رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبلة الكحلاوى: دار لإعداد الدعاة علميًا وتعليمهم وسطية الإسلام

عبلة الكحلاوى
عبلة الكحلاوى

جمعيتها ترعى مرضى ألزهايمر والسرطان.. وتشارك فى تطوير العشوائيات وتجهيز العرائس

انتهينا من بناء مستشفى لخدمة المحتاجين.. ونستهدف علاج 500 ألف سنويًا

أستمد العزيمة من أهل سيناء.. وأقول لرجال الجيش: «أنتم تاج رءوسنا
»

طالبت الدكتورة عبلة الكحلاوى، الأستاذة بجامعة الأزهر مؤسسة جمعية «الباقيات الصالحات»، بإصدار قانون يمنع ازدواج وتكرار أسماء الجمعيات الخيرية، لما يسببه ذلك من مشكلات أثناء جمع التبرعات، مشيدة بتعاون الجهات الحكومية المسئولة مع الجمعية فى جميع أنشطتها.
وقالت الداعية الإسلامية، فى حوارها مع «الدستور»، إن الجمعية تركز فى الفترة الحالية على خدمة المحتاجين من مرضى «ألزهايمر»، و«سرطان الأطفال»، بعد انتهاء أعمال البناء لمستشفى «الباقيات الصالحات»، داعية أهل الخير للتبرع من أجل استكمال الأجهزة الطبية به، لخدمة نصف مليون مريض سنويا، وفقا للمستهدف.


■ بداية.. ماذا عن جمعية «الباقيات الصالحات»؟
- «الباقيات الصالحات» جمعية تضم ٦ كيانات خيرية، تعمل فى عدد من المجالات، مثل رعاية المسنين، والرعاية الطبية الكاملة لمرضى ألزهايمر، وسرطان الأطفال، بجانب المساعدات والقوافل الطبية للقرى والمحافظات، وتطوير العشوائيات، وتجهيز العرائس، بالإضافة إلى مستشفى «الباقيات الصالحات».
■ ما الهدف من هذه الكيانات؟
- الهدف هو تعدد الأنشطة الخيرية التى تقدمها المؤسسة للمحتاجين، فنحن نرعى العديد من الأعمال الخيرية، مثل رعاية الأيتام والمعوزين، والأرامل والمطلقات، وتوصيل المياه للمحرومين، وبناء الأسقف وقت السيول، ولدينا دور رعاية لمساعدة المسنين من المصابين بمرض ألزهايمر، وغيرهم.
■ ما أهم الأنشطة التى تقومون بها فى الوقت الحالى؟
- مساعدة المسنين من مرضى «ألزهايمر» تحديدا، فلدينا دار «أمى» لرعاية المسنات، من المصابات بالمرض، ويبلغ عددهن حالًيا حوالى ٥٤ سيدة مسنة، ولدينا دار «أبى»، لرعاية المسنين من الرجال، وعددهم ٥٤ مسنًا أيضًا، وتتفرد الجمعية عن غيرها بالتخصص فى استقبال هؤلاء المرضى، وتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والنفسية لهم، على أكمل وجه، عن طريق الأطباء المتخصصين.
كما أسسنا دار «ضنايا»، لاستضافة الأطفال من مرضى السرطان، خاصة الأطفال الأيتام والفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى دار «ياسين»، لإعداد الدعاة على أسس علمية تعتمد على وسطية الإسلام، وتدريبهم على اللغة الإنجليزية وبعض اللغات الأخرى.
ولدينا أيضا دار «الصالحات»، التى تتولى خدمة المرأة المعيلة من المطلقات والأرامل، وإيجاد فرص عمل لهن، وهو مجمع كبير يهدف لرعاية الأسر بشكل كامل، والوقوف إلى جوارهم فى المحن والشدائد.
