رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ديربى الزعيم والدكتور».. كيف خسر عادل إمام ويحيى الفخرانى أمام الشباب فى دراما رمضان؟

جريدة الدستور

حافظ كلاهما على جماهيريته سنوات طويلة، ونجحا فى حفر اسميهما فى سجل النجومية رغم تعاقب الأجيال، حتى أصبحا مدرسة فنية فى ذاتيهما، يقتدى بهما الشباب من الذين يحاولون الدخول إلى عالم الشهرة، «الزعيم» عادل إمام، و«الدكتور» يحيى الفخرانى، اللذان تربعا على عرش الفن المصرى منذ عدة عقود.

وإذا كان «الزعيم» قد حقق شهرة وتاريخًا فى عالم السينما بشكل كبير، منذ السبعينيات، قبل أن يتزايد اهتمامه بعالم الدراما فى السنوات الأخيرة، محاولًا التربع على عرشها- فإن «الدكتور» كان على النقيض من ذلك، فلم تحظَ أفلامه بالنجاح نفسه الذى لاقته أعماله فى مجال الدراما، التى يمكن القول إنه كان ملكها المتوج منذ ثمانينيات القرن الماضى.
وفى ظل توجه الأنظار إليهما خلال الموسم الرمضانى الحالى، الذى يشاركان فيه بمسلسلى «عوالم خفية» لـ«إمام» و«بالحجم العائلى» من بطولة «الفخرانى»، تقارن «الدستور» بينهما، وترصد العناصر المشتركة فى مسلسليهما، وأهم عناصر الجذب، التى ترجح كفة أحدهما على الآخر.

«تيمة» التفكك الأسرى تجمع «كوميديا» الطبّاخ و«تراجيديا» الصحفى
رغم محاولات كل منهما تغيير جلده هذا العام، فإنهما اجتمعا فى الفكرة الرئيسية نفسها التى يدور حولها العمل، فظاهرة التفكك الأسرى تُعد «التيمة» الرئيسية التى تجمع بين العملين، رغم اختلاف الخط الدرامى بعد ذلك.
«الفخرانى»، من جهته، يجسد شخصية «نادر»، السفير السابق، الذى ترك عمله بالسلك الدبلوماسى وتفرغ لأداء ما يحبه وهو الطبخ، ما دعاه لافتتاح منتجع سياحى فى مدينة مرسى علم، مع مناقشة تأثير ذلك التغيير الطارئ على حياته، وعلاقته بزوجته وأبنائه، وذلك بشكل كوميدى. ويظهر التفكك الأسرى فى عائلة «نادر»، من خلال متابعة حياة أبنائه الأربعة، بعدما طلق أكبرهم زوجته، ورفض زواجها من غيره، وعانى ثانيهما من ضائقة مالية قد تتسبب فى سجنه، فيما أصبح الثالث على خلاف دائم مع زوجته، بينما أنجبت الرابعة «الصغرى» ابنًا غير شرعى، ما يدفع الأب للجوء إلى الحيلة لإعادتهم إليه، والتدخل لتصحيح حياتهم.
أما الزعيم، فبشكل «تراجيدى»، يقدم شخصية «هلال كامل»، الصحفى الكبير، الذى يسعى خلف موضوعات صحفية مهمة، فتقوده الصدفة إلى العثور على مذكرات ممثلة قُتلت منذ سنوات، وقيد حادث مقتلها باعتباره مجرد انتحار، فيكتشف أنها قُتلت بيد مافيا الفساد، خوفًا من إفشاء أسرارهم، عبر المذكرات التى قررت كتابتها فى أيامها الأخيرة، ما يعرّض حياته للخطر.
أما الجانب الاجتماعى، فيظهر فى كونه يعيش بمفرده مع حفيده من ابنته، الذى هجر والديه وفضل العيش معه، بعدما انشغل كل من الأب والأم بحياتهما العملية وحقق كل منهما نجاحه بالفساد والطرق غير الشرعية، ما أثر فى حياة الأبناء.

