رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المونيتور»: إقالة تيلرسون تضع قطر في دائرة التغيرات الأمريكية

تيلرسون
تيلرسون

قالت صحيفة "المونيتور" الأمريكية إنه عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، فإن الخطة الأمريكية تجاه الأزمة القطرية باتت غير مستقرة وفي حالة تغير مستمر، لاسيما بعد إزاحة أحد أبرز المدافعين عن ضرورة إنهاء المقاطعة العربية التي دامت طيلة تسعة أشهر.

وكان قرار ترامب المفاجئ باستبدال وزير الخارجية ريكس تيلرسون، بمدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، قد أرسل موجات صادمة عبر واشنطن، قبل أسبوع واحد من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وبينما كان تيلرسون على علاقات وثيقة مع جميع زعماء الخليج، فإنه ينظر إلى الوزير الجديد مايك بومبيو على أنه أكثر تعاطفًا مع الرباعي العربي، واتهام قطر بعلاقتها بالجماعات الإسلامية وإيران.

وقال تيودور كاراسيك، المحلل في شركة "جلف ستيت إناليتيكس" التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها: "إن قطر تعاني الآن من مشكلة، وعليها أن تقدم تنازلاتها، وربما تكون الدوحة بالغت في الاعتماد بشكل كبير على تيلرسون، ولكن قد لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفعل الكثير لتسوية الصراع".

وقال مسئول قطري تحدث إلى "المونيتور" إن بلاده لا تزال تفكر في كيفية تعاملها مع بومبيو.. إنه مجرد قرار من الحكومة الأمريكية، ولكنه لم يعد وزيرًا للخارجية بعد".

وأشارت "المونيتور" إلى أن بومبيو تحدث في مؤتمر لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في أكتوبر الماضي، ولكنه لم يذكر قطر، بينما كانت آخر زيارة له للمملكة العربية السعودية في ديسمبر الماضي، كما التقى بومبيو بمسئولين قطريين خلال زياراتهم لواشنطن.

وكان أول عمل لـ "بومبيو" في وكالة المخابرات المركزية هو السفر إلى المملكة العربية السعودية والتعرف على سجل الأمير محمد بن نايف في مكافحة الإرهاب.

وأكد الموقع الأمريكي أن الاختبار الأول لحقبة ما بعد تيلرسون سيأتي في أبريل، عندما يقوم الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني بأول زيارة له للبيت الأبيض في عهد ترامب، كما تتبع الزيارة قمة مجلس التعاون الخليجي على الأراضي الأمريكية في كامب ديفيد خلال مايو المقبل.

من جانبه قال أندرو بوين، وهو زميل في معهد "أميركان إنتربرايز" المحافظ: "إن الإمارات والسعودية ستنظر إلى إقالة تيلرسون كفرصة سانحة لدفع الإدارة الأمريكية على الاقتراب من موقفهم".

وعلى الرغم من رحيل تيلرسون، إلا أنه ليس من الواضح إذا كان البيت الأبيض على استعداد للتخلي عن القاعدة الجوية الأمريكية في قطر "العديد"، حيث زار وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قاعدة "العديد" مرتين منذ اندلع الخلاف الخليجي في يونيو الماضي.

وفي هذا الصدد، قال سيجورد نويباور، محلل شئون الشرق الأوسط في واشنطن: "إن الخيار القديم بنقل القاعدة ليس واقعيًا أبدًا، فلا تملك أي دولة أخرى القدرة على بناء قاعدة من الصفر بقيمة 80 مليار دولار".

ومع ذلك، قد يؤدي صعود بومبيو إلى تحريك المياه الراكدة في قضية تمويل قطر للإرهاب، حيث تتحرك التشريعات عبر الكونجرس بهدف قطع التمويل القطري عن حماس.

وقال نورمان رولي، مسئول سابق كبير في الاستخبارات الأمريكية، في المؤتمر الذي أقامته المؤسسة العربية السعودية، والذي ألقى الضوء على زيارة ولي العهد السعودي المرتقبة إلى واشنطن: "أعتقد أن بومبيو سيكون واضحًا للغاية مع دولة مثل قطر، وسيتضح الأمر بشكل أكبر خلال زيارة محمد بن سلمان القادمة، حيث سيكون الخطاب أكثر توحدًا بين الجانبين".