■ ما طبيعة الخدمة المقدمة لمرضى «ألزهايمر»؟
- نعمل فى دارى «أبى» و«أمى» على إعادة تأهيل مريض «ألزهايمر» طبًيا وحركًيا ونفسًيا، واجتماعيا وروحانًيا، نظرا لطبيعة المرض، وتتولى الدار توفير أساتذة متخصصين فى كافة المجالات الطبية، خاصة «طب المسنين».
بالإضافة إلى ذلك، توفر الدار أساتذة مختصين فى العلاج الطبيعى، وعددا من الأجهزة الطبية، لإعادة تأهيل المسنين حركيا، إلى جانب فريق عمل من الأطباء النفسيين يقوم بمهام المساندة النفسية لمرضى «ألزهايمر».
واجتماعيا، لدينا إخصائيون اجتماعيون يتواصلون مع أسر المسنين، ويحاولون مساعدة المرضى على استعادة الذكريات القديمة عن طريق الصور العائلية مع الأهل والأصدقاء لإعادة تحريك الذاكرة لدى المرضى، وتعريفهم بذويهم، وينظم هؤلاء الإخصائيون الاجتماعيون جدول زيارات مستديمة تجمع المريض بأهله، بصفة شبه يومية، من أجل رفع روحه المعنوية.
وعلى الجانب الروحانى، لدينا علماء أجلاء يقومون بدورهم فى هذا الجانب، ويساعدون المرضى على ترديد آيات القرآن، وبعث الهدوء والطمأنينة الإيمانية لديهم.
كما نجحت الدار فى تخصيص قوافل طبية، تجوب القرى والنجوع، لتوقيع الكشف الطبى على المواطنين، واكتشاف مرضى «ألزهايمر»، لتقديم العلاج المطلوب لهم فى مراحل مبكرة من المرض، أو توفير أفضل الوسائل الممكنة لوقايتهم.
■ ماذا عن رعاية الأطفال؟
- تستضيف الدار الأطفال من مرضى السرطان، الذين لا تتوافر لهم أسرة لتلقى العلاج فى مستشفى «٥٧٣٥٧»، أو معهد ناصر، أو معهد الأورام، خاصة هؤلاء الذين يقيمون مع أسرهم فى المحافظات النائية، ويحيون فى مستوى معيشة متوسط.
ولذا أقامت المؤسسة دار «ضنايا» لاستضافة الأطفال المرضى وأمهاتهم، وتقديم كافة سبل الرعاية الممكنة لهم طوال فترة تواجدهم بالدار، مجانا ودون أى مقابل.
كما تخصص الدار لهم حافلة نقل، تقلهم صباحا من الدار إلى المستشفى، لتلقى جرعات العلاج اللازمة، ثم تعود بهم ثانية عقب انتهاء الكورس العلاجى، مع الحرص على توفير جو صحى مناسب لهؤلاء المرضى، يساعدهم على تلقى العلاج والتفاعل معه وتجاوز أزمة المرض، خاصة أن علاج السرطان للأطفال يعتمد بشكل كبير على الجوانب النفسية للمريض.
■ حدثينا عن أنشطتكم؟
- لنا نشاط فى كافة المحافظات، خاصة القرى الأكثر احتياجًا، حيث لدينا مشروعات مخصصة لتوصيل المياه الصالحة للشرب إلى منازل المقيمين فى المبانى العشوائية بهذه القرى، بالتنسيق مع «الهيئة العامة لمياه الشرب»، التى توفر لنا «عدادات» المياه لهذه المناطق، حتى لا يتعرض قاطنوها لمخالفات قانونية.
ولدينا نشاط آخر يتمثل فى تجهيز العرائس من اليتيمات، وتزويدهن بما يحتجنه من أدوات كهربائية ومنزلية، ومساعدات مادية وعينية، بالإضافة إلى قوافل الخدمات الطبية التى تجرى الكشوف الدورية على أهالى القرى وتقدم العلاج للمحتاجين فى مختلف المحافظات، مع التركيز على أنشطة تحفيظ القرآن، وتدريب الشباب، وتطوير مهاراتهم.