إمام يجدد الثقة فى نجله والفخرانى يتخلى عن عبدالرحيم كمال
فى السنوات الماضية، عرف عن عادل إمام تمسكه الدائم بفريق عمله، وعدم تغييرهم باعتبارهم تميمة الحظ الخاصة به، إلا أنه لجأ للتخلى عنهم هذا العام، رغم تجديده الثقة فى نجله رامى إمام، مخرج أعماله الستة الأخيرة.
وتخلى «الزعيم» بعد تكوين ابنه شركته الإنتاجية الخاصة عن المنتج تامر مرسى، الذى قدم معه عدة أعمال منذ ٢٠١١، بالإضافة إلى المؤلف يوسف معاطى الذى عمل معه طوال السنوات الماضية.
ورغم تمسكه بالفريق فى الماضى، فإن دخول «الزعيم» عالم الدراما، شهد اعتماده بشكل متزايد على العناصر الشابة التى فتح الباب أمامها وقدمها بصورة مستمرة، حتى ذاع صيتهم بعد ذلك واشتهر عدد منهم، على رأسهم، أحمد صلاح السعدنى، وأحمد فلوكس، ونجله محمد إمام، وعمرو رمزى، وحمزة العلى، بالإضافة إلى نجوم المسرح على ربيع ومحمد عبدالرحمن وهبة مجدى، وغيرهم.
فى المقابل، اختار «الفخرانى» هذا العام، الاستغناء عن تمائم حظه أيضًا، وتخلى عن العمل مع المؤلف عبدالرحيم كمال وأسند المهمة إلى المؤلف محمد رجاء، كما استعان بالمخرجة هالة خليل، مفضلًا الاستغناء عن نجله المخرج شادى الفخرانى الذى قدم معه ثنائيًا ناجحًا لـ٣ مواسم متتالية.
وعلى عكس «الزعيم»، اعتاد «الفخرانى» الاستعانة بعناصر الخبرة فى أعماله طيلة السنوات الماضية، وظهر معه عدد من الأسماء الكبيرة، على رأسهم صابرين وعبدالعزيز مخيون، فى «شيخ العرب همام»، وسوسن بدر ومحمود الجندى، وأحمد فؤاد سليم فى «الخواجة عبدالقادر»، بالإضافة إلى هالة صدقى ونبيل الحلفاوى فى «ونوس».
ورغم ظهور بعض الشباب فى أعمال سابقة له، فإن وجودهم لم يكن بنفس القدر الذى يميز مسلسلات عادل إمام، وهو ما خالفه «الفخرانى» هذا العام، بعدما استعان فى مسلسله الحالى بعدد كبير من الوجوه الشابة، على رأسهم، شيماء سيف، وعمر حسن يوسف، وديانا هشام، وركين سعد، وندى موسى، وأحمد مجدى، وأحمد كرارة، وسمر يسرى، ورمزى لينر.

