رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعب يختار ويريد




تفويض جديد يمنحه المصريون للرئيس عبدالفتاح السيسى.. التفويض الثالث له من أبناء الشعب المصرى.. نعم تختلف ظروف كل تفويض عن الآخر، ولكنها جميعًا تؤكد أن الرئيس أصبح هو مصدر الثقة لدى الشعب، وأن المصريين يرغبون فى بناء دولة جديدة.
عندما خرج المصريون فى يونيو ٢٠١٣ ليقدموا تفويضًا للجيش لإنقاذ البلاد من قبضة حكم الإخوان، كانوا يثقون فى جيشهم وقائده.. أيامها انطلق أكثر من ثلاثين مليونًا من المصريين إلى ميادين مصر، ليؤكدوا أنهم يضعون أملهم فى ذلك القائد الذى استطاع أن يحقق لهم حلمًا ويخلصهم من كابوس.. حلمًا بأن تعود للدولة هيبتها، وكابوس أطبق عليهم يوم حكم مرسى وعشيرته وإخوانه.. المصريون ــ وبعد عام من ذلك ــ انطلقوا مرة أخرى للميادين، ليطالبوه بالترشح ليقود البلاد، ثم توجهوا إلى صناديق الانتخابات ليوثقوا هذا التفويض.. وعبر ما يقرب من أربع سنوات، عرف المصريون السيسى جيدًا.. عرفوا رجلًا يعد ويفى بأكثر مما يعد.
انطلق المصريون مع السيسى عبر السنوات الأربع فى مسيرة تنمية وتطور وإعادة بناء.. مصانع جديدة بدأت الإنتاج وأخرى قديمة عادت للإنتاج.. مدارس أنشئت وجامعات افتتحت وآلاف الكيلومترات من الطرق تم شقها فى الصحراء والدلتا وأنفاق تم حفرها تحت قناة السويس لتربط سيناء بالوادى.. تحولت مصر خلال السنوات الأربع إلى خلية عمل يشارك فيها الملايين.. خمسة ملايين عامل من أبناء مصر يبنون المشروعات الجديدة، ٥٠٠ مليون أسرة أصبح لديهم عائل يضمن راتبًا يوميًا أو شهريًا منتظمًا.. احتياطى نقدى ينهار بعد أحداث يناير وبعد استقرار لسنوات يعود للارتفاع حتى يتعدى الأربعين مليار دولار لأول مرة.. يأخذ السيسى القرار الأصعب الذى ابتعد عنه السادات بعد أن خرجت مظاهرات يناير ٧٧، ثم ابتعد عنه مبارك طيلة ثلاثين عامًا من حكمه، ولكن السيسى وثقة منه فى الشعب الذى اختاره ووقف إلى جواره، قرر أن يواجه قضية الدعم وأن يواجه المشكلة الأصعب فى سعر العملة، فيأخذ قرار تعويم الجنيه لترتفع الأسعار وتزداد المعاناة، ولكن الشعب الذى وثق فى قائده يتحمل الصعوبات ويواصل العطاء مع القائد.
وجاء وقت التفويض الجديد ويعلن السيسى نيته الترشح للمرة الثانية.. ولأن الشعب وثق فيه وعاش معه أربع سنوات من العمل والأمل، بدأت بالفعل ملامح المستقبل تزدهر وتنمو وتسطع فوق الأرض ولِمَ لا، وآلاف المشروعات تُفتتح وملايين فرص العمل تأتى للشباب، ومؤشر النمو يتجه للأعلى، ومؤشر التنمية يعلو ويعلو، ولدى الوطن جيش قوى يبنى بيد ويحمل السلاح دفاعًا عن الوطن بيد أخرى.
يأتى التفويض الجديد للسيسى ويوثقه ملايين المصريين أمام صناديق الانتخابات لمدة ثلاثة أيام راهن فيها الإخوان داعميهم على أن الصناديق ستعود فارغة، فتعود مليئة بأمانى وأحلام وأصوات المصريين.. ويقف العالم مشدوهًا أمام طوابير المصريين حول السفارات المصرية فى كل عواصم العالم، ويبعث المصريون فى الخارج للوطن برسالة حب وشوق وثقة وتفويض للقائد.. ويرد لهم أبناء الداخل التحية بأحسن منها، فينطلق ملايين المصريين إلى الصناديق ليوقعوا مع القائد عقدًا جديدًا.. واليوم قد فوض الشعب الرئيس، فقد بدأت ساعة العمل الحقيقية.. دقت ساعة العمل لاستكمال البناء وتحقيق الإنجاز والإعجاز.. فله أن يطلب تعليمًا جديدًا متطورًا وجامعات حديثة تسعى الجامعات إلى التوأمة معها ولا تسعى هى لذلك.. الشعب يريد علاجًا لكل مرض، وكما نجح فى مواجهة فيروس «سى» يتمنى القضاء على أمراض كثيرة.. وأن يجد المريض سريرًا نظيفًا فى المستشفى، وطبيبًا يبتسم فى وجهه، وممرضًا حريصًا عليه.. الشعب يريد أمنًا فى كل مكان ويريد الفلاح أرضًا يزرعها لا يبنى عليها.. ملايين الشباب يريدون فرص عمل دائمة لا مقاعد خالية على المقاهى.. يتمنون أن يكون بالقاهرة الكبرى مليون ورشة بدلًا من مليون مقهى.. الشعب يريد طرقًا أكثر وأفضل ووسائل مواصلات جيدة.. الشعب يريد تأمينًا صحيًا للجميع وتأمينًا اجتماعيًا إضافيًا.. مئات الآلاف من المسنين يريدون اليوم معاشًا يعينهم على العلاج والراحة بعد أعوام فى حياة مرهقة.. الأطفال يحلمون بغدٍ أجمل.. نريد فنًا محترمًا وإعلامًا قويًا.. وأزهرًا يعيد المجد للدعوة وكنيسة تدافع عن وحدة الشعب.. الشعب يريد الكثير.
يا سيادة الرئيس.. الشعب فوضكم فى قيادته أربع سنوات أخرى ليس فقط من أجل استكمال ما بدأت، ولكن من أجل المزيد من الحلم والأمل.. أيدناك لأننا نثق بك ونحلم معك بالمستقبل ونعمل معك لأنك القائد الأحق بقيادة الأمة فى هذه المرحلة.. ودقت ساعة العمل، فلنبدأ جميعًا، شعبًا ورئيسًا فى العمل من أجل مصر.