رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علاقة الأنبا يوساب الثاني بـ«الأمة القبطية».. تعرف عليها

الأنبا يوساب الثاني
الأنبا يوساب الثاني

يقف تاريخ مصر الحديث طويلًا أمام علاقة البابا شنودة الثالث بجماعة الأمة القبطية، وأمام قصة اختطاف الشاب نظير جيد لـ«الأنبا يوساب الثانى» وعزله عن منصبه عام 1954، بمشاركة مجموعة من الشباب القبطى.

تعد «جماعة الأمة القبطية» واحدة من أبرز وأهم الجماعات التي أُثير حولها كثير من الشُبهات، خاصة
عن علاقتها بالبابا شنودة الثالث، والتي أعتقد البعض أنه من تلامذة أو معتنقي فكر هذه الجماعة، والذي ساعد على خطف البابا يوساب الثاني، وعزله عن كرسي البطريركية، ثم توجه إلى الدير للاختباء به والهروب من السجن بتهمة «خطف البابا يوساب».

ففي عام 1952، أنشا محامي شاب في العشرينيات من عمره، يدعى إبراهيم فهمي هلال، جماعة «الأمة القبطية»، لتصبح جمعية دينية، هدفها السعي لإصلاح شؤون الكنيسة القبطية، ونشر تعاليم الكتاب المقدس، والتمسك بالعادات والتقاليد القبطية، وإصدار صحف وجرائد دورية لنشر أفكارها.

وفي 26 مايو 1946، تم انتخاب مطران جرجا، الأنبا يوساب الثاني، بابا للإسكندرية وبطريرك للكنيسة القبطية في مصر، وعرف عن الأنبا يوساب الورع والتقوى وزهده في السلطة، إلا أنه كان يعيبه ضعف شخصيته باعتراف الكثير من المطرانية.

ويقول إبراهيم هلال، مؤسس جماعة الأمة القبطية، في أحد الحوارات الصحفية، إن الآباء المطارنة والمجمع المقدس كانوا في حالة غضب من أوضاع الكنيسة المتردية، وأن بعضهم توجه إلى هلال لمطالبته بالعمل على عزل البابا، فاستجاب لهم إبراهيم هلال ووضع خطة تمثلت في قيام شباب جماعة الأمة القبطية بإجبار البابا على التنازل عن الكرسي الباباوي وتحمل المسؤولية السياسية أمام الدولة، في مقابل قيام المطارنة بعزله رسميًا وتحمل المسؤولية الكنيسية.

ليلة الاختطاف
في فجر يوم 24 يوليو عام 1954، استيقظ البابا يوساب داخل مقره الباباوي في شارع كلوت بيك، بعدد من الشباب القبطي، واقتحموا حجرة نومه وسيطروا على القصر الباباوي بقوة السلاح، وقدموا له ثلاث أوراق بثلاث لغات، القبطية والعربية والفرنسية، وطلبوا منه أن يوقع عليهم جميعًا وقد وجهوا أسلحتهم إلى رأس البابا.

وأمام هذا المشهد، لم يجد البابا يوساب مفرًا من التوقيع، وبعدها، قام الشباب باختطاف الرجل ونقله بسيارته الخاصة إلى أحد الأديرة، وطلبوا من رهبان الدير الإبقاء على البابا لديهم، لأنه تنازل عن العرش وقرر التفرغ للصلوات والعبادة المنفردة.

كمال زاخر، المفكر القبطي، يقول لـ«الدستور» إنه في حوار شخصى بينه وبين الدكتور إبراهيم فهمى هلال، مؤسس جماعة الأمة القبطية، أكد أن نظير جيد «قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد» لم يكن عضوًا بالجماعة، بل كان مناوئًا لها، ومن ثم فلا علاقة له من قريب أو بعيد باختطاف قداسة البابا يوساب الثانى.

ومن جانبه، أكد الكاتب والمفكر الصحفي سليمان شفيق، أن البابا شنودة- ككل جيله- كان متعاطف جدًا مع حركة «الأمة القبطية» والتى كان يقودها إبراهيم هلال، ولكن بالرغم من تعاطفه فليس بالضروري أن يكون من ضمن أعضاء هذه الحركة أو مع فصل البطريرك «البابا يوساب الثاني» آنذاك، مؤكدًا أنه من اللافت للنظر تزامن دخول البابا شنودة الدير مع القبض على جماعة الأمة القبطية، مشددًا على أن هذا ليس معناه أن البابا شنودة كان مع خطف البطريرك أو عزله من منصبه أو من الذين عزلوه من منصبه.

وأوضح سليمان في تصريح خاص لـ«الدستور» أن في هذه المرحلة كان يوجد عدة تيارات داخل الكنيسة، التيار الأول وهو الجانب المعارض للبابا يوساب، والشباب الثوري الذي كان منهم البابا شنودة، الذي يرفض أي فساد داخل الكنيسة، وجانب ثاني حركة الأمة القبطية التى يقودها إبراهيم هلال.