ومن أنشطتنا المهمة مشروع محو الأمية، الذى تمكنا فيه من محو أمية ما يزيد على ٥١١ شخصًا، عن طريق إقامة فصول متخصصة فى مناطق مصر القديمة، ودار السلام، والمعادى، والسيدة زينب، ومدينة نصر، والزيتون، والمقطم، والخليفة، بإجمالى ٥١ فصلا، و٥١ مدرسًا.
■ ماذا عن محافظات الصعيد؟
- نقوم بتوصيل المياه الصالحة للشرب إلى المنازل المحتاجة فى محافظتى الفيوم، والمنيا، وغيرهما، ونجحنا فى إمداد ٥٤١ أسرة بالمياه النظيفة الصالحة للشرب، بالإضافة إلى قوافل المساعدات فى المواسم، مثل شهر رمضان المبارك.
■.. وسيناء؟
- أهالى سيناء أحبابنا، ونحن معهم قلبا وقالبا، وطبعا لا نتأخر عنهم، بل ننظم قوافل طبية إليهم، وزيارات متتابعة لهم، ونتحدث معهم عن أحوالهم، لتوجيه المساعدات المطلوبة، وهم صابرون جدا فى مواجهة ما يتعرضون له، ويقدرون الدور العظيم الذى يقوم به الجيش المصرى الباسل، من أجل تطهير مصر من الإرهاب.
والله ما رأيت فى صبر أهل سيناء، وصبر أهالى وأمهات الشهداء والمصابين، ونحن نلقاهم دائما ونستمد الصبر والعزيمة منهم، وأستغل هذه الفرصة لأقول لأحبابى من أبناء الجيش المصرى، الذين يحاربون الإرهاب فى سيناء، وفى كل شبر من أرض مصر: نحن معكم، وقلوبنا معكم، ونصلى وندعو كثيرا أن ينصركم الله، ويحمى بكم الوطن، وأن تكونوا عبرة للشباب، وتاجا فوق رءوسنا، وحفظكم الله.
■ هل تلتقون بأمهات الشهداء؟
- نلتقى معهن بشكل دورى، ونتحدث معا، وأنا حريصة جدا على لقائهن، لأنهن يعلمننى دروسا فى الصبر والسلوان، ومؤخرا، احتفلت جمعية «الباقيات الصالحات» بـ«عيد الأم»، وكرمت فى الاحتفالية التى حضرها عدد كبير من الإعلاميين ورجال الدين، والناشطين فى العمل الخيرى، مجموعة من أمهات الشهداء، ووزعنا عليهن العديد من الهدايا، التى قدمها فاعلو الخير، وبعض الشركات الكبرى، وفاز بعضهن برحلات عمرة، وبعض الهدايا الأخرى.
■ كيف تستعدون لـ«يوم اليتيم» ؟
- جمعية «الباقيات الصالحات» ستنظم احتفالية خاصة بـ«يوم اليتيم»، فى الرابع من شهر أبريل المقبل، وستكرم فيها ما يقرب من ٥٠ يتيمًا، تكفلت الجمعية برعايتهم مع ذويهم، وتشهد الاحتفالية توزيع ملابس على الأيتام، وتقديم مساعدات مادية وعينية لذويهم، كما يتخللها عرض للعرائس، ومسابقات ترفيهية.
■ كيف تستعدون لشهر رمضان الكريم؟
- بدأت الجمعية فى الوقت الحالى أنشطة تجهيز كراتين رمضان، التى تحتوى على كميات من البقوليات واللحوم والطيور المجمدة، تمهيدا لتوزيعها على المناطق العشوائية فى القاهرة، أو فى المحافظات النائية.
كما نستعد لتنظيم عدد من الندوات الدينية خلال الشهر الكريم، يعقد فيها علماء الأزهر الشريف لقاءات مع الشباب، لتعريفهم بوسطية الإسلام، وحثهم على الابتعاد عن العنف والتطرف، وتعريفهم بفضائل الشهر الكريم.