«عوالم خفية» ضد التكرار.. و«بالحجم العائلى» عودة لـ«اللايت»
قبل منتصف الموسم الدرامى الحالى، نجح الزعيم عادل إمام، حتى الآن على الأقل، فى استعادة نسبة كبيرة من جمهوره، وعاد بنفسه مرة أخرى إلى دائرة المنافسة فى الموسم لأسباب كثيرة، أهمها تغيير نمط تفكيره، وابتعاده عن الصورة التقليدية التى اعتاد الظهور عليها خلال السنوات الأخيرة.
وبعد أن شهد آخر أعماله التليفزيونية «عفاريت عدلى علام» حملة انتقادات واسعة، بسبب ضعف السيناريو وسطحية التنفيذ، رغم الاعتماد على العديد من الخدع البصرية، تدارك «الزعيم» الخطأ وصحح مشكلة وقوعه فى فخ التكرار، إثر تعاونه فى ٥ مسلسلات متتالية مع مؤلف واحد، هو «يوسف معاطى»، ما أدى لتشابه الأعمال، وإصابة جمهوره بالملل، وتراجع نسب مشاهدة أعماله بشكل كبير.
ويبدو أن الانتقاد القوى كان سببًا كافيًا كى يقرر «الزعيم» هذه المرة اللجوء إلى التغيير، والتعاون مع ٣ مؤلفين شباب، لديهم فكر مختلف، يستطيع أن يقدمه بشكل مختلف عما قدمه فى السنوات الأخيرة.
فى المقابل، جاء موقف «الفخرانى» مشابهًا بشكل كبير، بعد أن خرج من ثوب الجدية، الذى اتسم به السنوات الماضية، باحثًا عن الفكر الشبابى الجديد، وقدم مسلسله الحالى «بالحجم العائلى» مع الكاتب محمد رجاء، أحد المؤلفين الشباب، فى محاولة منه لتغيير الدماء والعودة مرة أخرى إلى الكوميديا الخفيفة، التى حقق بها نجاحات كبيرة فى السابق.
ويبدو أن انتقاد كثيرين للجدية المستمرة فى أعماله التى قدمها مع المؤلف عبدالرحيم كمال، ومدى العمق الذى اتسمت به أعماله، مثل «شيخ العرب همام»، و«الخواجة عبدالقادر»، و«دهشة»، و«ونوس»، رغم نجاحها اللافت، كان حافزًا له على التغيير، خوفًا من تكرار الانتقادات نفسها.

العملان لم يحققا ربع نجاح «كلبش ٢» و«نسر الصعيد»
لجوء الفنانين الكبيرين إلى تغيير جلديهما، لم ينجح حتى اللحظة فى حسم السباق الدرامى لصالحهما.
فمسلسل «عوالم خفية»، الذى حقق ردود فعل جيدة منذ بداية الحلقة الأولى، نظرًا لمضمون القصة التى كتبها الثلاثى أمين جمال ومحمود حمدان ومحمد محرز، وطبيعة اللغز الذى تدور حوله القصة، لم يحظ بنسب مشاهدة تتناسب مع حجم جماهيرية «الزعيم»، ولم تزد إجمالى نسب أعداد المشاهدين لحلقاته على الإنترنت (الحساب الرسمى لقناة سى بى سى على يوتيوب) على ٥ ملايين ونصف المليون مشاهدة فى ١٠ حلقات.
أما مسلسل «بالحجم العائلى» لـ«الفخرانى»، فلم يحظَ بنصف نسب مشاهدة نظيره، وبلغت أعداد المشاهدين للعشر حلقات الأولى على (الحساب الرسمى لقناة دى إم سى على يوتيوب) نحو ٢ مليون و٦٠٠ ألف مشاهدة.
وللإنصاف، يبدو أن الحكم على النجمين عن طريق نسب المشاهدة على الإنترنت، لا يبدو دقيقًا، لأن جمهور كل منهما، من متابعى شاشات التليفزيون، لا موقع «يوتيوب»، الذى يستحوذ عليه النجوم الشباب.
وللمقارنة، فإن أرقام المشاهدين لحلقة واحدة فقط من مسلسلى «نسر الصعيد» للنجم محمد رمضان، و«كلبش ٢» لأمير كرارة، تعادل مجموع مشاهدة ٢٠ حلقة كاملة، من مسلسلى «الفخرانى» و«إمام».
فلم يزد مجموع المشاهدات للمسلسلين معًا على ٨ ملايين و٢٠٠ ألف، فيما بلغت نسب مشاهدة الحلقة الأولى من «نسر الصعيد» ٨ ملايين و٦٠٠ ألف، والحلقة الأولى من «كلبش ٢» ٧ ملايين و٣٠٠ ألف مشاهد.