دواء للقلق ومسبب للجنون.. فوائد الحشيش وأضراره
أجمع الأطباء على أن الحشيش له فوائد جمة كعلاج أو دواء غير أن مضاره تفوق فوائده، ومن فوائده كما يذكر الطبيب والفيلسوف اليوناني جالينوس أنه يبرىء من التخمة وجيد للهضم، وفي ذلك قول الشاعر النور الأسعردي:
ومن فضلها في الطب جودة هضمها
وهيهات يحصى فضلها المعدد
أما يحيى بن ماسوية فذكر في كتابه «تدبير أبدان الأصحاء» أنه يجفف من البلغم وينصح بأن من غلب على بدنه البلغم ينبغي أن تكون أغذيته مسخنة مجففة كالزبيب والشهدانج.
أما صاحب كتاب «إصلاح الأدوية»، فذكر أن الشهدانج «الحشيش» يدر البول، وقال: لم أجد لإزالة الزفر من اليد أبلغ من غسلها بالحشيشة، هذا إلى جانب أن الحشيش مهدئ للأعصاب ومجلب للنوم ومزيل للقلق.
ولكن إذا كان للحشيش فوائد فإن مضاره تغلب فوائده، فقد نقل بعض العلماء أن في أكل الحشيشة، مائة وعشرون مضرة دينية ودنيوية، وذكر ابن تيمية: أنها مشتملة على ضرر في دين المرء، وعقله وخلقه وطبعه أضعاف ما فيها من خير ولا خير فيها.
وعن المضار العقلية، أوضح ابن البيطار مضار الحشيش العقلية فقال: ولقد استعمله قوم فاختلت عقولهم، وأدى بهم الحال إلى الجنون وربما قتل، أما ابن تيمية فذكر أن الحشيشة تورث الجنون، وكثير من الناس صاروا «مجانين» بسبب أكلها، وذكر في موضع آخر أنها تفسد الأمزجة حتى جعلت خلقًا كثيرًا مجانين، وتؤثر الحشيشة أيضًا على عقل آكلها، وتحدث خللًا في ذاكرته فينسى كثيرًا ويسهل التأثير عليه والإيحاء إليه، وذلك حسبما ذكر في دراسة نشرت بمجلة «المؤرخ العربي» لـ«ليلى عبد الجواد إسماعيل».