كما نقيم احتفالية ليلة القدر، لتكريم حفظة القرآن الكريم، من الأطفال والشباب والسيدات، وتوزيع المكافآت المادية والعينية عليهم، وتسليم الأجهزة الكهربائية والمنزلية إلى العرائس من اليتيمات.
■ هل هناك تنسيق بينكم وبين الحكومة؟
- هناك تنسيق دائم بيننا وبين عدد من الوزارات، على رأسها وزارتا التضامن الاجتماعى والصحة، كما ننسق أيضا مع وزارة التعليم، ومديرياتها المختلفة فى المحافظات، ولدينا تنسيق مع وزارة الداخلية، لمساعدة أسر المسجونين والمفرج عنهم، ومنحهم بعض المساعدات المادية أو العينية، مثل ماكينات الخياطة، والأجهزة الكهربية، وتسليمهم هذه المساعدات فى احتفالية كبيرة، تقام فى مناسبتى عيد الشرطة، وعيد الأم، بناء على بروتوكول تعاون مع إدارة الرعاية فى الوزارة.
كما ننسق مع وزارتى الإسكان والتضامن الاجتماعى فيما يتعلق بتوجيه قوافل المساعدات إلى المناطق العشوائية فى القاهرة الكبرى والمحافظات، فى المناسبات مثل رمضان وعيد الأضحى ودخول الشتاء.
■ ما أهم الصعوبات التى تواجهكم حاليا؟
- هناك تعاون كبير من جانب الحكومة لتسهيل الخدمات التى تقدمها المؤسسة، ولكن أثناء تجهيزنا مستشفى «الباقيات الصالحات»، وما يستتبع ذلك، وجدنا صعوبة كبيرة فى سرعة الانتهاء من تراخيص المستشفى، كما أن بعض الجمعيات انتحلت اسمنا، ما عرضنا لمشكلة فى جمع التبرعات. لذلك أتوجه بنداء إلى وزارة التضامن الاجتماعى، لاتخاذ ما يلزم بشأن عدم تكرار اسم الجمعيات الخيرية، خاصة أنه لا يوجد نص قانونى يمنع ذلك، إلا فى المحافظة التى تعمل بها الجمعية فقط، وهو ما يمثل أزمة للجمعيات التى تعمل فى مناطق مختلفة.
ما الأنشطة المستهدفة فى 2018؟
- العمل على تجهيز مستشفى «الباقيات الصالحات»، الذى انتهينا من إنشائه، لخدمة أهالى المقطم ومصر القديمة، لكن يتبقى تجهيزه بالأجهزة الطبية التى يحتاجها، عبر تضافر جهود أهل الخير، وأصحاب القلوب الرحيمة، وتبرعهم من أجل توفير هذه التجهيزات، خاصة أن هذا المستشفى مخصص لخدمة غير القادرين، من مرضى ألزهايمر، وسرطان الأطفال. ويتضمن هذا المشروع إنشاء ٤٠ عيادة طبية متخصصة، لخدمة غير القادرين، كما يضم جميع التخصصات الطبية، و١٥ عيادة خارجية، و٦٠ غرفة إقامة داخلية، و٣ غرف عمليات، ومعمل تحاليل، وقسما للأشعة يحتوى على أشعة مقطعية، وX-ray، وموجات فوق صوتية، وجهاز لتشخيص أورام الثدى. بالإضافة إلى وحدة غسيل كلوى متكاملة، وصيدلية، وثلاجة لحفظ الموتى، ومطبخ مجهز بالكامل لخدمة المرضى، ووحدة IT بنظام حديث لربط أقسام المستشفى وعمل قاعدة بيانات للمرضى. ونأمل أن يستطيع المشروع حال الانتهاء منه خدمة أكثر من نصف مليون مريض سنويا.