانية: "كانت والدتي مقاتلة، امرأة شجاعة حقًّا. وأعتقد أن الناس الذين يقرأون قصتي سيتأثرون".

يذكر أورتيغا في الجزء الأول من الكتاب، الطفولة التي قضاها محاولًا تجنب الجوع مع والدته وابن عمه في مدريد، حيث أُجبروا على الإقامة أثناء الحرب الأهلية (1936 ـ 1939) بسبب واجبات والده العسكرية.

ويقول أورتيجا، الحاصل على الجنسية الفرنسية، وهو مولود في الجزائر لأبوين إسبانيين: "كان والدي ملازما في الجيش الجمهوري، وتوفي في معركة نهر أبرة. فتركت أمي لوحدها من دون معاش. وترملت وأجبرت على التسول لتربية أولادها".

كما يذكر الكاتب أنهم كانوا يعيدون بيع أرغفة الخبز من بطاقات التموين في سبيل الحصول على بعض السنتات وشراء الفول السوداني أو حبوب الخروب. وكانت والدته تكسب مالًا إضافيًّا من تنظيف المنازل، ويشير أورتيغا إلى أن ضباط الشرطة اعتقلوا والدته عدة مرات لأن التسول كان ممنوعا، وأنهم عاشوا في خوف، ليغادروا المدينة أخيرا مستقلين عدة قطارات وصولًا إلى زاراغوزا، حيث سرقت منهم ممتلكاتهم.

ثم، بعد تسع سنوات من نهاية الحرب، كما يوضح الكاتب، فتح فرانكو الحدود وأصبحت هجرة الأسرة إلى الجزائر ممكنة بمساعدة من أحد الأنسباء. ومع مرور السنين أصبحت الجزائر دولة مستقلة. وغادر أورتيغا لباريس حيث التقى بزوجته التي كانت أصلا من ألمرية، وأنجبا طفلًا.